بعد نجاح «جزيرة غمام» «سيدتي» تلتقي أبطالَ المسلسل: العمل واقعي ويحمل رسالة سامية

بعد نجاح «جزيرة غمام» «سيدتي» تلتقي أبطالَ المسلسل: العمل واقعي ويحمل رسالة سامية
بعد نجاح «جزيرة غمام» «سيدتي» تلتقي أبطالَ المسلسل: العمل واقعي ويحمل رسالة سامية

على الرغم من أنّ قصةَ مسلسل «جزيرة غمام» تدور قبل مائة عام، لكن قضيته حيّة ومعاصرة، لا تنتهي بانتهاء قصة المسلسل الذي استطاع أن ينال إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء في الماراثون الرمضاني الماضي، حتى إنه تصدر التريند لأيام عديدة على مدار الشهر الكريم، وقد وصفه البعض بأنه أيقونة رمضان 2022، لما يحتويه من توليفة فريدة من المبدعين، سواء الممثلين أو المؤلف أو المخرج أو الموسيقى التصويرية، إضافة إلى أغاني تتر العمل التي أعادت علي الحجار إلى الساحة التلفزيونية من جديد بعد غياب لسنوات. «سيدتي» التقت أبطال المسلسل ليحكوا لنا عن سر نجاح العمل، وكواليس تحضير الشخصيات، وأهم الصعوبات التي واجهتهم أثناء التصوير، وأبرز ردود الأفعال التي تلقوها وغيرها.



القاهرة | بوسي عبد الجواد وعلاء شلقامي
 


«هلالة» تشبهني، ولكنني لا أحب الخداع

وفاء عامر

وفاء عامر: كنت أمام أساتذة في الفن وممثلين رائعين

 

 


البداية، كانت مع وفاء عامر التي قالت: «السيناريو مختلف جداً من الكاتب عبد الرحيم كمال، الذي تناول عملاً فيه أحاديث على الرغم من بساطتها فإنها سر قوتها، فالسيناريو مكتوب بطريقة أشبه بالشعر ولحن الكلام، ومليء بالشجن والوجد والحِكَم أيضاً، وليست المواعظ. فكل نجم في المسلسل كانت حواراته نابعة من مشاعر حقيقية باللهجة الصعيدية، وكان كل منهم يبحث عن هدف ويخفي سراً؛ ما جعل المشاركين في العمل كأنهم في مبارزة كل يسعى لإبهار المشاهد بصدق مشاعره وبساطة حديثه أيضاً».

وعن كواليس المشاهد التي جمعتها بمي عز الدين ورياض الخولي وغيرهما تقول: «كنت أمام أساتذة في التمثيل وممثلين رائعين وموهوبين لهم باع طويل في الفن. وبالفعل استمتعت واستفدت منهم للغاية، فالفنان رياض الخولي، أستاذي استفدت منه عندما وقفت أمامه، فهو «وحش تمثيل»، وفيه طاقة رهيبة تجعل أي ممثل لا بد أن يخرج أفضل ما عنده، وله مهابة تجبرك أن تُخرِج أفضل مواهبك حتى تجاري هذا الفنان العملاق، فهو يُمَثِّل السهل الممتنع في الشر والخير وحتى الرومانسي أيضاً، أمّا مي عز الدين فهي ممثلة رائعة ذات ملكات غير عادية تخدعك بوجهها الجميل، وتتلون في أي شخصية تجسدها».

وحول شخصية «هلالة» التي جسدتها، لفتت وفاء عامر إلى أن فيها الكثير منها، من حيث الطيبة والقلب المسالم، فضلاً عن التفاني، مضيفة: «ولكني لا أحب الخداع، فالتفكير متقارب من بعضنا، فهي تشبهني إلى حد كبير».

تابعي المزيد: الفنانة وفاء عامر: «جزيرة غمام» عمل وطني لم أستطع رفضه

 

 


المسلسل أعاد للدراما الصعيدية بريقها

أحمد أمين

أحمد أمين: «عرفات»، شخصية نقية من الطبيعي أن تتعامل هكذا مع المحيطين بها

 

 


بأدائه الصادق الذي بدا على ملامح وجهه، وتعبيراته، نجح الفنان أحمد أمين أن يدخل قلوب الملايين من المشاهدين، الكبار والصغار على حد سواء، بشخصية «عرفات» التي جسدها في مسلسل «جزيرة غمام»، وهي الشخصية التي يغلب عليها الطابع الصوفي.

