أحلام شبابية.. مشاريع مبتكرة من يتبناها؟

أحلام شبابية.. مشاريع مبتكرة من يتبناها؟
أحلام شبابية.. مشاريع مبتكرة من يتبناها؟

مما لا شك فيه أن إسهامات جيل الشباب اليوم في التنمية، باتت واضحة للعيان على أرض الواقع وفي مختلف المجالات، إلا أن هناك أحياناً بعض المعوقات التي تقف حائلاً بين الأفكار التي يحملها أولئك الشباب وبين تطبيقها، ولعل أهمها موضوع التمويل والتسويق.. ولمعرفة ما تختزنه عقول شبابنا اليوم من أفكار وابتكارات ذات شأن، توجهنا بالسؤال الآتي إلى عدد منهم، وكان: لو قيّض لك تقديم مشروع مبتكر إلى جهة مسؤولة تتبناه من الألف إلى الياء، ما هذا المشروع، ولماذا اخترته، وكيف؟



جدة | فاطمة باخشوين Fatima Bakhashween - الشرقية | سمية آلخير Somia Alkhair

الرباط | سميرة مغداد Samira Maghdad - تونس | منية كواشMonia Kaouach

القاهرة | أيمن خطاب Ayman Khattab


التكنولوجيا الحيوية

سامية الرابغي

 

سامية الرابغي: لدي برنامج ذكاء اصطناعي لتحسين الصحة

بداية، أشارت سامية الرابغي، سعودية مختصة بإدارة المشاريع، إلى فكرتها الرائدة للمشروع المبتكر، التي تتمثل في حل لمشكلة قائمة تنطوي على شعور الأشخاص اليوم بأنهم غارقون في مطالبهم اليومية، ويفتقرون إلى الأدوات اللازمة للتعامل بفعالية مع الضغط الذي تجلبه الحياة، فالشعور بالإرهاق والتوتر وعدم الإنتاجية يمكن أن يمثل عبئاً كبيراً على الصحة، ويمكن أن تؤدي الخسائر الجسدية والعقلية لهذا التوتر إلى انخفاض في الرفاهية ونوعية الحياة؛ ما يجعل الأشخاص يشعرون بأنهم عالقون في دائرة لا تنتهي أبداً. ترى سامية أن الحل يكمن في تصميم برنامج لمنح الوصول إلى الموارد التي تحسن نوعية الحياة. برنامج قائم على خوارزميات ذكاء اصطناعي متقدمة، للحصول على كميات هائلة من البيانات المجمعة من مصادر مختلفة، مثل: السجلات الطبية، والأبحاث الجينية، وحتى منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ثم يستخدم هذه البيانات لإنشاء خطط صحية مخصصة لكل مستخدم على حدة، ويتمتع بالقدرة على اكتشاف العلامات المبكرة للمرض قبل أن تصبح خطيرة بدرجة كافية للتدخل الطبي، كذلك يتم تنبيه المستخدمين عندما تظهر قراءاتهم الصحية علامات حرجة؛ ما يسمح باتخاذ تدابير وقائية من أجل البقاء بصحة جيدة قدر الإمكان.

وبينت «الرابغي» بعض الأمثلة المشابهة لفكرتها لبرامج مرتكزة على التكنولوجيا الحيوية ومصممة من أجل غرض تحسين نوعية حياة الناس ورفاهيتهم وصحتهم، مثل:

  • تقنية المنزل الذكي لرعاية المسنين وأنظمة مراقبة الرعاية الآلية.
  • تطبيقات تتبع الصحة العقلية.
  • أجهزة تتبع الصحة واللياقة البدنية التي يمكن ارتداؤها، مثل الساعات الذكية.
  • الأنظمة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي لتقديم المشورة والتوصيات المتعلقة بالرعاية الصحية الشخصية.
  • منصات مشاركة تجارب المرضى.

تعزيز الهوية السعودية

بشاير آل زكي

بشاير آل زكي: مشروعي يعزز الهوية الوطنية لأطفال المبتعثين خارج السعودية

تشرح بشاير آل زكي، مبتعثة سعودية في بريطانيا للتخصص في مجال التمريض، فكرتها التي تحلم بتطبيقها قائلة: «لدى فكرة مشروع مبتكرة وأسميتها «مركز الهوية الوطنية للطفل السعودي في الخارج»، وطرأت على ذهني عندما فكرت أن أطفال اليوم هم مستقبل السعودية غداً، وتجربة دراستهم في الخارج تعود عليهم بنتائج إيجابية من ناحية الانفتاح نحو التغيير، والاستفادة من العلوم المطروحة في الخارج، ولكن ما زالت هناك الكثير من السلوكيات والحملات الأخلاقية والمجتمعية الغربية المخالفة لتعاليم الدين والهوية السعودية، التي تستهدف الأطفال في المدارس والحضانات لإعادة برمجتهم بما يتناسب مع هذه المجتمعات، لذلك يخدم هذا المشروع المجتمعي أطفال المبتعثين والعاملين خارج السعودية؛ لتعزيز انتمائهم وهويتهم الوطنية، في ظل الامتزاج مع الثقافات المختلفة، والممارسات المجتمعية المعاكسة للهوية السعودية الإسلامية.

