الغواصة سلمى شاكر:البحر بيتي الثاني وشواطئ السعودية مكان راحتي

الغواصة سلمى شاكر


تجتذب شواطئ المملكة العربية السعودية الغواصين ومحبي البحر وكائناته الحية من شعاب مرجانية وثروة سمكية وحيوانات بحرية من مختلف العالم، وقد اعتبرت سلمى شاكر الغواصة السعودية ذات الـ 21 عاماً البحر بمثابة بيتها الثاني كونها من عائلة “بحرية” فوالدها قبطان وخبير بحري ووالدتها بالتالي عاشقة للبحر. تأثرت بشواطئ السعودية ذات الطبيعة الخلابة تأثراً كبيراً، فغاصت في أعماقها لتكتشف مكنوناتها وأسرارها حتى باتت مكان راحتها. "سيدتي" التقت الغواصة سلمى شاكر لنتعرف إليها أكثر في الحوار الآتي.

 
تنسيق وإشراف | زهراء الخالدي  Zahraa Alkhaldi 
حوار | نسرين عمران   Nesreen Omran
تنسيق الأزياء | ريهام ابو الفرج  Reham Abulfaraj
الأزياء من otkutyrfashionhouse@
المديرة الإبداعية | رزان مسلم  Razan Mussallam
تصفيف الشعر | سوسن ليليش   Sawsan Lilish  
مكياج | نوران باخشوين  Nouran Bakhashwain
موقع التصوير | ساحل البحر الأحمر في مدينة جدة

 

الفستان من  OTKUTYR

 

الفستان من ترك جادالله Turk Jadallah

 

حرص والداي على تعليمي أنا وإخوتي السباحة والغوص وصيد السمك منذ الصغر. 


من هي سلمى شاكر؟
‏ سلمى أحمد شاكر عمري 21 سنة، ‏طالبة في جامعة عفت تخصص تصميم منتج، من عائلة تعشق البحر وقضت كل وقتها وحياتها فيه. لذلك أجد أن البحر له تأثير عالٍ جداً على حياتي فهو مكان راحتي وبمثابة بيتي الثاني.

 

  تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2102  من مجلة سيدتي  

 

بداية الغوص

 كيف كانت بداياتك مع الغوص الحر؟
بدأت الغوص ‏(السكوبا) من عمر 10 سنوات ‏ولكن ‏لم أرتبط به. وقبل ‏ثلاث سنوات التقيت مدربتي «مريم شعلان» للمرة الأولى في درس static، أي ما يعرف بحبس النفس خارج الماء، وقمت بحبس نفسي لمدة ثلاث دقائق، فانبهرت مدربتي بقدرتي على ذلك، وشجعتني أن ابدأ بأخذ ‏دورة المستوى الأول في الغوص الحر، فأعجبتني الفكرة ولكن لم يتسنَّ لي أخذ الدورة لانشغالي في دراستي الجامعية. 
وقبل ‏سنتين شاهدت فيديو لشخص يحبس أنفاسه لمدة أربع دقائق فشعرت بالحماسة وأردت ان أصل إلى هذه الدرجة، وهنا تذكرت المدربة مريم وكل ما أخبرتني به عن الغوص الحر، فقمت بمراسلتها وسجلت في ‏دورة المستوى الأول، ولم يطل الأمر حتى تمكنت من الحصول على ‏دورة المستوى الثاني مع فريق JFS مدرسة جدة في الغوص الحر، وقبل ‏سنتين تقريباً سافرت إلى مدينة “دهب” في جمهورية مصر وشاركت بمسابقة دهب للغوص الحر، وبعد تدريب مستمر لمدة شهر حققت وبحمد الله رقماً قياسياً ولقب أول سعودية تصل إلى 45 متراً تحت الماء، وهو الأعمق بين النساء الخليج العربي.
 من كان الداعم لك؟
والدي الكابتن أحمد شاكر مصدر اهتمامي للبحر والغوص، فهو قبطان بحري ومدرب غوص متخصص بعلوم البحار، ووالدتي ريم الغلاييني محبة للبحر وكنا نشاهد معاً الأفلام الوثائقية للبحار وأنواع الأسماك والقروش بكل فرح وسعادة أنا وإخوتي، وعندما اقترحت أن ابدأ الغوص الحر قدموا لي الدعم. 
 ما هو تأثير الوالدين على سلمى شاكر وممارستها للسباحة والغوص ألم يكن هناك خوف أو قلق من البحار والغوص فيها؟
‏حرص والداي منذ الصغر على تعليمي أنا وإخوتي السباحة والغوص وصيد السمك في أحسن المدارس، فتعلمت في مدارس خاصة بأمريكا وعندما فكرت أن ‏أسافر وأشارك في مسابقات عالمية وبدأت أنزل إلى مستويات عميقة شجعوني وبالطبع كان هناك خوف كأي والدين يخافان على ابنتهما، إلا أن حبي الشديد للغوص جعلهما يدعماني ويشجعاني.