استطاع أمين بشخصية «عرفات» أن يغيّر من جلده، وينتقل من الكوميديا إلى التراجيديا بسلاسة، ليثبت أنه فنان قادر على تأدية مختلف الألوان الدرامية، فهو يمتلك قدرات تمثيلية هائلة تساعده على الولوج إلى دواخل وتفاصيل الشخصية للوصول إلى مرحلة التوحد معها، ليقنع الجمهور بالشخصية التي يجسدها وكأنه عرفات في الحقيقة رجل الدين الصوفي الزاهد، صوت الحق الذي يحارب الشر في نفوس من حوله.

وعن الاتهامات التي طالت مسلسل «جزيرة غمام» بأنه يدّعي المثالية قال: «المسلسل واقعي، وأحداثه منطقية، وفيه رسالة سامية، وهي الارتقاء بالنفس. وعلى الرغم من أنه يدور قبل مائة عام، فإنّ قضية العمل حيّة ومعاصرة، وهي قضية كل العصور والأزمنة».

وأشار إلى أنه تأثر كثيراً بشخصية «عرفات»، وأضافت إليه، وتعلم منه الكثير، خاصة أن الشخصية التي كان يلعبها داخل المسلسل تتمتع بنزعة صوفية، والرضا يملأ قلبه، ولا يحمل ضغينة أو كراهية تجاه أحد، وكان يمتلك قوة خارقة تتمثل في الصبر حسبما ذكر.

وعن الانتقادات التي طالت الشخصية بادعائها للمثالية الزائدة التي تستفز من حولها قال: «بالعكس تماماً، «عرفات» شخصية صوفية ونقية، من الطبيعي أن تتعامل مع المحيطين بها بهذا النقاء طوال حلقات العمل، كما أن لديه قناعة أن النزاع غير مُجدٍ في حل المشكلات، التي كان يتعامل معها بالحكمة والفطنة، كما أنه ينعم بالرضا والسلام النفسي اللذين ينعكسان على تصرفاته وفي تعاملاته مع أهالي الجزيرة».

وعن الدراما الصعيدية التي خاضها في «جزيرة غمام»، يقول: «أحببت الدراما الصعيدية، وأعتقد أن المسلسل أعاد للدراما الصعيدية بريقها مجدداً، الذي كان قد تأثر قليلاً برحيل فطاحل الكتّاب المهمومين بالدراما الصعيدية»، مضيفاً: «تكمن أهمية «جزيرة غمام» في القضية التي يطرحها ويتناولها، وأسلوب الكاتب عبد الرحيم كمال الذي يتميز بمسحة صوفية دينية تتقارب مع الواقعية السحرية، ونظرة رومانسية لإعجاز الحياة اليومية».

تابعي المزيد: أحمد أمين يكشف سر تألقه في دور "عرفات" في "جزيرة غمام"

 

 


الشر موجود في كل العصور

طارق لطفي

طارق لطفي: خلدون من الشخصيات التي أرهقتني في التحضير لها

 

 


استطاع الفنان طارق لطفي، أن يحقق المعادلة الصعبة في تقديم فن هادف يرقى بطموحه الفني وبذوق الجمهور والنقاد كذلك، فهو ليس من الفنانين الذين يتعاملون مع فنهم عن بُعد، فغاص في أعماق المجتمع وشوارعه وحواريه ومشاكل أبنائه، واستخرج فناً مختلفاً، وقدّم نماذج وقصصاً وحكايات واقعية من لحم ودم.

التحديات دائماً تستهويه، فهو يحب أن يذهب إلى عوالم جديدة يكتشف من خلالها أحداثاً وتفاصيل مثيرة، مثلما رأيناه في مسلسل «جزيرة غمام» الذي نافس به في الماراثون الرمضاني المنصرم؛ حيثُ قدم شخصاً غجرياً مليئاً بالشر يحدث الفتن بين أهل البلد التي يزورها.

عن دوره خلدون في المسلسل يقول: «الشر الموجود في خلدون أكثر ما استفزني فنياً؛ لأنني دائماً أرى أن أدوار الشر تمنح مساحة كبيرة للفنان لتفريغ شحنته الفنية، فهذه النوعية من الأدوار تتطلب مجهوداً مضاعفاً لإقناع المشاهد».

