المصممة معصومة هلال: ثقافات مناطق مختلفة غذت شغفي 

المصممة معصومة هلال
المصممة معصومة هلال: ثقافات مناطق مختلفة غذت شغفي (تصوير: Natelee Cocks)
(المشاريع التصميمية تصوير:  uc photostory & recit photography)
(المشاريع التصميمية تصوير:  uc photostory & recit photography)
(المشاريع التصميمية تصوير:  uc photostory & recit photography)
(المشاريع التصميمية تصوير:  uc photostory & recit photography)
(المشاريع التصميمية تصوير:  uc photostory & recit photography)
(المشاريع التصميمية تصوير:  uc photostory & recit photography)
(المشاريع التصميمية تصوير:  uc photostory & recit photography)
(المشاريع التصميمية تصوير:  uc photostory & recit photography)
المصممة معصومة هلال
(المشاريع التصميمية تصوير:  uc photostory & recit photography)
(المشاريع التصميمية تصوير:  uc photostory & recit photography)
(المشاريع التصميمية تصوير:  uc photostory & recit photography)
(المشاريع التصميمية تصوير:  uc photostory & recit photography)
5 صور

حثّ الفضول والشغف معصومة هلال إلى اتخاذ التصميم الداخلي مهنة ومسيرة حياة؛ فقد عاشت المصممة الباكستانية المقيمة في دبي منذ أكثر من 15 عاماً في مناطق جغرافية عدة، ما فتح عينيها على أساليب تصميمية مختلفة وجعلها تقدر جماليات هذا الفن، لا سيما عندما يعكس القيم والمعتقدات. أسلوب المصممة يقوم على اللعب بتدرجات الألوان المحايدة وإضافة البريق والرفاهية إلى المساحات، باستخدام المواد الفاخرة والفن والإكسسوارات. في الحوار الآتي، تتحدّث المصمّمة معصومة هلال لـ «سيدتي» عن فلسفتها التصميمية ومصادر الاستلهام ودبي التي تسميها، «دارنا».

المصممة معصومة هلال (تصوير: Natelee Cocks)

قدّمي نفسك لقراء «سيدتي».

مصمّمة داخلية مقيمة في دبي. ولدت وترعرعت في باكستان. تمثل دبي لزوجي ولي «دارنا»، ففيها وُلد أطفالنا. وتقيم عائلتنا، في الإمارة، منذ أكثر من 15 عاماً. كانت غذت إقامتي في كل من باكستان والشرق الأوسط والصين أي في ثلاث مناطق جغرافية غنية بالثقافة والتاريخ، شغفي بالتصميم والفن. أهوى السفر وأستلهم من مغامراتي ومن الانغماس في الفن المحلي والمشهد الثقافي في أي وجهة أقصدها، ومن اكتشاف كيف تحتفظ الأماكن بهويتها الأصيلة؟ مهّد كل من الفضول المتأصل في وحب التصميم والديكور الداخلي الطريق بشكل تلقائي للدراسة والاستكشاف والعمل مع مصممي الديكور الداخلي، فتأسيس شركة Masoomeh Hilal Design، في دبي، مع التعاون مع الحرفيين المحليين وفريقي المتنامي بسرعة لإنشاء مساحات جميلة. فخورة بالعمل عن كثب مع العملاء، لفهم رؤاهم واحتياجاتهم والمساعدة في توجيههم نحو تحويل رؤاهم إلى حقيقة.

 

مهارات الحرفيين وخبراتهم في التقنيات التقليدية والمواد تضيف طابعاً وعمقاً وأصالةً إلى تصاميمي

 

مساحات داخلية عملية وجمالية

 

كيف تعرفين التصميم الداخلي؟

أعدّ أن التصميم الداخلي هو عملية إنشاء مساحات داخلية عملية وجمالية من خلال اختيار وتنسيق الألوان والمواد والإضاءة والأثاث. إلى ذلك، يشتمل التصميم الداخلي على فهم احتياجات العميل وتفضيلاته، بالإضافة إلى معرفة متطلبات البناء والسلامة والأكواد.

