رواية العشاء الخامس لغادةعبود ..رحلة البحث عن الذات والعودة للجذور

 غادة عبود
غادة عبود
 غادة عبود
غادة عبود لـ«سيدتي»: العشاء الخامس رفيق المغتربين -الصورة من المصدر
غلاف الرواية
غلاف الرواية -
 غادة عبود
 غادة عبود
غلاف الرواية
3 صور
صدرللكاتبة غادة عبود رواية «العشاء الخامس» الفائزة بمنحة آفاق للكتابة الإبداعية ، بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2021 ،والتي تكشف من خلالها الاستغلال والتحايل باسم الحب، وتطرح السؤال عن إيجاد مسمى واضح عن الحب، بالإضافة إلى تناولها للعلاقات السامة وتأثيرها في كيان الشخص من معارك وانتصارات الذات، وتطرقها لبعض الشخصيات والرموز التاريخية، وشخصيات أخرى مستوحاة من شخصيات فنية.
«سيدتي نت » التقى بالكاتبة غادة عبود لتسليط الضوء على تفاصيل ورواية «العشاء الخامس».

نبذة عن الكاتبة

غادة عبود بدأت عملها صحفية في جريدة عرب نيوز، ومن ثَم مراسلة اقتصادية لقناة العربية، وبعدها قدمت برنامج «لها» على القناة السعودية الأولى، وعملت صحفية في عدة صحف ومجلات، ونشرت مقالات للرأي في عدة صحف، في عام 2018 نشرت روايتها الأولى «بايبولار»، ثم قدمت مسرحية صغيرة «حرام تنسوني» ورواية «العشاء الخامس» روايتها الثانية، وحالياً تعمل بالإذاعة السعودية الإنجليزية.

استلهام الاسم

الرواية خيالية رغم واقعية طرحها، واستلهمت الاسم من خلال أحداث الرواية؛ حيث تُقام عدة ولائم عشاء تحضرها هدى الصايغ والكاتب نور الناجي، و. الوليمة الخامسة هي ركيزة الرواية التي تود أن يصل القارئ إليها ويعرف سرها.

ملخص عن الرواية

تسعى بطلة الرواية هدى الصايغ للثأر من الكاتب نور الناجي الذي استولى على هويتها وصورتها، وذلك بعد نشر رواية توثق لقاءهما باسم الحب، حيث تواجه أزمة هوية حادة بحثاً عن الوطن، من بعد رحلة اغتراب جرفت وجودها حتى أصبحت الغربة وطنها وتحدياً وعر الخطوات تخوضه لأجل انتصارها لإعادة غرس جذورها بأرض وطنها، تقودها للقاء شخصيات مؤثرة بالتاريخ السعودي مثل الأمير سعود الفيصل والإمام عبد الله بن سعود، ثم الكاتب عبد الله القصيمي، وتشهد الساعات الأخيرة قبل سقوط الدرعية عام 1881م ومواجهة إبراهيم باشا، إلى أن تتورط هدى الصايغ مع الكاتب نور الناجي في علاقة سامة باسم الحب، ويساومها على كيانها في مقابل دعوتها لعوالم ساحرة تلتقي خلالها شخصيات شهيرة ومؤثرة.

الهدف من الرواية

هناك سبب عام مجتمعي وسبب خاص إنساني دفعا غادة لرواية العشاء الخامس، الأول هو رحلة البحث عن الذات والعودة للجذور لدى المجتمع السعودي، بعد عام 2017م، ومرحلة التنوير التي نمر بها. وجدت الكاتبة نفسها تتساءل بعد 40 عاماً : ما هويتنا وثقافتنا الحقيقية؟ كيف نسلك الدرب أو الطريق الذي يدلنا على هويتنا الحقيقية مجتمعاً وأفراداً؟ ولهذا كان لا بد أن تطرح السؤال: ما تعريف «الوطن»؟ وكيفية اختلاف هذا التعريف من شخص لآخر؛ ولهذا تبدأ الرواية بجملة «الوطن ثابت مطلق، وكل هوية دونه نسبية».
أما السبب الخاص الإنساني؛ فمن خلال رحلة هدى مطلق نهار الصايغ التي انطلقت من الرياض، ووجدت أن الأسئلة التي تحيرنا في الحاضر، وبالتالي تؤثر في خياراتنا في المستقبل؛ دائماً نجد إجابتها من خلال البحث عن الماضي، ومن خلال العودة للجذور نستطيع فهم أنفسنا، وما نحن قادرون عليه، وما يخيفنا وما يؤلمنا، وهكذا نستطيع التعامل مع تحديات الحاضر، وكل ما يؤرقنا، وبعدها تصبح خياراتنا للمستقبل واضحة وراسخة؛ لأنها مبنية على معرفة ويقين بكياننا وقدراتنا، وما يشبهنا وما نطمح له؛ لهذا كان يجب عليَّ اصطحاب القارئ مع هدى الصايغ والكاتب نور الناجي العام 1881م مع الإمام عبد الله بن سعود؛ لأقول للقارئ الطريق الطويل، قد يسعد لحظات، ولحظات مؤلمة، ولكن هذه اللحظات المؤلمة والتضحيات الكبيرة التي تقدمها هي ما تصنع مستقبلك وتقوي عزيمتك، الأهم ألا تخسر نفسك، بل تمسك بهويتك وصدقك ووجودك، ما تمر به من ألم أو خسارة هو محطة قصيرة لطريق طويل.

رسائل من الرواية

تطمح الكاتبة في روايتها أن تلامس كل قارئ جرفته الظروف، ويشعر بالغربة أو العزلة، مثل هدى الصايغ؛ أن يعلم أن هناك مكاناً يتسع له، وأن هناك دوائر اجتماعية أخرى ستتفهم اختلافه، وأن يتصالح مع الظروف التي ساهمت في إحساسه بالوحدة، ولكن عليه أن يسعى للبحث عن المجتمع، الدائرة التي تتقبله. كذلك أتمنى من القارئ أن يعرف أن الصورة التي يرسمها أو يحاول الآخرون أن يسقطوها علينا؛ ليست بالضرورة حقيقية، بل ربما تكون انطباعات ترضي مصلحة ما؛ لهذا على القارئ أن يبحث عن ذاته وعن تعريفها بكل مميزاتها وعيوبها وقوتها وضعفها، وذلك حتى يتجنب محاولات استغلال الآخرين له أو التلاعب به والتحايل عليه سواء كان باسم الحب أو العمل أو المجتمع، وأيضاً إيصال رسالتها من خلال رحلة هدى الصايغ والكاتب نور الناجي، وهي: «لن ينقذك أحد، إن لم تستطع الانتصار لنفسك، واحذر ممن يمد لك يد العون، بينما في الحقيقة يستخدمك لتحقيق أهدافه الشخصية».