وحول التحضيرات لشخصية خلدون، قال طارق لطفي: «خلدون من الشخصيات التي أرهقتني في التحضير لها، فقد كلفني الأمر مجهوداً كبيراً، في رسم ملامح الشخصية، النفسية والمادية، فمن حيث الشكل الخارجي تم الاستقرار على قصة الشعر والذقن المهندمة وشكل الملابس، وشارب مرفوع، ويضع رموزاً سحرية بجوار عينه. أما على مستوى الصوت واللهجة، فصوت خلدون يجب أن يشعر من أمامه بالتهديد طول الوقت، حتى لو كان مبتسماً، فجربت أكثر من طبقة حتى تم الاستقرار على طبقة معينة، كنت أتدرب عليها في المنزل تكراراً. وبالنسبة إلى اللهجة الصعيدية فتم الاستقرار على لكنة سوهاج».

وعند سؤاله هل استعان بالإنترنت أثناء التحضير لشخصية خلدون، خاصة أنه ينتمي إلى عالم الغجر، وهو العالم المبهم بالنسبة إلينا؟ قال: «إن المتاح عن هذا العالم من صور ومعلومات قليل جداً، لهذا تركنا لخيالنا العنان في رسم ملامح الشخصية، مع الاستعانة ببعض المعلومات التي تم الحصول عليها من الإنترنت والمقالات التي كتبت عن هذا العالم».

وعن رؤيته لخلدون قال: «إن خلدون يجمع بين كل ألوان الشر، وتركنا التأويلات والتفسيرات للمشاهد؛ لأن الشر الموجود في المسلسل مناسب لكل العصور والأزمنة، خلدون في صورة الشيطان الذي ينشر الفتنة، مستنداً إلى كل أساليب الغواية من سيدة جميلة ممثلة في «العايقة» التي جسدتها الفنانة مي عز الدين».

وعن الصعوبات التي واجهتهم في العمل، خاصة أن أحداثه تدور قبل مائة عام، أكد أن الاستقرار على أماكن التصوير أصعب ما واجهنا، خاصة أن العمل تدور أحداثه عام 1920، وعندما قام مخرج العمل حسين المنباوي بمعاينة أماكن التصوير في إحدى القرى بمدينة القصير، وجد تطور المدينة التي أصبحت مطابقة للعصر من بنايات جديدة وسيارات حديثة ووسائل تكنولوجية، لذلك استلهمنا الروح القديمة لهذه القرية، وقمنا ببنائها كاملة في مدينة الإنتاج الإعلامي، وجزء تم بناؤه في العين السخنة على البحر، في المشاهد التي تتطلب التواجد على البحر، لكي تتماشى مع الأحداث. وهنا أشكر جميع القائمين على العمل من الـ«ستايلست»، ومهندسي الديكور، والإضاءة، والتصوير.

وحول مشاركته في عمل بطولة جماعية، أكد «أنا مؤمن أن كل فنان بطل في منطقته أياً كانت مساحته في المسلسل، «القاهرة كابول»، و«جزيرة غمام» أعدّهما بطولة جماعية؛ لأن فريق العمل قويٌ، وجميعهم قدموا أداءً استثنائياً، ففتحي عبد الوهاب جسّد شخصية رجل الدين الفاسد ببراعة، وأحمد أمين جسد دور الرجل الصالح الأمين بحنكة وذكاء شديد، وأثنى عليه الجمهور والنقاد، وكذلك مي عز الدين، ومحمد جمعة، وجميع المشاركين بالعمل تميّزوا وقدموا أداءً لافتاً. أؤمن أن العمل الفني عملٌ جماعيٌ، وهذا ما تربينا عليه، كنا نشاهد فطاحل يجمعهم عمل فني واحد».

تابع: «أما عن اختيار النجم علي الحجار لغناء التتر، شعرت حينها بأن عناصر النجاح في العمل اكتملت بصوت هذا الفنان الكبير الذي يمنح الأعمال الفنية الذي قام بغناء شارتها «صك النجاح»، هذا التتر بمنزلة عودة قوية له بعد غياب 10 سنوات منذ تتر مسلسل «ابن ليل»، الذي عُرض في يوليو 2012».

تابعي المزيد: طارق لطفي: أستمتع بتقديم أدوار الشر

 

 


تحديت نفسي

عايدة فهمي

عايدة فهمي: كنت أعيش كالعمياء في حياتي اليومية لأتقن «مليحة» بصدق

 

 


المتألقة عايدة فهمي التي تقول حول شخصية مليحة: «صاحب الفضل في ذلك هو الكاتب عبد الرحيم كمال، الذي كَتَبَها وكأنّه صَوّرها على الورق مرسومة بدقة حرفية كأنّه رَسّام ماهر رَسَمَ مَلامحها بكل تَفَاصِيلها، وأَبعَادَها الجَسَدِيّة، والنّفسية، والاجتماعية.. جسدتها بتلقائية شديدة كأنّها أشبه بماء البحر يَنسَابُ بين يَدَيّ بمشاعر صادقة بالفعل لإنسانة فقدت بصرها، فضلّت طريقها ولم تضل بصيرتها المنيرة».