بعد العيش لأكثر من 15 عاماً في دبي؛ ما هي ملاحظاتك على التطوّرات، في مجال التصميم الداخلي، بالمدينة؟

لاحظت عدداً من التغييرات الهائلة في مجال التصميم خلال الأعوام الخمسة عشر الأخيرة، مثل: زيادة التركيز على الاستدامة، مع تنامي المخاوف بشأن البيئة. وقد تجلّى ذلك في مجال التصميم الداخلي من خلال زيادة استخدام المواد الصديقة للبيئة والإضاءة والأجهزة الموفرة للطاقة. وهناك أيضاً، التطورات في مضمار التكنولوجيا التي جعلت عملية التصميم أكثر كفاءة. فقد أدت التقنيات الجديدة إلى استخدام برامج النمذجة ثلاثية الأبعاد والواقع الافتراضي والأدوات التكنولوجية الأخرى في عملية التصميم. أضيفي إلى ذلك، ظهرت أنماط تصميمية جديدة، بدفع من تعدد الثقافات والتأثيرات المختلفة بدبي، فقد أصبح استخدام الزخارف والأنماط الإسلامية التقليدية في الأماكن الحديثة شائعاً. ولا يغفل عن التركيز على الفخامة؛ تشتهر دبي بأسلوب حياتها الفاخر، وقد انعكس ذلك على مجال التصميم الداخلي. فقد لاحظت زيادة في استخدام المواد عالية الجودة، مثل: الذهب والرخام، كما التفاصيل والزخارف المعقدة. من جهة ثانية، عندما أصبح الناس أكثر وعياً بتأثير الفوضى على صحتهم العقلية، كان هناك تحول نحو طراز الحد الأدنى في التصميم الداخلي، مع كل ما يعنيه من بعد عن الديكور المزخرف واستخدام الخطوط النظيفة والمساحات البسيطة غير المزدحمة.

تابعي المزيد: المهندسة المعمارية سارة الريّس: التصاميم الصديقة للبيئة متفردة

التعاون مع الحرفيين

 

كيف تصفين تفاعلاتك مع الحرفيين؟

أعمل عن كثب مع الحرفيين لإنشاء تصاميم فريدة وعالية الجودة. يسهم هؤلاء الأشخاص في عملية التصميم من خلال إنشاء قطع مفصلة حسب الطلب، مثل: الأثاث ووحدات الإضاءة والعناصر الزخرفية الخاصة بمشروع التصميم والعميل. تضيف مهارات الحرفيين وخبراتهم في التقنيات التقليدية والمواد طابعاً وعمقاً وأصالةً إلى تصاميي، ما يجعلها مميزة، مقارنة بالعناصر المنتجة بكميات كبيرة. أضيفي إلى ذلك، يمكن للحرفيين أيضاً مساعدتي في تحديد مصادر المواد والتشطيبات، بالإضافة إلى تزويد المعطيات حول طرق البناء والتركيب. إسهام الحرفيين الذين أعمل معهم ملحوظة في الجودة والمتانة والتفرد في التصميم النهائي، ما يعزز الجمالية والوظائف العامة للمساحة.

بعد الاطلاع على بعض مشاريعك، لاحظت أن الطراز «المودرن» مسيطر عليها، كما الألوان الصامتة والاتجاه إلى الإبهار. هل تعتقدين أنه على المصمّم أن يلتزم بأسلوب معين في أعماله؟

يقوم أسلوبي في مجال التصميم الداخلي على اللعب بتدرجات الألوان المحايدة وإضافة البريق والرفاهية إلى المساحات، باستخدام المواد الفاخرة والفن والإكسسوارات. من المقبول في مجال التصميم الداخلي أن يكون للمصمم أسلوب، مع الانفتاح على استكشاف الاتجاهات والتقنيات الجديدة. أرى أنه من المهم أن يتمتع المصمم بفهم قوي لفلسفته الجمالية والتصميمية، بالإضافة إلى التكيف والاستعداد للتطور، مع تغير اتجاهات التصميم. هو توازن بين بقاء المصمم صادقاً مع الذات ومنفتحاً على الأفكار الجديدة.

 

على المصمم الانفتاح على الأفكار والتقنيات الجديدة،مع عدم التخلي عن الأسلوب والرؤية


فهم أعمق لجماليات التصميم

 

أقمتِ في الصين وباكستان والشرق الأوسط. كيف أثرت هذه العناوين الجغرافية المختلفة بك، على الصعيدين الشخصي والعملي في مضمار التصميم؟

