وداعاً للأنسولين وعقاقير مرض السكري من النوع الثاني في 2021

يعمل عدد من الباحثين البريطانيين على تجربة إكلينيكية دولية يمكن أن تحرر مرضى النوع الثاني من السكري من وخزات الأنسولين اليومية ومن تناول أقراص الدواء.

سيستخدم العلماء تقنية جديدة تقوم بإعادة تسطيح الغشاء المخاطي في الاثني عشر، عن طريق إدخال بالون صغير في أنبوب طويل ورفيع من أسفل الحلق، ثم نفخه بالماء الساخن الذي تصل درجة حرارته إلى 90 درجة مئوية، ليصل إلى معدة المريض ثم الأمعاء والاثنيْ عشر ويقوم بحرق الخلايا التالفة فيها وإبدال السليمة بها التي تعمل في العادة على إرسال إشارات مناسبة تحث الجسم على إطلاق الإنسولين الذي ينظم مستويات السكر في الدم.
وتجرى هذه التقنية في المستشفى تحت التخدير، حيث يتم تمرير أنبوب رفيع ومرن وكاميرا عبر الفم والمعدة إلى الاثني عشر، ثم يُصار إلى ضخ الماء المسخن عبر الأنبوب لنفخ البالون. ويستغرق هذا الإجراء حوالي 45 دقيقة وعادة ما تظهر النتائج بعد يومين من هذه العملية حيث تختفي البطانة السميكة والخلايا التالفة ويمكن رؤية إعادة نمو الخلايا السليمة بعد ثلاثة أشهر.


وداعاً للأقراص وحقن الأنسولين

مرضى السكري سيودعون العقاقر والأنسولين
مرضى السكري سيودعون العقاقر والأنسولين


عادة ما تأخذ الخلايا التي تبطن الاثني عشر دور مفتاح التحكم في مستويات السكر في الدم، ومن خلالها يمكن معرفة التوقيت الذي يتم فيه استهلاك السكريات من أجل تهيئة الجسم لإنتاج الهرمونات، بما في ذلك الإنسولين، الذي يساعد الخلايا على امتصاصه، لكن ما يحصل لمرضى النوع الثاني من السكري هو أنّ جدران الاثني عشر تصبح سميكة وغير قادرة على بث الإشارات التي تؤدي إلى إطلاق الإنسولين مما يؤدي إلى فشل امتصاص السكر وتراكمه في الدم؛ وهذا الأمر يتسبب في أضرار صحية كبيرة بمرور الوقت ما لم يلجأ المريض إلى الأدوية والحقن التي تحافظ على مستويات السكر في الدم وتبقيها تحت السيطرة، حيث تشير الدراسات إلى أن واحداً من كل خمسة من مرضى النوع الثاني من السكري يتعالج بحقن الإنسولين، لكن الباقين يفضلون أقراص الدواء لما قد يسببه الحقن من إزعاج يومي إضافة إلى احتمال زيادة الوزن ومشاكل أخرى.

تابعي المزيد: الغرغرة وسيلة جديدة للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا


التغيير في قواعد اللعبة


كانت هذه الدراسة، التي قدمها الباحثون البريطانيون في مؤتمر المجموعة الطبية الأوروبية المتحدة لأمراض الجهاز الهضمي قد اعتمدت عينة من 16 شخصاً مصاباً بالنوع الثاني من السكري، وقد تمكن 75 % منهم من التوقف عن تناول الإنسولين بعد ستة أشهر من إجراء هذه التقنية وأصبحوا قادرين على التحكم في مستوى السكر في الدم دون استخدام الأدوية وفقاً لصحيفة الديلي ميل البريطانية التي نشرت تصريحاً للدكتورة سوزان ميرينغ المشاركة في الدراسة تؤكد فيه على أهمية هذه التجربة التي يمكن أن تعدُّ نهجاً جديداً يغير قواعد اللعبة في علاج النوع الثاني من السكري، وأشارت إلى الخطة المستقبلية في شمول التجربة لأعداد أكبر من المرضى.

هذا وتشير أحدث الإحصائيات إلى أن واحداً من كل 10 أشخاص فوق سن الأربعين في بريطانيا مصاب بالنوع الثاني من السكري المرتبط بالسمنة وسوء التغذية وعدم ممارسة الرياضة.

تابعي المزيد: طرق علاج ضعف المناعة والتشخيص