تابعي المزيد: الأميرة هند بنت عبدالرحمن آل سعود: العمل التطوعي ليس تشريفاً بل أمانة ومسؤولية

جدتي إنسانة لكل العصور

كيف أثرت عليك فاتنة أمين شاكر - أول رئيسة تحرير لمجلة «سيدتي» - وهل فكرت أن تعملي في مجال الإعلام؟
‏‏«جدة فاتنة» شخص ملهم وآمل أن أكون رائعة وناجحة مثلها في يوم من الأيام. لقد كانت دائماً داعمة وتعلمت منها الكثير أنا واخوتي ووالدي وأتمنى أن أتعلم منها أكثر وأكثر إنها إنسانة لكل العصور.
ففي مجال الغوص الحر كانت جدة فاتنة تشجعني دائماً لأقوم بعمل أفضل وتتابع ما نقوم به أنا واخواتي وربنا يحفظها لنا.
كيف تمكنت من التوفيق بين دراستك وممارستك للغوص؟
‏ بدأت الغوص في صيف 2019 وكان الأمر سهلاً جداً لأنه لم يكن هناك دراسة فكان كل ‏تركيزي على الغوص، ولكن عندما بدأت الجامعة واجهت صعوبة بالموازنة بين الغوص والدراسة، ولكن بعد ذلك، والحمد لله، ‏عملت لنفسي جدولاً لأوفق بين الدراسة والغوص.

الاستمتاع بممارسة الرياضة


ما هو الغوص الحر؟ 
الغوص الحر هو السباحة (النزول) تحت الماء من دون مصدر خارجي للهواء، وتوجد طرق كثيرة حتى يصل الشخص إلى مستوى معين من القدرة على حبس النفس لمدة طويلة، وهذه الرياضة تتطلب قوة جسدية نعم ولكنها أيضاً رياضة ذهنية، حيث يتعين على الشخص التركيز والتصميم حتى يصل إلى هدفه.
‏هل تنصحين بتجربة الغوص الحر؟ 
على كل فتاة‏ أو شاب أن ‏يتبعوا شغفهم ‏ويجربوا ما يشد انتباههم، فنحن لن نخسر حينما نجرب الجديد، والغوص الحر من أجمل تجارب حياتي، فقد جعلني أكثر دراية بقدراتي الذهنية والجسدية، وتفاجأت بمدى قوة العقل والجسد عندما يتحدان، أقول لكل شخص عليك أن تجرب الغوص الحر، فقد تشعر بالشغف الذي شعرت به، وعليك القيام بما في وسعك من أجل تحقيق ما تطمح إليه.
 بدأت الغوص (السكوبا) في سن العاشرة، أليس من الصعب على الطفل ممارسة السكوبا في هذه السن كونه يحتاج إلى الكثير من الأمور والمعدات؟
إذا كان الطفل متحمساً لبدء الغوص السكوبا أو الغوص الحر عليه أن يفعل ذلك تماماً. العمر المسموح به لبدء الغوص  السكوبا ‏هو 10 سنوات ‏والعمر المسموح للغوص الحر هو 12 سنة. مع المدربين المناسبين واتباع جميع إجراءات السلامة، يجب أن يبدؤوا والأهم من ذلك أن يستمتعوا ‏بالرياضة الرائعة. 
ما هي أنواع الغوص وما الفرق بين السكوبا والغوص الحر وأيهما أنسب لممارسته في شواطئ البحر الأحمر؟
هناك الغوص الرياضي والغوص التجاري والتقني والعلمي والحربي. والفرق بين السكوبا والغوص الحر، أن الغوص الحر هو السباحة أو الغوص تحت الماء من دون مصدر خارجي للهواء، حيث يعتمد بشكل كامل على قدرتك في حبس أنفاسك. والغوص السكوبا ‏هو النزول تحت الماء باستخدام أسطوانة الهواء.

تابعي المزيد: سيدة الأعمال السعودية ندى باعشن تروي لـ «سيدتي» مشوار نجاحها في العمل والحياة

الإطلالة من ترك جادالله Turk Jadallah

 

الفستان من  OTKUTYR 


لدينا الكثير من المقدرات البيئية الجاهزة للاستثمار السياحي ومن ضمنها 1166 جزيرة في البحر الأحمر. 

 

شواطئ السعودية الممتعة 

 