شراكات متعددة

أوضحت بشاير: «يتم ذلك بطرح برامج أسبوعية تعليمية، ومناسبات اجتماعية تطويرية، مع شخصيات سعودية ملهمة في الخارج، أدبية وتعليمية، وأطمح أن يكون هذا المشروع بالشراكة مع النوادي الطلابية في الجامعات الأجنبية، وأيضاً بإشراف وزارة التعليم والملحقية الثقافية السعودية في الخارج».وأضافت بشاير: «أتمنى أن يتوسع هذا المركز ليكون في كل مدينة دراسية أو عملية يتواجد فيها السعوديون في الخارج، خصوصاً أن الوالدين السعوديين في الخارج غالباً لهدف الدراسات العليا؛ ما يجعل الوقت مع الأطفال محدوداً، فتصعب عملية التربية الوطنية، لذلك برأيي يعد الالتفات لهذه الشريحة مهماً جداً لتدعيم مستقبلها، وتعزيز هويتها الوطنية، وهو هدف أساسي لمشروعي».

يمكنك الاطلاع على رأي الشباب النقاش.. حدوده وموانعه لدى الشباب

العمال والمنشآت

 

أسامة اليوسف

من جهته، قال المحامي أسامة اليوسف: «لو قيض لي تقديم مشروع مبتكر إلى جهة مسؤولة تتبنه، فسأختار فكرة إقامة مشروع دورات توعية العمال (الموظفين) بالحقوق العمالية»، مرجحاً سبب اختياره للمشروع بقوله: «ذلك لأنني لاحظت وجود أزمة ثقة بين العامل والمنشأة التي يعمل لديها؛ حيث تتسم بداية العلاقة العمالية بالثقة العالية، التي تؤدي إلى رفع سقف الطموحات من قبل العامل، الذي تدفعه حاجته للعمل إلى الاجتهاد ليثبت قدراته، وهو على المدى البعيد يتطلع إلى بناء مسيرة مهنية مميزة».

وأبدى اليوسف أسفه لأن بعض الموظفين قد يقعون فريسة يسهل التلاعب بها بإلزامهم بما هو خارج عن عقودهم وطبيعة عملهم، أو يتم هضم بعض مستحقاتهم عند انتهاء العلاقة العمالية لأسباب عديدة، منها – وفق اليوسف - أسباب متعلقة بالثقة المفرطة التي أدت إلى عدم التوثيق، وغيرها من الأمور التي رأيناها على أرض الواقع في شكل نزاعات قانونية.

الوعي الغذائي

فرح الحاتمي الورياغلي

فرح الحاتمي الورياغلي: أفكر جدياً في مشروع يضم متطوعين وفاعلين في مجال التغذية لنشر الوعي


فرح الحاتمي الورياغلي، طالبة مغربية في علم التغذية، يشغلها مشروع تأسيس جمعية تعنى بالتغذية، وتسهم في تحسيس المرضى بكل فئاتهم بدور التغذية للنجاة من مضاعفات أمراض بسيطة، قد تتطور وتصبح خطيرة في غياب الوعي والتوجيه الغذائي إن صح التعبير، ولا بد من تغيير نمط الحياة اليومي عند كثير من المرضى بالسكري والكوليسترول وأمراض الشرايين مثلاً؛ لأجل حياة سليمة.

وتضيف: «لاحظت خلال تدريبات قمت بها في مستشفى عمومي كيف يغيب الوعي الغذائي لدى فئات عديدة من الناس، خاصة الفئات الاجتماعية الهشة، لذا أفكر جدياً في هذا المشروع الذي يضم متطوعين وفاعلين في مجال التغذية لنشر الوعي أولاً، ودعم المرضى المعوزين مادياً، خاصة أن ثمة تغذية تذهب إلى عدد من المرضى بواسطة الأنابيب، أو حتى بالنسبة إلى مرضى الزهايمر الذين يحتاجون إلى تغذية معينة؛ لأنهم غير قادرين على بلع الطعام؛ إذ تخصص لهم تغذية جاهزة وفق حالتهم المرضية متوفرة في السوق، لكنها تتطلب تكاليف إضافية للعائلات. من هذا المنطلق أفكر في دعم مادي للحالات المعوزة، والبحث عن محسنين يتفهمون ضرورة العناية بهكذا حالات، قد يؤدي بها سوء التغذية، وعدم الاعتناء بنظام غذائي متوازن، إلى الهلاك».

