طريقة صلاة القيام في رمضان

طريقة صلاة القيام في رمضان
طريقة صلاة القيام في رمضان
طريقة صلاة القيام في رمضان
3 صور

أوضحت «الإفتاء» أنَ قيامَ الليل مدرسة المخلصين، ومضمارُ السابقين، وأنّ الله تعالى إنما يوزّع عطاياه، ويقسم خزائن فضله في جوف الليل، فيصيب بها من تعرض لها بالقيام، ويُحرم منها الغافلون والنَيام، وما بلغ عبدٌ الدرجات الرفيعة، ولا نوَر الله قلباً بحكمة، إلاّ بحظ من قيام الليل.


والسرُ في ذلك أن العبد يمنع نفسه ملذّات الدنيا، وراحة البدن، ليتعبّد لله تعالى، فيعوضه الله تعالى خيراً مما فقد، وذلك يشمل نعمة الدّين، وكذلك نعمة الدنيا، ولهذا قال الإمام ابن القيم رحمه الله: «وأربعة تجلب الرزق: قيام الليل، وكثرة الاستغفار بـ الأسحار، وتعاهد الصدقة، والذكر أول النهار وآخره.»


كيفية صلاة قيام الليل في رمضان


الأفضل في صلاة الليل أن تكون مثنى مثنى، كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «صلاة اللَيل مثنى مثنى، فإذا خَشي أحدُكمُ الصُبح، صلَى ركعة واحدة تُوترُ له ما قد صلَى وأقل الوتر ركعة واحدة يصليها بعد صلاة العشاء، فإن أوتر بثلاث ركعات فالأفضل أن يسلّم بعد الركعتين ويأتي بواحدة، وإن أوتر بخمس فيسلم بعد كل ركعتين، ومن ثمّ يأتي بركعة واحدة، ويراعي في صلاته الطمأنينة وعدم العجلة والنقر، فيخشع في صلاته ولا يتعجل فيها، فإن يصلي عدداً قليلاً من الركعات بخشوعٍ وطمأنينة؛ خيرٌ له مما هو أكثر بلا خشوع.


ماذا يقرأ في صلاة قيام الليل في رمضان


يقوم المسلم بأداء ركعتين ركعتين، والمقصود أن يسلّم بعد كلّ ركعتين يؤدّيهما، ثمّ يؤدّي الوتر، وذلك اقتداءً بفعل رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - في قيامه، وإن خاف المسلم أن يدرك صلاة الصّبح وهو لم يوتر بعد فيجوز له أن يوتر بركعة واحدة، يتلو فيها بعد سورة الفاتحة سورة الإخلاص، ثمّ يدعو دعاء القنوت.


وصلاة قيام اللّيل تكون في أوّل اللّيل، أو أوسطه، أو آخره، لكن في الآخر أفضل، وهو الثّلث الأخير، وعددها من حيث الأفضل أن تصلّى إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، ومن السنة أن يقوم المسلم بترتيل الآيات الكريمة عند القراءة، وقراءة ما تيسرّ له من القرآن الكريم، ومن المستحبّ عند القراءة أن يستعيذ بالله عند قراءة الآيات التي فيها وعيد، وأن يسأل الله الرحمة عند الآيات التي فيها رحمة، وأن يسبّح حينما تمرّ به آية تسبيح، وأن يطمئنّ في صلاته، ويخشع في ركوعه وسجوده.


والوتر إما أن يكون ركعة واحدة، أو ثلاثاً، أو خمساً، أو سبعاً، أو تسعاً، فعدد ركعات الوتر فرديّة، وقد رُوي عن أبي أيّوب الأنصاري أنّه قال: «الوترُ حقٌ، فمن شاءَ أوترَ بخمسٍ، ومن شاءَ أوترَ بثلاثٍ، ومن شاءَ أوترَ بواحدة»، وفيما يأتي تفصيل لما ورد في صلاة الوتر:
1 - أن يصلّى الوتر ركعة واحدة، كما كان يؤدّيها رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -.
2 - أن يصلّى الوتر ثلاث ركعات، فيقوم المسلم بصلاة الثّلاث ركعات متصلات، بحيث يسلّم في نهاية الصلاة، كما كان يفعل السّلف، ويقرأ فيها: سورة الأعلى، وسورة الكافرون، وسورة الإخلاص، أو يصلّي ركعتي شفع ويسلّم، ثمّ يتبعهما بركعة وترٍ منفصلة عن أوّل ركعتين، فيشاء له ذلك مع ضرورة النية من بداية الصّلاة.


3 - أن يصلّى الوتر خمس أو سبع ركعات، ويكون ذلك بتشهّدٍ واحدٍ كما كان يفعل رسول الله، فقد رُوي عن أمّ سلمة - رضي الله عنها - أنّها قالت: «كان رسولُ اللهِ - صلَى اللهُ عليه وسلم - يوترُ بسبعٍ أو بخمسٍ، لا يفصلُ بينهنَ بتسليمٍ ولا كلام».
4 - أن يصلّى الوتر تسع ركعات، ويجلس المسلم للتّشهد في الرّكعة الثّامنة، ثمّ يتمّ الرّكعة التاسعة، بعدها ينهي صلاته بالتشهد والسّلام.


وبصلاة الوتر تُختم صلاة اللّيل، لكن يجوز للمسلم أن يصلّي بعد ذلك ما يشاء من عدد ركعات القيام، على أن تكون الصّلاة ركعتين ركعتين، ولا يعيد الوتر، فقد رُوي عن قيس بن علي أنّه قال: «لاَ وترانِ في ليلة».