بيان من النخب التونسية للإعتزاز باللغة العربية لتكون لها الصدارة

اللغة العربية
فن الخط العربي

أصدرت مجموعة كبيرة من الأكاديميين والأدباء و الشعراء والاطباء و المهندسين و الأيمّة و الباحثين التّونسيين و نخبة من المثقفين بيانا موجها ــ إلى جميع المعنيّين بمسائل اللّغة العربيّة في تونس من نخب جامعيّة و شخصيّات ثقافيّة و إعلاميّة و سياسيّة و أطراف اقتصاديّة، وإلى كافّة أصحاب القرار صُلب دواليب الدّولة و المسؤولين في الأحزاب و الهيئات الوطنيّة و النّقابات و المنظّمات وإلى مكوّنات المجتمع المدنيّ بمختلف أطيافه وإلى جميع المواطنات والمواطنين داخل البلاد التّونسيّة وخارجها، ــ أهابوا فيه بكافّة المواطنات و المواطنين و بجميع مكوّنات الدّولة أن يعتزّوا باللّغة العربيّة و يتمسّكوا بها لغةً وطنيّة رسميّة تكون لها الصّدارة في العقل والقلب والوجدان، و يقدّموها على كلّ لسان، و يعتمدوها في تدريس جميع الموادّ بمختلف المراحل التّعليميّة دون استثناء، و يستخدموها في الإدارة والإعلام و الثّقافة و النّشاط الاقتصاديّ و دنيا الأعمال، بما يضمن لها اعتبارها و يحمي المجتمع التونسي من الغزو والتّغريب و الاستلاب، و يحقّق مختلف المصالح و المنافع المرجوّة من ترسيخها و ترسيمها قولا وفعلا.

حصن للتراث ووعاء للهويّة


واستحضر البيان الذي تم بثه عبر وسائل التواصل الإجتماعي ،أهمّيّة الألسُن و دورها الحاسم في تنشئة الفرد و ازدهار حياة المواطن و شحذ فكره و صقل مواهبه و في بناء المجتمع و ضمان وحدته و تماسكه و في قيام الدّولة و تحقيق أمنها و استمرارها. و أعرب الموقعون على البيان عن فخر واعتزاز التّونسيّات و ا لتّونسيّين جميعا باللّغة العربيّة:" لغتنا الوطنيّة والقوميّة الجامعة و وعاء تراثنا وحصن هويّتنا ووسيلة تواصلنا مع محيطنا المغاربيّ و العربيّ وأداة تنميتنا الشّاملة وسبيلنا إلى النّهضة الحضاريّة المنشودة" ـ وفق ما جاء في البيان ـ

الأصالة والحداثة والتفتّح والحريّة

و شدّد البيان على أنّ اللّغة العربيّة هي لغة الأصالة و الحداثة والتفتّح و الحريّة و الكرامة الوطنيّة والعزة القوميّة، و أقرّ الشبّث بدستور البلاد الذي يُلزم الدّولة بالعمل «على ترسيخ اللّغة العربيّة و دعمها و تعميم استخدامها»، وأكّد البيان أيضا التمسّك بالمواثيق الثّقافيّة و اللغوية الدولية ومنها «الإعلان العالميّ للحقوق اللّغويّة»، لما فيه نماء لغتنا و ازدهارها و ديمومتها و تعزيز استخدامها و استعمالها في شتّى مجالات الحياة فكرا و ثقافة وعلما وتواصلا.

المناسبة: اليوم العالميّ للّغة العربيّة

و جاء هذا البيان بمناسبة احتفال التونسيين مع سائر الدّول العربيّة وبقيّة دول العالم باليوم العالميّ للّغة العربيّة الذي أقرّته منظّمة الأمم المتّحدة للتّربية و العلم والثّقافة (اليونسكو) في سنة 2012 والذي يوافق يوم الثّامن عشر من ديسمبر / كانون الأوّل ذكرى اعتماد اللّغة العربيّة لغة رسميّة من بين لغات الأمم المتّحدة السّتّ، بناءً على قرار الجمعيّة العامّة رقم 3190 المؤرّخ في 18 ديسمبر 1973.