توضح فرح: «أتصور، مستقبلاً، أن نهتم بالغذاء أولاً قبل الدواء، والغذاء في أحيانٍ كثيرة يلغي الأدوية، وهي ثقافة أريد ترسيخها من خلال مشروع اجتماعي شامل ينخرط فيه الخبراء والأسرة وفعاليات من المجتمع المدني، يمكن من خلاله ترسيخ سلوك غذائي سليم، والتوعية به لدى كل الفئات الاجتماعية والعمرية؛ بحثاً عن جودة الحياة والشعور بالسعادة».

محيط نقي وجميل

محمد مهيب المؤدّب

محمد مهيب المؤدّب: أتمنى أن أسهم في إيقاف التلوّث البيئي وتقليص استعمال الطّاقة

يتحدّث محمد مهيب المؤدّب، طالب هندسة معمارية تونسي، عن مشروعه الذي نجح في ابتكاره، ونال به الجائزة الأولى لمسابقة وطنية نظّمتها جمعية تهتمّ بالتكنولوجيا وتدعم المبتكرين (جمعية تكنولوجيات وعلوم المستقبل بتونس)، التي اطلعت على مشروعه، ودرسته دراسة مالية ولوجستية وتسويقية، وحكمت بأنّه واقعي وقابل للتطبيق؛ قائلاً: «يتجسّد مشروعي في حائط نباتيّ وظّفته لتعديل حرارة الفضاءات المغلقة من غرف ومكاتب بطريقة تلقائيّة، وهو شكل من أشكال التّصميمات الدّاخليّة المعدّة لغايات تجميليّة، إلّا أنّي أضفت إليها وظائف أخرى، فاعتمدت الحائط النّباتي لتزيين الفضاءات المغلقة؛ لمنحها تهوية طبيعيّة منعشة ونقيّة».

اعتمد محمّد مهيب في تصميم حائطه النّباتي على نفايات بقايا الأقمشة المتأتّية من معامل النّسيج وبعد سحقها شكّلها في طبقات مرصوصة ملأ بها هذا الحائط، وصنع بها جيوباً زرع فيها نباتات خضراء متسلّقة، قادرة على العيش بعيداً عن الأرض وبطريقة عمودية، ثمّ أدخل على الحائط نظام تبريد وتسخين تلقائيّ، فتتمّ عملية التّبريد من تحت الأرض، فينزل الماء إلى أكثر من ثلاثة أمتار تحت الأرض لتسخينه في الشتاء وتبريده في الصّيف بتقنية تستعمل المياه نفسها، وتمرّرها انطلاقاً من ثقوب صغيرة لسقي النباتات العموديّة بنظام قطرة قطرة، وبماء تدويري مستعمل، أو من الأسطح ومن ماء المطر.
عن سبب اختياره لهذا المشروع، يقول محمد مهيب إنّه فكّر فيه لوعيه بضرورة إيقاف التلوّث البيئي، وللتّقليص من استعمال الطّاقة، والتّقليل من الأضرار التي يلحقها العمران بالبيئة، وللتّأقلم مع ما يشهده العالم من شحّ مائي وتكديس لنفايات تسبّبت في احتباس حراري وتقلّبات وكوارث طبيعية.

يقول محمد إن سبب اعتماده النّباتات بوصفها تصميماً داخلياً إلى أنّها مصدر للرّاحة النّفسية، ولأنّها تدخل البهجة على الإنسان، وتحسّن مزاجه، وتؤثّر إيجابيّا في حياته، فإضافة إلى جانبها الجمالي، فإنّها تحسّن من جودة الهواء داخل المنزل، فالأعشاب تساهم في تبريد الفضاء، وتخلق بخاراً وهواء، مستدركاً أنه فكّر في حائط نباتي لما يشهده العالم من ضيق في مساحات المنازل لا يسمح بزراعة النّباتات، فكان الحائط العمودي المكسوّ بالأعشاب الخضراء بديلاً من الحديقة، وحلّا لمتساكني الفضاءات الضيّقة؛ إذ يمكّنهم من مكان دافئ وصحّي وجميل.

