ولد رالف المصري في بيروت عام 1989، ونشأ بين لبنان وكندا وفرنسا والمملكة المتحدة. في سن الـ18 انتقل إلى لندن للتدرّب في مجال المجوهرات في معهد سنترال سانت مارتينز. حدث أول إنجاز كبير له عندما فاز بجائزة سواروفسكي كطالب في السنة الأولى، ما أتاح له فرصة العمل لدى العلامة التجارية العالمية. في العام التالي حصل على تقدير واسع لموهبته من خلال ترشيحه لجائزة المجوهرات البريطانية. نتعرف عليه أكثر في اللقاء الذي أجرته «سيدتي» معه.
أدخلنا في تفاصيل بدايتك في عالم تصميم المجوهرات.
عندما كنت أصغر سناً، كان والداي يعملان في مجال المجوهرات، لذلك كان الأمر دائماً يلازمني. لكنني لم أكن مهتماً في الواقع بمتابعة هذا المسار حتى السنة التأسيسية في الكلية في سنترال سانت مارتينز في لندن، عندما اكتشفت عملي الأصلي. كما أنني لطالما استمتعت بالفن وبصنع الأشياء بيدي عندما كنت طفلاً، وكان يجذبني الجانب النحتي للمجوهرات حقاً، بالإضافة إلى حبي للرسم والتصميم. بعد التخرّج متسلّحاً ببكالوريوس في المجوهرات، قرّرت العودة إلى لبنان لإطلاق علامتي التجارية التي تحمل اسمي. والسبب أنه لدينا حرفية رائعة في لبنان، لذلك بدا وكأنه مكان طبيعي لأنطلق منه.
كيف ترى مشهد عالم المجوهرات في الوسط العربي؟
على الرغم من أن مشهد المجوهرات في العالم العربي قديم جداً، مع تركيز أكبر على الأحجار الكبيرة ووزن الذهب على التصميم، أشعر أنه في السنوات القليلة الماضية بدأ يتطوّر في اتجاه أكثر معاصرة، مع مزيد من التقدير للفن والتصميم. هناك جيل جديد من العملاء المهتمين بالموضة يقود هذا التغيير في المشهد. النتيجة أن العرب الآن هم من أكثر عملائي جرأة.
جديد إبداعاته
كيف هي تفاصيل مجموعتك الأخيرة؟
تدعى أحدث مجموعاتي «1919» - وهي مستوحاة من حركة باوهاوس، وسميت على اسم العام الذي بدأت فيه الحركة منذ أكثر من قرن مضى. تركز المجموعة على الأشكال البسيطة التي يتم تفسيرها بطرق جريئة، مع استخدامي المعتاد لتناقضات الألوان المذهلة، ومع مجموعة متنوعة من الأحجار الكريمة، من الألماس إلى الياقوت الأصفر والوردي.
كيف تصف أي يوم تصميمي لك؟
عادة ما يستغرق تصميم مجموعة ما حوالي ستة أشهر من البداية إلى النهاية. أنتظر عادةً أن أستلهم شيئاً ما، وبعد ذلك أجري بحثاً مكثفاً حول هذا الموضوع. بعد البحث يأتي الرسم والتجريب، وبعد أن قمت بتضييق الرسومات التخطيطية إلى التصاميم النهائية، أبدأ العمل على النماذج الأولية. وبمجرد الانتهاء من النماذج الأولية، أقوم بعمل قالب لكل نموذج، ثم تصبح المجموعة جاهزة للإنتاج.
تابعي المزيد: المصممة نوره الشامسي: مجموعتي تكريم لشغف والدي بعالم المجوهرات
جانب هيكلي قوي
من أين تستمد الإلهام عادة؟
كما ستلاحظين في موضوعات مجموعتي، تميل مصادري للإلهام إلى الهندسة المعمارية والتاريخ، وأعمالي إلى أن يكون لها جانب هيكلي قوي. أنا فخور جداً بتراثي اللبناني والشرق أوسطي، وأنا متعصب للتاريخ- أشاهد الأفلام الوثائقية التاريخية كل يوم - والهندسة المعمارية هي واحدة من أعظم ما أحب.