أثّر العيش في أماكن جغرافية عدة ذات ثقافات مختلفة، بشخصيتي، كما بعملي في مجال التصميم الداخلي. من الناحية الشخصية، عرفتني العناوين المختلفة التي أقمت فيها إلى ثقافات وتقاليد وطرق عيش مختلفة. هذا الأمر أوصلني إلى فهم أعمق لجماليات التصميم المختلفة، وتقدير لها، لا سيما عندما تعكس القيم والمعتقدات. من الناحية التصميمية، سمحت لي الأماكن بالتعرف إلى أنماط وتقنيات عدة. في دبي وباكستان، برز أمام عينيّ المزج الفريد بين العناصر المعاصرة والتقليدية، مع تأثير قوي من العمارة الإسلامية، وزخارفها. في الصين، شاهدت التصميم التقليدي، المتأثر بشدة بكونفوشيوس (فيلسوف صيني ذو تأثير عميق بالفكر والحياة الصينية والكورية واليابانية والتايوانية والفيتنامية) والطاوية (ديانة يعيش غالبية من يدينون بها في بلاد الشرق الأقصى)، مع التركيز على التوازن والانسجام والبساطة، فكلها يمثل نقاط ارتكاز. زودني كل هذه التجارب بتأثيرات تصميمية وبالإلهام، ما يمكن من الإفادة منه عند إنشاء تصاميم جديدة وترجمة تفضيلات العميل على أرض الواقع.

تابعي المزيد: مصمم الديكور غيث معتوق: أستوحي بعض تصاميمي من لوحات فنية تعجبني

الفخامة والرفاهية

 

 

هل تلهم دبي المصمّمين؟
تشتهر دبي بالفخامة والرفاهية، الصفتان اللتان تظهرهما هندسة العمارة في المدينة، كما الفنادق والمنازل، كما تتميز دبي بمزج فريد للعناصر العربية التقليدية بعناصر التصميم الحديثة، ما قد يلهم في التصميم الداخلي. من استخدام الألوان والأنسجة الغنية ودمج المواد غير المألوفة بالتفاصيل المعقدة، يمكن أن توفر جماليات التصميم في دبي مجموعة واسعة من مصادر الإلهام للراغبين في خلق مساحات داخلية فاخرة ومتفردة.


هل تتطلّعين إلى دمج بعض اتجاهات العام الجاري بمشاريعك الجارية؟ ما هي العناصر التي لفتت انتباهك، في موضة 2023؟

في مجال التصميم الداخلي، من المهم أن يظل المصمم على اطلاع دائم على التطورات، وأن «يفصّل» التصاميم بحسب احتياجات العملاء المحددة، وتفضيلاتهم. بعض الاتجاهات التي أتوقع توظيفها في مشاريعي الجارية والقادمة، هي: التصميم المستدام. مع زيادة الوعي بتأثير التصميم على البيئة، يبحث العديد من العملاء عن مواد مستدامة وحلول موفرة للطاقة في مساحاتهم. من الاتجاهات اللافتة أيضاً، «التصميم البيوفيلي»، الذي يساعد على خلق بيئة أكثر هدوءًا وعافية، عن طريق دمج العناصر الطبيعية مثل: النباتات والضوء الطبيعي والمواد الطبيعية بالديكورات الداخلية. الألوان، بدورها، ستستمر في كونها عنصراً أساسيّاً في التصميم وطريقة لخلق حالة مزاجية وجو، لا سيما الألوان الدافئة مثل الطيني والزهري الدافئ والبرتقالي. أضيفي إلى ذلك، إنشاء مساحات مريحة ودافئة مهم للغاية، أيضاً.

تصمّمين الأثاث لبعض المشاريع التي تتوليها، في بعض الأحيان؛ كيف تصفين التطورات، على صعيد صناعة المفروشات؟

بشكل عام، يركّز مجال الأثاث «المودرن» أكثر فأكثر على الاستدامة والتصنيع حسب الطلب والوظيفية، مع دمج العناصر التقليدية بالحديثة. على غرار أي مصمم داخلي، يهمني البقاء على اطلاع على اتجاهات الأثاث، لأتمكن من تقديم مجموعة واسعة من الخيارات للعملاء.

الأسلوب والرؤية

بعد العمل لأكثر من عشرين عاماً، في مضمار التصميم الداخلي، هل من نصائح تسدينها للمبتدئين؟

لا يقوم المصمّم الداخلي بإنشاء المساحات، بل هو يبني العلاقات أيضاً. لذا، يجدر بكل مصمم أن يكون محترفاً ومحترماً ومستعداً للتعلم. تتطور الصناعة وتتغير باستمرار، ما يحتم الانفتاح على الأفكار والتقنيات وطرق العمل الجديدة، مع عدم التخلي عن الأسلوب والرؤية.

__

  • (المشاريع التصميمية تصوير: uc photostory & recit photography)


تابعي المزيد: المصممتان هدى بارودي وماريا هبري: نروي قصص الثقافات من خلال المنسوجات