قالت دار الإفتاء المصرية إن شهر رمضان من الأزمنة المباركة التي ينبغي للمسلم استغلالها بالأعمال الصالحة للحصول على عظيم الأجر، وفضل شهر رمضان أن الله شرعه لما فيه من المصالح التي شهدت عليها العقول السليمة؛ فكان لهم إحساناً ورحمة وجنة، فضل شهر رمضان أن الصائم يشعر بِنعم الله -تعالى- عليه، كما يصل به إلى تقوى الله - عزّ وجلّ-.
فضل صيام شهر رمضان جاء الأمر الإلهي للرسول - صلى الله عليه وسلم - بصيامه في السنة الثانية من الهِجرة النبوية، وقد صام الرسول الكريم رمضان لتسع سنوات، وإحداها أثناء غزوة بدر الكبرى.
وأوضحت الإفتاء، في منشور لها على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» فضل شهر رمضان، وأن رمضان هذا العام له طعم آخر خلاف ما مضى؛ لعل الله أراد أن يخلو العبد في عبادته من كل وسائل الاتصال، ليجتمع في خلوته مع العزيز الغفار؛ فتزول عنه الهموم والأكدار.
فضل شهر رمضان
أولاً: يتعلم المسلم من خلال الصيام السيطرة على شهواته؛ فيتحكم بها ومن ثم يكون قادراً على التحكم برغباته دون الإضرار بحاجاته الجسدية.
ثانياً: الصوم مدرسة للجود؛ فيجود المسلم بماله للمحتاجين، فهو يشعر بجوعهم وحاجتهم، ويجود بوقته في مساعدة الآخرين ومد يد العون لهم.
ثالثاً: يُنمي الصيام في النفس حب عمل الخير، ويدربها على الإكثار منه وملازمته كلما أُتيحت الفرصة؛ فالأعمال الصالحة في هذا الشهر تتضاعف، الأمر الذي يُشجع المسلم على الإكثار من الأعمال الصالحة؛ طمعاً في الأجر.
رابعاً: يساعد الصيام على الالتزام بالقواعد والقوانين واحترام الحدود المرسومة دون زيادة أو نقصان.
خامساً: يكسر الصيام الكِبَر في القلب؛ فيرى الصائم الأعداد العظيمة من المسلمين المقبلين على العبادات؛ فيقوم بدوره بالسعي إلى المزيد من العبادات ليلحق بمن سبقوه دون النظر إلى مكانتهم الاجتماعية.
سادساً: يُشجع الصيام على السرية في أعمال الخير؛ فالصيام مبني على العلاقة بين العبد وربه دون تدخلات أو حاجة إلى أن يعرف الجميع بذلك؛ فيتصدق صمتاً في مساعدة الآخرين.
سابعاً: الصيام في رمضان يهدف إلى تجديد النية، وتنقيتها مما عَلِق بها، واحتساب هذه النية عند الله - تعالى-؛ لقول الرسول - عليه السلام-: «مَن صامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ».
ثامناً: تتجدد العلاقة بين المسلم وربه في رمضان، من خلال قراءة القرآن الكريم، والابتعاد عن المُحرّمات، وتطبيق السّنة النبويّة، والإقبال على صلاة التراويح وقيام الليل.
تاسعاً: تجتمع أركان الإيمان في الصيام: قول القلب الذي يكون بالتصديق والإيمان بالصيام، وعمل القلب الذي يكون بالاحتساب، وفعل الجوارح الذي يكون بالابتعاد عن المحرّمات.
عاشراً: يساعد الصيام المسلم على التأقلم بسرعة عند تغير الظروف؛ فيصبح أكثر مرونة وتقبُّلاً لتقلبات الحياة السريعة.
حادي عشر: يزيد الصيام من روحانية المسلم، ونقاء روحه، وارتقائه عن الشهوات والحاجات الماديّة.
ثاني عشر: يُعلم الصيام المسلم فقه الأولويات؛ فيعرف أهمية الأعمال الصالحة ومستوياتها، فيرتبها حسب ذلك السُلم، كما يُربيه على فقه الاختلاف.