هناك هرمونات تبني العضلات وتضخمها
39% من الرياضيين يتناولون المنشطات
69% من المراهقين يتناولون المنشطات
تناول الكرياتين لا يختلف عن تناول الهرمونات
عضلات المراهقين
6 صور

 

الأبناء لا يصلون إلى مرحلة المراهقة بقفزة واحدة، بل ينسحبون من عالم طفولتهم تدريجياً، في حين نجد بعض الأبناء -إن لم يكن معظمهم- يتعجلون صعود سلم الرجولة بملمحها ومظهرها الخارجي؛ وهو الجسم الرياضي الممشوق والعضلات القوية المفتولة، حتى وإن اضطروا لتناول الأدوية والمنشطات المحظورة التي تضرهم أكثر مما تنفعهم صحياً وبدنياً، والمعروف أن هناك 69 في المائة من المراهقين يتناولونها. للاستفسار والتوضيح كان لقاؤنا مع مدرب السباحة الدكتور محمد عبد الفتاح الذي أعد رسالة الدكتوراه في هذا المجال.

 

39 في المائة من الرياضيين يتناولون المنشطات

أولاً: بعد بحث ميداني لعدد من الصالات الرياضية -الجمانزيوم- اتضح أن هناك 69 في المائة من المراهقين يتناولون هذه المنشطات؛ ليأخذ الجسم مظهر الرجولة الخادعة، والمنظمات الرياضية العالمية التي اكتشفت أن هناك 39 في المائة من الرياضيين يتناولونها، تقوم بالتحقيق مع كل رياضي يتناول هذه المنشطات؛ حيث يخضع للفحص ليتبين إذا ما كان تناول المنشطات أم لا، ويتم معاقبة الرياضيين الذين يتناولون المنشطات،والمعروف طبياً أنها تتسبب بزيادة نسبة النشاط عند الذي يتناولها مما يسبب زيادة فرصته في النجاح قياساً بباقي الرياضيين.

ثانياً: تعتبر هذه العقاقير ضد روح الرياضة، ومن أشهر الرياضيين الذين تورطوا بتناول هذه المنشطات العداءة الأميركية ماريون جونز والتي تم سحب ميدالياتها الأولمبية بعد أن اعترفت بتناولها للمنشطات وكذلك لاعبة التنس الروسية ماريا شارابوفا.

ثالثاً: الكثير من الشباب يمارسون رياضة كمال الأجسام، لأنها تبني العضلات وتُضخمها مما يُعطيها شكلاً جميلاً بحسب اعتقادهم، وقد تسبب تمارين كمال الأجسام الكثير من الأضرار لهواتها، وليس المقصود بالتمارين الرياضية بحد ذاتها، بل بالعقاقير التي يتم تناولها للمساعدة في تضخيم العضلات.

رابعاً: إن الحصول على جسم جميل الشكل، مع الحفاظ على الصحة لا يتم إلا بممارسة الرياضة والتمارين المُناسبة لكُل جسم، حتى وإن كانت هذه الطريقة ستأخذ وقتاً أطول من الطرق الأخرى التي تعتمد على استخدام مواد أخرى لتسريع عملية بناء العضلات، فالحفاظ على الصحة أهم من الحفاظ على شكل أجسامنا.

ماذا تعرفين عن المنشطات المحظورة؟

هي عبارة عن هرمونات ممنوعة دولياً، ولها أضرار مدمرة للصحة على المدى الطويل.

تؤدي إلى حدوث ضمور في أنسجة الخصية؛ مما يؤدي إلى توقف إنتاج الحيوانات المنوية. تتسبب بخلل في وظائف الكبد، وقد تؤدي إلى سرطان الكبد. تغير نسبة الدهون بالدم وتزيد الإصابة بتصلب الشرايين، وترفع ضغط الدم.

تداولها بالإبر قد يؤدي إلى انتقال فيروس «سي وبي» والإيدز، وتهتك في أوتار العضلات.

كما أنها تسبب التهاباً في الأعصاب والأوعية الدموية. تزيد عدد كرات الدم الحمراء وتحدث جلطات متكررة في الأماكن الحيوية بالجسم.

تُحدث تضخماً في عضلة القلب، وتكلساً مبكراً للغضاريف.

تحذيرات خاصة للاعبي كمال الأجسام

يتناول معظم لاعبي كمال الأجسام نوعاً من الهرمونات التي تُسمى بالهرمونات السيتروئيدية، وهي من العقاقير التي تبني العضلات وتُضخّم حجمها، ولكن إن لم يكُن هناك إشراف طبي لتناول هذا العقار بالتحديد، فإنّ الأمر سيُؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة.

المُشكلة أن بعض هذه الأدوية المنشطة تُباع خارج الصيدليات وبسعر أقل، وغالباً ما يكون العقار مغشوشاً ومُلوّثاً، وعندما يأتي اللاعب لحقن نفسه به، فإنه يُدخل لجسمه عدداً من الأمراض الخطيرة التي قد تُؤدي إلى الوفاة.