أضافت: «أكثر ما شغلني أنني أجسد شخصية أكبر من عمري بكثير، وشكلي سيتغير، ولكن أداء الشخصية يريد ممثلة لها طابع خاص، لديها حرفة التنقل في الأداء والإحساس، ولأجل ذلك تحديت نفسي أن أجسد طاعنة في العمر، ومكفوفة، ولكنها شخصية قوية في الحق ولا تخاف، وترى بنور البصيرة، وقلت لنفسي لا بد أن أجيد هذه الشخصية الصعبة».

وأكدت: «عِشتُ تَفاصيل فَقدِ البصر في مكان العمل كَأَنّي كفيفة لا أرى، وحتى قبل التصوير وبعده، أَتحرك وأنا مغمضة العينين، لكي أُدَرِّب نفسي على التعامل في المكان من غير أن أرى، لكي أحفظ الأماكن، وخصوصاً مشاهد البحر؛ حيث كان ذلك بتوجيهات القائد ومخرج العمل حسين المنباوي، حتى يرى المُشاهِد الصعوبة الشديدة التي بالفعل عانيت منها؛ حيث ارتطمت قدماي بالصخور، وتعثرت بالرمال، ولامست قدماي برودة ماء البحر، وقد التقطت الكاميرا كل هذه التفاصيل الدقيقة، ولذلك كنت أذاكر الطريق وحفظه قبل البروفة جيداً».

وحول الحوار المميز الذي دار بين مليحة وعرفات (أحمد أمين) الذي اتسم بالبساطة والفطرة التلقائية، تقول عايدة فهمي: «قدمت مع أحمد أمين مشاهد سلسة كأنها أشبه بالسهل الممتنع؛ لأني أمام فنان مهم وواعٍ ويقدر الفنان الذي أمامه، ويتفاعل مع مشاعره، وكان متعاوناً لأقصى الحدود معي، ويساعدني، وطوال الوقت نذاكر ونحفظ الشخصية مع بعضنا، ولو لم يكن أمامي ممثل بهذه القيمة الفنية مثل أحمد أمين من الممكن ألا تكون الشخصية على قدر هذا الجمال. فقد ساعدني بمشاعره وصدقه، وظهر ذلك عندما كان يضع يده على يدي؛ حيث كنت أحس بمشاعره الصادقة».

وعن أبرز التعليقات التي جاءتها على شخصية مليحة، لفتت «إلى أن هناك تعليقات كثيرة جداً وإشادات عظيمة لم أكن أتوقعها من الجمهور والنقاد؛ ما جعلني في غاية السعادة. أما أكثر التعليقات التي أعجبتني من إطلاق المشاهدين عليّ في تعليقاتهم فهو لقب «مليحة الدراما» و«مليحة الشاشة»؛ ذلك شيء يعد فخراً وشرفاً وتتويجاً لمشواري وتاريخي الفني».

وحول كواليس المشاهد التي جمعتها مع أغلب أبطال المسلسل، أكدت أن «كل الزملاء معي في «جزيرة غمام» كانوا رائعين، وهناك أساتذة عملت معهم لسنوات طويلة كرياض الخولي، الذي أصفه بـ«رئيس فريق التمثيل»، و«السهل الممتنع» محمود البزاوي، و«شيطان التمثيل» طارق لطفي، و«السنيورة القمر» العايقة مي عز الدين، و«الهانم» وفاء عامر التي تجمعني بها صداقة من عمر طويل.. فكل هؤلاء كانوا سعداء بي في نهاية عملي معهم؛ حيث طالبوني بعدم الاختفاء ثانية، وأن أظل متواجدة حتى يراني المنتجون والمخرجون بشكل مختلف بفضل شخصية مليحة. وقد كنت أتعلم من زملائي جميعاً في مشاهدهم أمام الكاميرا، وخصوصاً «الكبير» رياض الخولي».

