المرونة جزء من الطبيعة البشرية، لكنها غالباً ما تبدو أسهل لبعض الناس، وصعبة للبعض الآخر، لماذا يتعب بعض الناس عند التعرض للمحن اليومية، بينما يتعافى الآخرون على الفور؟ إن أسباب وتأثيرات المرونة الفردية أكثر تعقيداً بكثير - وأقل اعتماداً على سمات الشخصية الفردية - عما يدركه كثير من الناس.
ووفقاً لموقع thehealthy ماذا تعني المرونة؟ المرونة تعني "القيام بعمل جيد في مواجهة المخاطر أو الشدائد"؛ فهي أحياناً تُعرف على أنها مجموعة من المهارات أو السمات التي تساعدنا على التكيف مع الشدائد، ولكن بينما تعتمد المرونة جزئياً على القدرات الفردية والشخصيات، تشير الأبحاث بشكل متزايد إلى أنها مبنية بشكل أساسي من قِبل العالم من حولنا - وبالتحديد علاقاتنا مع الآخرين.. "تعتمد مرونة الشخص على العديد من الأنظمة المترابطة داخل وخارج عقولنا وأجسادنا، بما في ذلك علاقاتنا مع الآخرين والدعم من العالم من حولنا، وليس فقط القوة أو القدرات الفردية".. تلعب الصفات الشخصية مثل: الثقة بالنفس، وضبط النفس، ومهارات حل المشكلات، دوراً كبيراً في المرونة؛ وفقاً للبحث، يلعب الدعم الاجتماعي دوراً أكبر.
* كيفية بناء المرونة
طالما أنك تحظين بدعم العائلة والأصدقاء، يمكنك البدء في بناء المرونة اليوم.. فيما يلي بعض نصائح الخبراء الخاصة بهم لمساعدتك على طول الطريق.
اطلبي (واقبلي) الدعم..
إذا كان السؤال هو: كيف يمكننا مساعدة الأشخاص بشكل أفضل على الصمود في مواجهة المحن أو الصدمات؛ فإن الإجابة الأولى هي التأكد دائماً من أن لديهم شبكة دعم صحية يمكن الاعتماد عليها، وخاصة العلاقات الإيجابية في دوائرهم الاجتماعية المباشرة، مثل: العائلة والأصدقاء..
عززي العلاقات..
إن مفتاح بناء المرونة هو إنشاء شبكة دعم وصيانتها قبل أن تحتاجي إليها.. استثمري في علاقاتك مع الأصدقاء وأفراد الأسرة الذين تثقين بهم، وخاصة أولئك الذين يتعاطفون، عند حدوث الشدائد، يمكن لصديق داعم يتمتع بمهارات استماع جيدة، أن يُحدث فرقاً كبيراً بشكل مدهش.. بالطبع، الصداقات ليست مجرد موارد للاكتناز في أوقات الشدة، إنها علاقات نشطة تحتاج إلى الاهتمام والاستثمار من جميع المعنيين.
بناء علاقات جديدة..
قد نتعلم المرونة بسهولة أكبر في مرحلة الطفولة المبكرة، لكننا نميل أيضاً إلى امتلاك شبكات اجتماعية أوسع مع تقدمنا في السن؛ مما يمنحنا المزيد من مصادر الدعم المحتملة.. مع تقدمنا في العمر، تتغير دوائرنا الاجتماعية، وغالباً ما تتسع.. هناك المزيد والمزيد من الفرص للحصول على علاقات إيجابية وداعمة لتعويض وجود الأشخاص غير المريحين في وقت مبكر من الحياة..إذا كانت علاقاتك الحالية لا توفر دعماً كافياً؛ فاتخذي خطوات لإنشاء علاقات جديدة، إذا لم تكوني متأكدةً، مثل العديد من الأشخاص، من كيفية تكوين صداقات جديدة كشخص بالغ؛ فحاولي وضع نفسك في بيئات يكون ذلك أسهل فيها - مجموعة اجتماعية تتمحور حول اهتمامات مشتركة، على سبيل المثال، نادي الكتاب، أو فصل اليوجا، أو مشروع تطوعي.
معززات المرونة
ابحثي عن إحساس بالهدف..
إن الشعور بالمعنى أو الهدف، هو عنصر أساسي للسعادة بشكل عام، ويمكن أن يكون ذا قيمة خاصة عندما يمر الناس بتغيرات كبيرة في الحياة مثل التقاعد.. تعتمد المرونة إلى حد كبير على تلبية احتياجاتنا الأساسية، بما في ذلك الدعم الاجتماعي، ولكنها تعتمد أيضاً على الشعور بأن الآخرين بحاجة إلينا.. مثال: "عندما تسكنين وتتغذين ويحتاجك شخص ما؛ فإنك تتعاملين مع التوتر بشكل أفضل بكثير"، "لدينا معنى في حياتنا، ولدينا إحساس أكبر بالمهمة والهدف، وكل ذلك يأتي جزئياً من العالم من حولنا الذي يحتاج إلينا".
لا تحاولي إبعاد المحنة تماماً..
إن المرونة تشير عادةً إلى كيفية تعاملنا مع المحن الخطيرة، ولكن ردود أفعالنا تجاه المشكلات الكبيرة قد تكون مستنيرة جزئياً، من خلال العديد من النكسات الصغيرة التي نواجهها في الحياة اليومية.. ربما يساعدنا الإجهاد اليومي على تعلم كيفية التعامل مع التحديات الأكبر، وتحسين أنظمتنا التكيفية تدريجياً، تماماً كما "تتعلم أنظمتنا المناعية للتعامل مع التحديات".. في الواقع، قد تكون الجرعات الصغيرة من الإجهاد الذي يمكن التحكم فيه، مهمة لتطوير المرونة.