ومن الأضرار الأخرى التي تُسببها هذه الهرمونات، آلام شديدة في المعدة، صُداع مُستمر، تساقط الشعر بشكل مُكثف مما يُسبب الصلع، حدوث نزيف من الأنف، ظهور بُقع حمراء اللون في مناطق مُتعددة في الجسم، ظهور الحبوب في الوجه، حدوث مشاكل في إنتاج الحيوانات المنوية، أضرار في الكبد والكلى، ارتفاع ضغط الدم، زيادة نسبة الكولسترول في الدم، حدوث تضخم في عضلة القلب، تعكير المزاج مما يجعل الشخص عصبياً وقلقاً مُعظم الوقت، قد تُؤدي إلى الاكتئاب، حدوث تضخم في البروستاتا.

ماذا عن تناول الكرياتين؟

لا يقتصر لاعبو كمال الأجسام على تناول العقاقير السيتروئيدية، بل إن معظمهم يلجأ إلى تناول المُكملات الغذائية التي تحتوي في تركيبها على الكيرياتين، وهو لا يختلف كثيراً من حيث الأضرار التي يُلحقها بالجسم عن تلك الهرمونات سابقة الذكر، وهذه المُكملات ليست حديثة في الأسواق، بل إن استخدامها بدأ في ستينيات القرن الماضي، ومن أهم أضرار هذه المُكملات هو أنها تقوم بتخزين السوائل في العضلات حتى تبدو بشكل أكبر، مما يعني أن العضلات ستتعرض للتشنجات بشكل مُستمر.

الهرمونات الطبيعية أفضل

كثير من الشباب اليوم صاروا يدركون مخاطر تعاطي الهرمونات والأدوية المضرة لصحتهم، أو الخاصة بتكبير العضلات، ويقبلون على تناول الهرمونات الطبيعية الموجودة في الدجاج والبيض، وغيرها من المأكولات، التي لا تكون لها مخاطر جانبية.

الوعي والاعتدال في كل شيء مهم جداً، وبناء العضلات يأتي بالرياضة والتدريب الطويل؛ لأن بعض الأصدقاء جربوا تعاطي الهرمونات، وما إن تركوها حتى تعرضوا لانتكاسات وتراجع في صحتهم، وهناك من ماتوا بسبب الإفراط في تعاطي الهرمونات.

وتوجد أنواع متعددة من الأدوية والهرمونات التي يتعاطاها الشباب للحصول على المظهر القوي؛ همّهم الأول والأخير تدوير زنودهم وتضخيم صدورهم ليصبحوا جذابين أقوياء لإثارة إعجاب الآخرين ولفت الأنظار إليهم

لا توجد مشكلة لدى الذين يفضلون تضخيم عضلاتهم بالوسائل الرياضية السليمة وبالتدريبات الصحيحة، لكن اللوم يقع على الذين ينجرفون وراء الهرمونات الستيروئيدية والمكملات الغذائية التي تحتوي على الكرياتين.

الهرمونات الستيروئيدية

تصنف بين العقاقير التي لا تُعطَى إلا بوصفة طبية، لأهداف محددة ومعروفة في الوسط الطبي، وهي تؤخذ على شكل حقن أو حبوب، والكارثة الكبرى أنها يمكن أن تكون مزيفة، وغير نقية.

وقد تحتوي على مواد ملوثة تسبب الجلطة المفاجئة للشباب الذين يتعاطون المنتجات التي يأتون بها من الدول الآسيوية، ولا نعرف ما صحة المكتوب على العبوة، وهذه المادة يمزجونها مع أي منتج هرموني ستيروئيدي لتعطي مفعولاً أسرع وأكبر.

الخطير أنها تعرض صاحبها لأمراض قد تصل إلى الجلطة المفاجئة؛ فصحيح أن الهرمونات الستيروئيدية البانية للعضلات، تفيد في إعطاء الضخامة السريعة للألياف العضلية، لكن هذه المزية ليست آلية، كما أن الصور التي يبثها المعلنون عنها وعن أفعالها مجرد حلم.

وأفضل السبل للحصول على أجسام رشيقة، وعضلات مفتولة، هو ممارسة التمارين الرياضية المدعومة بنظام غذائي صحي، يأخذ في الاعتبار حاجات الجسم الأساسية الفعلية والميدانية.

المكملات الغذائية

هذه الوسيلة الطبيعية تحتاج إلى الصبر والاهتمام والمتابعة، أما أولئك الذين يستعجلون النتائج بالاستعانة بمكملات غذائية حاوية الكرياتين، فعليهم أن يضعوا نصب أعينهم أنهم يركضون وراء سموم خطرة، لن يحصدوا من ورائها سوى الندم والحسرة والعلل والأمراض، وربما الموت.

المكملات الغذائية فهي مشروعة ومستخلصة من مكونات غذائية: مثل بروتين الصويا، وشرش اللبن، واللبن خالي الدسم، وغيرها من المواد التي تدخل في تكوين وجباتنا، بحيث تعطي الجسم نسبة عالية من البروتين بدون الدهون والكولسترول الموجودين معه في الطبيعة.

وأحياناً يُضاف إليها الكربوهيدرات المركبة من أجل الطاقة، وكذلك الفيتامينات والمعادن، وتعد عاملاً مساعداً لتحسين الأداء الرياضي، ومكملاً للغذاء الصحي لدى الرياضيين