من المسؤول عن غرور الطفل.. الثقة بالنفس أم تربية الآباء؟

صورة لطفل
من المسؤول عن غرور الطفل؟
صورة لثلاثة أصدقاء
شجعي طفلك على اللعب والخروج مع أقرانه
صورة لفتاة
الجمال والتدليل الزائد سبب للغرور
صورة طفل يتسلق
الخلط بين الثقة بالنفس والغرور
صورة لطفل مغرور
تقليد الكبار في حركاتهم وطريقة كلامهم
صورة لطفل
صورة لثلاثة أصدقاء
صورة لفتاة
صورة طفل يتسلق
صورة لطفل مغرور
5 صور

الغرور مشكلة يشعر معها الابن بالإعجاب بنفسه، مع مبالغة في تقدير ذاته ومدح نفسه، حتى في أشياء ربما ليست فيه، وعلى الجانب الآخر نجد أن عدداً كبيراً من الآباء يعتقدون أن تكرار كلمات التشجيع والتقدير للأبناء ينعكس بالإيجاب عليهم، ويزيد من ثقتهم بنفسهم ويشعرهم بالتميز، ما يدفع الطفل لمحاولة إثبات هذا بالتفوق الدراسي أو في الحياة بشكل عام، بينما تؤكد أحدث الدراسات التي ناقشت أثر التربية على سلوك الأبناء وتكوين شخصياتهم، أن الآباء الذين يفرطون في المديح الزائد لأطفالهم يقومون دون قصد منهم بزرع الغرور والنرجسية، مما يؤدي إلى مشكلات نفسية لاحقاً في البلوغ، مع احتقار للآخرين والتكبر عليهم في أحيان كثيرة. اللقاء مع خبيرة التربية الدكتورة ماجدة مصطفى بجامعة حلوان؛ للشرح والتوضيح.

مظاهر وعلامات غرور الطفل

تقليد الكبار في حركاتهم وطريقة كلامهم
  • وقوف الفتاة أمام المرآة لساعات، الأنانية، وعدم مساعدة الآخرين، تقليد الكبار في حركاتهم وطريقة كلامهم، وملابسهم وزينتهم، عدم قبول الانتقاد من أي إنسان، تفضيل الاختلاط بالكبار وعدم مجاراة اللعب مع الصغار.
  • يعتقد أنه أفضل طفل، ونعم الله عليه كثيرة وهو يستحقها، احتقار الآخرين والسخرية منهم والتعالي عليهم، كل كلامه وردود أفعاله وتعبيرات وجهه تشهد على غروره.. خاصة على من هم أقل منه مكانة أو في المستوى الاقتصادي.

تعرّفي إلى المزيد: مشاكل الأطفال في سن الخامسة

أسباب غرور الطفل

بين الثقة بالنفس
  1. قد يكون السبب جمال الشكل والتدليل الزائد، أو التفوق الدراسي.. وقد يكون ارتفاع المستوى المادي.
  2. التدليل الزائد والرفاهية الزائدة والمدح الزائد.. من أقوى الأسباب.
  3. ضعف الوازع الديني وعدم إدراك قواعد المعاملة الإنسانية بداخل الطفل.
  4. أحياناً كثيرة يكون الغرور بسبب مشكلة نفسية داخل الطفل، وتحتاج إلى علاج.
  5. عدم فهم الطفل للحدود بين الثقة بالنفس والخلط بينها وبين الغرور والعجب والكبر.
  6. وفي مرات يكون غرور الطفل بسبب ملاحظته لغرور أحد الوالدين في تعاملهم مع الآخرين.
  7. أو بسبب كثرة حديث الوالدين مع الطفل عن مكانته ووضعه، ما يدفع الطفل للغرور والتعالي.