هل تستلهم من السفر؟
أحب السفر (على الرغم من أنني مسافرٌ متوتر). أنا أسافر مرتين في الشهر على الأقل. أقسّم وقتي بين لبنان وإسبانيا هذه الأيام. وكلما كان لدي وقت فيه فراغ، أستخدمه لاستكشاف أماكن جديدة، فهذه دائماً أفضل طريقة للعثور على الإلهام.
أحدث مجموعاتي مستوحاة من حركة البوهاوس ذات الأشكال البسيطة والمفسّرة بطرق جريئة لدي إعجاب كبير باللبنانيين الذين حققوا نجاحاً دولياً كبيراً
قصص نجاح ملهمة
من هي أيقونتك؟
ليس لدي أيقونة معينة، لدي فقط إعجاب كبير باللبنانيين الذين حققوا نجاحاً دولياً كبيراً، مثل نادين لبكي في الأفلام، أو إيلي صعب في الموضة. نحن بلد صغير للغاية، ومع ذلك فإن قصص النجاح العالمية الصادرة من لبنان ملهمة حقاً.
من هو مصمم المجوهرات المفضل لديك؟
عزة فهمي، مصممة المجوهرات المصرية، التي ابتكرت مجموعات جميلة ومستوحاة من التراث المصري.
ما هو كتابك المفضل؟
ليس لدي كتاب مفضل، ولكن سيكون على الأرجح كتاب طبخ، لأن الطبخ هو شغفي الكبير الآخر. ربما كتاب طبخ إيطالي.
أي قطعة مجوهرات هي المفضلة لديك؟
أي شيء من عصر الآرت ديكو.
ما هو الحجر الكريم الذي تفضل العمل به؟
من المؤكد أن الألماس هو الأسهل في التعامل معه - فهو الأقوى على الإطلاق ولا ينكسر، على عكس الزمرد، على سبيل المثال، الذي يعتبر هشاً للغاية ويتشقّق بسهولة. بالإضافة إلى أن لا شيء يضيء مثل الألماس.
تابعي المزيد: المصمم صهيب الشيخ: الإلهام مرتبط بموروث ثقافي أو إرث فكري
التميّز والجرأة
من هي امرأة رالف مصري؟
امرأة قوية ومستقلة وذات ذوق جريء - تتطلع إلى التميز بدلاً من اتباع الموضة.
كعلامة عربية، كيف تعكس ذوق المرأة العربية من خلال تصاميمك؟
أنا لا أعكس أي أسلوب حقاً، أنا فقط أصمم ما أحبه، وأنا محظوظ بما فيه الكفاية لأن النساء العربيات استجبن بشكل جيد لعملي، وساعدن في نقل العلامة التجارية إلى ما هي عليه اليوم.
الأمور صعبة محلياً
ما هي العوائق أو التحدّيات التي تواجهها في عملك؟
جعلت الأزمة الاقتصادية في لبنان الأمور صعبة بشكل خاص على الصعيد المحلي، ولكن لحسن الحظ تُباع علامتنا التجارية في جميع أنحاء العالم. كما تمكنا من التكيف والتوسع في الخارج، وخاصة في الشرق الأوسط.
أين تبيع في الشرق الأوسط؟
لدينا نقاط بيع فعلية في جميع دول مجلس التعاون الخليجي تقريباً، وشريكنا الأساسي عبر الإنترنت هو أُناس Ounass.
هل تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لعلامتك؟
بالتأكيد، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في نمونا كعلامة تجارية مستقلة.. لا شيء يقترب من الانكشاف الذي يمكنك الحصول عليه على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد جاء جزء كبير من عملائنا الدوليين - خاصة في الشرق الأوسط - من وسائل التواصل الاجتماعي.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
أحاول ألا أخطط كثيراً للمستقبل، خاصة مع الحالة التي يعيشها العالم اليوم. لكن قريباً سأحتاج إلى البدء في التفكير في مجموعة العام المقبل!
تابعي المزيد: الأميرة نورة الفيصل لسيدتي : فخورة بمصممي ومصممات السعودية