أعماق البحرة الأحمر مليئة بالكائنات البحرية والتي يعشق ممارسو هذه الرياضة اكتشافها، كيف ترين ذلك؟
أروع اللحظات في حياتي عندما كنت أغوص في البحر الأحمر تحديداً في شواطئ مدينة حقل، ‏عند سفينة جورجيس، كنت أغوص مع بعض من أصدقائي ورأينا هذا المخلوق الضخم المذهل يمر بنا، كان حوت القرش. أمضينا ساعة في السباحة هناك واستمتعنا بالجمال الذي خلقه الله. ولا شك أننا محظوظين لأن لدينا مثل هذا البحر الأحمر وعلينا الاهتمام به للحفاظ عليه.
 بعد الانفتاح التي شهدته السعودية كيف تنظرين لمستقبل الرياضة النسوية فيها لاسيما الغوص؟
 ‏خلال السنتين الماضية شهدت السعودية تطوراً ملحوظاً في شتى المجالات وكان للمرأة النصيب الأكبر في ذلك، ما ساعد الكثير منهن على اكتشاف هواياتهن ومواهبهن ورياضاتهن. فالانفتاح منحهن منصة للقيام بذلك. واعتقد أنها البداية ‏وإن شاء الله القادم أجمل.
هل لدينا مدربات ومدربين بشكل كاف؟ 
‏عدد المدربين ‏الشباب في الغوص الحر بدأ يزداد وبشدة، ‏ولكن ‏عدد المدربات مازال محدوداً. وأتمنى أن ‏يوازي عدد المدربات عدد المدربين الشباب ‏في المستقبل إن شاء الله.  
اذكري لنا بعض الأماكن التي ترين أنها مناسبة للغوص والسباحة في السعودية؟ 
عدد المدربين في الغوص الحر بدأ يزداد ‏ولكن ‏عدد المدربات مازال محدوداً. 
هناك طريقان للغوص الحر، الغوص الممتع وغوص التدريب الذي من الأفضل فيه ‏أن تتوجه للمدربين والمتخصصين لأنهم على دراية بالمنطقة التي سيتم فيها التدريب الغوص ووسائل الأمن والسلامة. والغوص الممتع أيضاً لابد من التأكد من سلامة المكان وأنه آمن للغوص، ولدينا في السعودية أماكن كثيرة فيها فأنا تقريباً غصت في كل الشواطئ من ينبع أملج وشواطئها البكر حتى وصلت إلى حقل عند حدود الأردن، وسفينة جورجيوس فيها أماكن كثيرة جميلة وغزيرة بالحياة البحرية ولا يمكن تخيل بأنها موجودة لدينا في بحر السعودية الأحمر.

تابعي المزيد: جلسة تصوير من قلب القديّة مع سيدة الأعمال السعودية دانة العلمي

 

أماكن وافرة للرياضات البحرية

 

المملكة العربية السعودية مليئة بالشواطئ والأماكن المخصصة للسباحة هل كان ذلك محفزاً لك خاصة وأن والدك أحمد شاكر المتخصص بعلوم البحار؟
لقد وهب الله السعودية شواطئ طويلة على البحر الأحمر تمتد لأكثر من 1600 ميل بحري، ويوجد لدينا الكثير من المقدرات البيئية الجاهزة للاستثمار السياحي ومن ضمنها 1166 جزيرة في البحر الأحمر، وبهذه الأرقام الكبيرة لدينا الكثير من الأماكن المناسبة طوال السنة لممارسة جميع أنواع الأنشطة البحرية كالغوص بأنواعه وجميع ألعاب الشراع والصيد الرياضي المحافظ على البيئة بأنواعه. لذلك كانت أحد أعمدة رؤية المملكة 2030 استغلال هذه المقدرات بطريقة مستدامة ومحافظة على البيئة لتكون مصدراً قومياً للأجيال الحالية والتالية.
ما هي المعوقات التي تواجه الغوص الحر؟ وأين نحن من البطولات العالمية في هذا المجال؟
لكل مجال رياضي صعوبات، ولكن على الإنسان أن يمضي قدماً ويدفع نفسه إلى الأمام في الأيام الصعبة.
فعلى سبيل المثال هناك أوقات لم أستطع الوصول إلى الأعماق وشعرت بعدم الرغبة في الغوص، ولكني تعلمت بأن أستمع إلى جسدي وأحترم قدراتي وحدودي حتى أمارس هذه الرياضة بأمان وإتقان. وأتمنى أن تصبح ‏السعودية إحدى أفضل الدول التي تستضيف بطولات عالمية في الغوص الحر. وبالنسبة للمعوقات التي تواجه الغوص الحر تتمثل بعدم وجود مدربات نساء كما ذكرت إلى جانب أننا بحاجة إلى دعم وتوفير أماكن أو مناطق مخصصة للتدريب وممارسة الغوص.
هل تعتقدين أن الإعلام منح السباحة والغوص الحر مساحة كافية كغيرها من الرياضات والسباقات؟ 
يعدّ الغوص الحر رياضة جديدة جداّ في العالم. تم تأسيسها أو تسميتها قبل 17 عاماً فقط.. لذلك ‏هي رياضة جديدة جداً في السعودية وأصبحت ‏معروفه لدى ‏عدد كبير من الناس خلال العامين الماضيين؛ لذا أنا أؤمن بأن هذه البداية ‏فقط.
ما هو طموحك في المجال العلمي والعملي وفي الغوص الحر؟
أهدافي في الغوص الحر مستمرة، وأريد أن أتحدى نفسي لأصبح أفضل. أود أن أصبح ‏مدربة غوص في المستقبل القريب، وأستمر في ‏المشاركة بالمسابقات. بالإضافة إلى ذلك، وبغض النظر عما يحدث، فإن الغوص الحر سيكون دائماً جزءاً من حياتي.

 

الإطلالة من هنيدة صيرفي Honayda Serafi

تابعي المزيد: أضوى فهد لـ"سيدتي": تغلبي على السرطان أهم نقلة في حياتي وفيلم "حد الطار" تحدٍّ حمّلني المسؤولية