تعرّفي إلى المزيد: علاج تأخر الكلام عند الأطفال بعمر 6 سنوات

دراسات ناقشت غرور الأبناء ومسؤولية الآباء

هناك فرق بين الثقة بالنفس وبين الغرور والتعالي
  • الدراسات شارك فيها علماء من جامعة أوهايو بالولايات المتحدة، وباحثون من جامعة أمستردام بهولندا، حيث قاموا بتتبع 565 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 7 و11 عاماً وذويهم، وكان الهدف معرفة بداية ظهور الغرور عند الطفل، والفرق بينه وبين الثقة بالنفس ودور الآباء.
  • وتم طرح أسئلة على الآباء والأطفال تم إعدادها من قبل الأطباء النفسيين، مثل: «لأي درجة يتفقون مع جمل مثل: (طفلي شديد التميز عن الآخرين)، أو أنه (مثال يجب الاحتذاء به من قبل أقرانه).
  • وأيضاً سُئل الأبناء والآباء عن مشاعر الود والحنان التي يعامل بها الآباء الأبناء، وكانت هذه الأسئلة للآباء حول مدى اتفاقهم مع جملة مثل: (دائماً أخبر أولادي بحبي لهم)، والأبناء حول مدى اتفاقهم مع جملة مثل: (والدي أو والدتي يحبونني جداً).
  • وأوضحت التجربة الفرق بين الأطفال الذين يتمتعون بالثقة في النفس والأطفال المغرورين... حيث إن الأطفال الواثقين راضون عن أنفسهم، ولديهم تقدير جيد لذواتهم، إلا أنهم يعتقدون أنهم جيدون كما يعتقدون أن الآخرين جيدون؛ حيث كان ردهم على جملة مثل: «هل تعتقد أنك طفل لطيف أو جيد؟» بـ «نعم».
  • ولكن في الإجابة عن جملة مثل: «هل تعتقد أنك أفضل من زملائك؟»، كانت الإجابة: "لا"، ما يعكس قوة شخصيتهم وثقتهم بأنفسهم، بعكس الأطفال الذين يعانون من الغرور الزائد الأشبه بالنرجسية.. فكانت إجاباتهم عن السؤال نفسه: "نعم".

تعرّفي إلى المزيد: طفلي يقضم أظافره: الأسباب وطرق العلاج

علاج غرور الطفل ودور الآباء

تشجيع الابن على مخالطة أقرانه واللعب معهم
  • بداية ليس بالضرورة أن تؤدي كلمات التقدير الزائد للطفل إلى الإصابة بالغرور -وإن كانت تعتبر من العوامل الخطرة- إذ ربما يكون هناك عامل جيني هو المتسبب في الإصابة بالغرور والنرجسية بجانب العامل التربوي أو البيئي.
  • بمعنى أن بعض الأطفال قد يكونون مهيئين جينياً لكي يصبحوا أكثر نرجسية من غيرهم، بغض النظر عن كلمات إطراء الآباء من عدمه، وعلى هذا الأساس يجب أن يتعامل الآباء باعتدال مع أطفالهم؛ بحيث يظهرون الاهتمام والتعضيد والحب دون المبالغة.
  • وعلى الآباء -مع هذا الابن المغرور- التخفيف من التركيز على مدح الجوانب الإيجابية فيه، ولكن من باب ذكر النعمة لشكرها، ويكون ذلك بالتواضع وبذل الجهد وحسن التعامل مع الآخرين.
  • الإكثار من الحوار مع الابن عن العجب والغرور وأثرهما السلبي على علاقته بمن حوله، واستخدام القصص النافعة التي توضح معنى الغرور والتكبر والتعالي، والأخرى التي تحكي عن قيمة الطفل المتواضع الذي يمد يد المساعدة لكل محتاج.
  • تربية الابن على مخالطة أقرانه واللعب معهم، مع عدم تلبية كل رغباته ومطالبه، وتعويده على أن يسمع كلمة "لا"، وجعله يفهم معنى "الأخوة"، وإنكار الذات أحياناً، ومفهوم التعاون نظرياً بالعلم والحكاية، وعملياً بتكليفه بتقديم مساعدة لمحتاج أو هدية لصديق كان يحتاجها.
  • تشجيع الطفل على المنافسة الشريفة بمفهومها الصحيح، وعلى إدراكه لمعنى الثقة بالنفس.. والتي تدفع للنجاح والسلوك الطيب المتسامح مع كل الطبقات.. مهما اختلفوا عنه في المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي.
  • وأخيراً والأهم.. القدوة الصالحة، فلا ينبغي أن يتصرف الآباء بغرور أو تكبر مع الآخرين، أو حتى انتقاص من قدر أحد بالكلمة أو الإيماءة، ويطلبون من أبنائهم عكس ذلك؛ فالأطفال يملكون قرون استشعار دقيقة.. يفهمون بها مقصد الأفعال.


ملاحظة من "سيدتي. نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.