تابعي المزيد: مي عز الدين تكشف سر إجادتها للهجة الصعيدية بـ«جزيرة غمام»

 

 


قضيّةُ كل العصور

محمد جمعة

محمد جمعة: «الشيخ يسري» علامة مضيئة في مشواري

 

 


نَجَحَ الفنان محمد جمعة في إثبات موهبته وتوظيفها في مختلف ألوان الأداء الدرامي، الذي ترك من خلالها بصمةً واضحةً جعلته بطلاً في مساحته من دون الحاجة إلى تصدر اسمه تتر الأعمال الفنية.

يُحسب لـ «جمعة» دهاؤه في اختياره للأدوار، فدائماً ما يختار القضايا التي تحاكي الشارع المصري وتستوجب أخذ الحيطة والحذر، لهذا لم يتردد ثانية في المشاركة في مسلسل «جزيرة غمام»، وهو العمل الذي لاقى أصداءً إيجابيةً واسعةً، وحقق نسبَ مشاهدةٍ عاليةٍ متصدراً الماراثون الرمضاني المنصرم.

خاض جمعة تحدياً كبيراً في شخصية «الشيخ يسري» الذي قدمه في المسلسل، وهي من الشخصيات المثيرة للقلق؛ لأنه يمثل شريحة من البشر الذين يحاولون استغلال أماكنهم لتحقيق غايتهم، وفي المسلسل تتمثل هذه الشخصية في رجل من رجال الدين، الذي هو في النهاية إنسانٌ يمكن أن يخطئ ويصيب، وتتحكم فيه مبادئه ومعتقداته وأفكاره التي ولدت معه، ويقوم بتصرفات تخالف الأعراف والقيم.

أكد جمعة في حديث لـ «سيدتي» أنه لم يتردد في الموافقة على تجسيد شخصية «الشيخ يسري» التي تشبه شريحة كبيرة في مجتمعنا، لافتاً إلى أن الشخصية تحمل إسقاطات على الواقع.

وحول استقباله لردود الأفعال على دوره في المسلسل، قال: «سعدت بكل رد فعل وتعليق جاءني عن شخصية «الشيخ يسري» في «جزيرة غمام»، فهو من العلامات المضيئة في مشواري، مؤلف العمل رسم الشخصيات الرئيسة في الجزيرة بحنكة شديدة، والحوار الذي جمع بين اللغة الشاعرية والمفردات الصوفية كان شديد التميز وحمل معاني ورسائل ومضامين كثيرة».

وأكد جمعة أن قضية «جزيرة غمام»، هي قضية كل العصور؛ لأنها تخاطب النفس، فهو يتناول فكرة الشيطان وحيله في التأثير في المحيطين به؛ لكسب ثقتهم، واللعب على احتياج الفقراء وغرائزهم، والتلاعب بأحلامهم، وعندما ذكر عبد الرحيم كمال أن القصة من وحي خياله، فهو يقصد اسم الجزيرة، فلا توجد جزيرة بهذا الاسم، والشخصيات خيالية لكنها تشبه المجتمع.

أما عن التحضيرات لشخصية الشيخ يسري، فلفت «إلى أنها تختلف عن أي شخصية أخرى، لا سيما أن أحداث العمل تدور في حقبة زمنية معينة؛ ما تطلّب مني الاطلاع على تفاصيل هذه الحقبة بالاستعانة بالإنترنت الذي ساعدني على تجميع معلومات عن هذه الحقبة وأبرز ملامحها، لرسم تفاصيل الشخصية، ودراسة أبعادها النفسية والاجتماعية والمادية، فوضعت تصوّراً معيناً للشخصية في مخيلتي، وتمت مناقشة المخرج والكاتب في تفاصيل الشخصية التي رسمها ببراعة على الورق».

وبالنسبة إلى التحديات التي واجهتهم أثناء التصوير، فأشار إلى حالة الأرصاد الجوية التي كانت متغيرة ومتقلبة، وأضاف: «شهدنا خلال التصوير عواصف ترابية قاسية، فكانت الخيم تتحرك من جذورها، كما أن العواصف هذه كانت تؤثر في الإضاءة؛ لأن هناك مشاهد تم تصويرها على ضوء الشموع وورقيات نار».

وحول أهم المعايير التي يختار في ضوئها أعماله الفنية يقول: «أختار الدور المختلف الذي يقدمني للجمهور، والمخرج الذي يستفز موهبتي، والمؤلف الذي يضعني في مكانة مميزة لدى الجمهور، وكل هذا توافر في «جزيرة غمام».

تابعي المزيد: فتحي عبدالوهاب بالفيديو عن أحمد أمين: فاجئني في جزيرة غمام