طريقة تونسية تقليدية لصيد الأسماك تدخل العالمية

أدرجت منظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) طريقة صيد تقليدية للأسماك بجزيرة «قرقنة» بمحافظة «صفاقس» جنوب شرقي تونس تعرف باسم «الشرفية»، ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي حول العالم...تقدمت تونس بطلب لدى «اليونسكو» (منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم) لإدراج طريقة صيد الأسماك المعروفة باسم «الشرفية»، في جزيرة «قرقنة» بمحافظة «صفاقس» جنوب جنوب البلاد، ضمن التراث الإنساني غير المادي. وتم هذه الأيام الموافقة على إدراج هذه الطريقة ضمن التراث اللامادي العالمي. وبتسجيل «الشرفية» تعزز تونس تمثيليتها بقائمة التراث اللامادي العالمي ليصبح في رصيدها أربعة عناصر، والعناصر الثلاثة الأخرى هي «فخار سجنان»، «أكلة الكسكسي» و«النخلة».عن الصيد بالشرافي والصيد الوفير يدور التحقيق


ما هو الصيد بالشرافي؟


و«الشرفية» هي وسيلة صيد تقليدية يتم عبرها تشكيل مصائد ثابتة في البحر، وتبنى بسعف النخيل، وهي من أقدم وسائل الصيد البحري التقليدي التي اشتهرت بها جزيرة قرقنة منذ عهود.
وتمثل«الشرفية» مند قرون قطعة من البحر ومصيدة في آن واحد، وهي ملك عقاري وتنعت بأسماء ولها حدود ومنافع، تسلم وتباع وتشترى ككل الأملاك العقارية، فهي قطعة بحرية قارّة ويختلف بناؤها باختلاف الموقع والمساحة والتيار المائي.

 

صيد الشرافي..ليس مجرد تقنية

صيد الشرافي..موروث ضاربا في عمق تاريخ الجزيرة

 

وصيد «الشرافي» (جمع شرفية) في جزيرة قرقنة التونسية في الجنوب الشرقي ليس مجرّد تقنية تقليدية لصيد الأسماك ذات الجودة الرفيعة، بل يتجاوز ذلك ليعتبر موروثاً ثقافياً ضارباً في عمق تاريخ الجزيرة.
ويطلق اسم «الشرفية» على كل المصائد الثابتة؛ ويتم بناء الشرفية بسعف النخيل وفق خطة مدروسة ومحكمة يشرف عليها ربّان ذو خبرة عالية ودقيقة باتجاه الريح والأمواج ووجهة الأسماك عند المد والجزر، وتقوم أساساً على تهيئة مسالك ومساحات يحدها من الجانبين سياج من جريد النخل المغروس في عمق بحر الجزيرة الذي يعرف بقصره.


صيد وفير

صيد الشرافي..طريقة تعود إلى العهد البونيقي


يتبع السمك جانبي سياج الجريد يدفعه في ذلك تيار الريح حتى يدخل بهدوء في حلقة كبيرة، ومن ثمة يجد السمك نفسه مجبراً على الوقوع في الفخ المصنوع من السعف المستخرج من النخيل ليقضي داخلها 24 ساعة دون أن يأكل شيئاً، وإثر طلوع شمس اليوم الموالي يتم رفع الأسماك من قبل البحار، وعادة ما تكون أمعاؤها خالية من الأوساخ، مما يجعل مذاقها لذيذاً ومتميزاً والإقبال عليها كثيفاً.
ويقول المؤرخون إن «الشرافي» تعد من أقدم وسائل الصيد البحري التقليدي التي اشتهرت بها الجزيرة منذ عهود.
وتعود هذه الطريقة في الصيد، بحسب النصوص التاريخية إلى العهد البونيقي في حين ظهر مصطلح الشرفية في القرن الـ17 مع ظهور عقود الملكية البحرية الخاصة في عهد الباي(الملك) الحسيني سنة 1670م.