العثور على أقدم حفرة أحدثها سقوط نيزك على الأرض

الأرض مليئة بما يقرب من 190 حفرة نيزكية كبيرة، ومع ذلك لا يعرف العلماء سوى عمر قليل منها. في الآونة الأخيرة، قام أحد علماء ناسا بتحليل عمر فوهة نيزك تسمى «يارابوبا» في أستراليا، حيث عثروا على أقدم حفرة تسبب فيها سقوط نيزك على سطح الأرض قبل أكثر من 2. 2 مليار سنة، أي ما يعادل نحو نصف العمر الحالي للأرض، وفقاً لدراسة منشورة بمجلة Nature Communication العلمية.
قال تيمونز إريكسون، عالم الأبحاث بقسم أبحاث المواد الفلكية وعلوم الاستكشاف، أو ARES، في جونسون التابع لناسا: «إنها أقدم بـ200 مليون سنة من أقدم فوهة بركان معروفة سابقاً، والتي كانت فوهة فريدفورت دوم التي يزيد طولها عن 200 كيلومتر في جنوب إفريقيا».


مركز الفضاء

حفرة" يارابويا" في أستراليا..أقدم حفرة فبل 2..2 مليار سنة


الحفرة، والتي نتجت عن ارتطام الجرم السماوي بما يعرف اليوم بولاية أستراليا الغربية، «يارابوبا» ويبلغ قطرها نحو 70 كيلومتراً، لكنها تآكلت اليوم بشكل كامل.
وخلال المرحلة الأولى من عمر كوكب الأرض، كانت أجرام سماوية تسقط على سطحه بشكل مستمر، ولكن ما نتج عن ذلك من فوهات اندثر بسبب الحركة المستمرة للغلاف الصخري للكوكب، والمعروف علمياً بمصطلح الصفائح التكتونية، فضلاً عن تآكل هذه الصفائح بمرور مليارات السنين.

 

ارتطام في أستراليا.. أثر على مناخ الأرض

 

يُرجح أن الارتطام الذي حدث في أستراليا أثر على المناخ


واعتاد الباحثون من قبل على تصنيف حفرة «فريديفورت» الواقعة بشمال جنوب أفريقيا، أقدم وأكبر فوهة على الأرض ناتجة عن ارتطام أجرام سماوية بالأرض، إلى أن تم حساب عمر فوهة «يارابوبا» واتضح أنها أقدم بنحو 200 مليون سنة.
ويرجح الباحثون أن الارتطام الذي حدث في أستراليا أثر على مناخ الأرض، حيث كانت أجزاء كبيرة من الكوكب مغطاة آنذاك وبعمق كبير بالجليد، إذ توجد آثار على ترسبات أنهار جليدية يقدر عمرها بنحو 225. 2 مليار سنة على الأقل تم العثور عليها بإقليم تراسفال في جنوب أفريقيا.

 

الارتطام أدى إلى تبخر وذوبان  الجليد

 

الحفرة قذفت بكميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون
 


ولكن الجليد انحسر فيما بعد ولفترة تقدر بنحو 400 مليون سنة على الأقل، حسبما أوضح الباحثون، والذين يربطون ذلك بالارتطام.
كما يعتقد الباحثون أن الحفرة قذفت بكميات هائلة من غاز ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء وغيرها من غازات الغلاف الجوي للأرض، والذي كان آنذاك فقيراً في الأكسجين.
وإذا كانت المنطقة آنذاك مغطاة بطبقة جليد سميكة، فإن ذلك ربما أدى إلى تبخر وذوبان الجليد، وفي حالة وصول البخار إلى الطبقة العليا من الغلاف الجوي، فربما تسبب ذلك في ظاهرة الاحتباس الحراري بما يؤدي لارتفاع درجة حرارة الأرض، غير أن فريق البحث أقر بأن ذلك لا يعدو كونه احتمالاً.