إقرئي المزيد عن سوق العمل المستقبلي هل ستواكبه التخصصات الجامعية؟

 

في عالم السباحة

شهاب زين

شهاب زين: فكرتي إنشاء مسبح رياضي يتضمن أكاديمية للتدريب وأنشطة ترفيهية

يبين شهاب زين، شاب مصري، خريج كلية تربية رياضية قسم سباحة، أن المشروع الذي يراود ذهنه هو فكرة إنشاء مسبح رياضي خاص، يتضمن مركزاً أو أكاديمية لتدريب السباحة في أوقات معينة من الأسبوع، مع استثمار باقي الأيام في الأنشطة الترفيهية.

عن هدف المشروع يوضح: «يهدف المشروع إلى تقديم الخدمات الرياضية عن طريق تعيين مدربين للرجال ومدربات للنساء في أوقات مخصصة، إضافة إلى تخصيص أيام معينة لغرض الترفيه».

يضيف شهاب: «يستهدف هذا المشروع العملاء الراغبين في تعلم السباحة وأساليب الغوص؛ للوصول إلى مستويات السباحة المطلوبة لدى العميل مع الفئات العمرية المختلفة، التي تكون في عمر مهيأ لتعلم السباحة. ويعمل المشروع على خلق جانب رياضي لما له من جانب صحي يخدم اللياقة البدنية، كتقوية عضلات الجسم، وتنشيط الدورة الدموية، كما يعطي شعور الانتعاش في فصل الصيف الذي يرغب فيه جميع الأفراد في الأوقات الحارة، ومن ناحية أخرى يكمل المنظومة الترفيهية لدى الأفراد والعائلات». يشرح زين تفاصيل المشروع قائلاً: «يتم البحث عن أرض تكون مواصفاتها صالحة لعمل المسبح، ومساحتها مناسبة لعمل المقاس المخطط له، ثم اتخاذ إجراءات التراخيص المطلوبة لإنشائه، وفحصها للتأكد من خلوها من عبور خط كهربائي أو تسريب للمياه، والعمل على اختيار موقع يضمن استمرار متانة الهيكل عند الاستعمال، كاختيار موقع بعيد عن الأشجار لعدم تساقط الأوراق وتجمع الحشرات التي تؤثر في صفاء مياه البركة، إضافة إلى الحرص على أن تكون أشعة الشمس جزءاً من اختيار الموقع، ثم تصبح الأرض جاهزة للحفر عند تحديد الشكل والحجم الكلي والعمق المطلوب للمسبح الرياضي».

يعلق أخيراً: «تتطلب إقامة هذا المشروع استثماراً يحقق جميع متطلباته وكمالياته، لجعل السباحة ميسرة لكل راغب في تعلمها؛ نظراً إلى حب كافة فئات المجتمع في ممارستها، إضافة إلى أن هذا المشروع ذو مردود مربح إن اعتمدنا على تفاصيل بناء دقيقة، وتصميم راقٍ يغري العميل».

فكرة السعر العادل

خالد الجريسي

خالد الجريسي: فكرتي تخدم المستهلك والتاجر على حد سواء

تحدث خالد الجريسي، رائد أعمال، عن فكرته قائلاً: «التجارة الإلكترونية عصب مهم للبيع وترويج السلع في عالمنا اليوم، لذا نشأت فكرتي التي أطلقت عليها اسم «السعر العادل» من مواقع التسوق الإلكتروني، فهي تخدم المستهلك والتاجر على حد سواء، وتجعل المستهلك على علم وبيان بسياسة التسوق والتسعير من خلال عملية أشبه بالمفاوضة بشأن السعر للوصول إلى سعر مرضٍ في الحدود المتفق عليها بين الطرفين. وأضاف: «تطرح هذه الفكرة حلولاً متعددة، منها: التخلص من البضائع المتراكمة في المستودعات والمخازن، والقدرة على الوصول إلى شرائح مختلفة من المجتمع، وتقليل التكاليف التسويقية. كما أنّ هذه الفكرة من الممكن تطويعها وتطبيقها في العديد من المجالات والصناعات المختلفة، وكذلك في المتاجر الإلكترونية، وعلى مواقع التواصل، والنشرات البريدية والبودكاست».

وأشار الجريسي إلى أنّ هذه الآلية تضمن جدية العميل، وتحفظ وقت المنظمة من العملاء الذين لا يرغبون جدياً في الشراء، كما تعمل على زيادة الإيرادات، وفي الوقت ذاته تحقق هدف العميل في الحصول على صفقة جيدة للمنتج أو الخدمة.

يمكنك الاطلاع على لقاءات مع جيل Z: نفخر بزماننا ونبحث عن فرص تناسب إمكانياتنا