التشكيلية الكويتية لينا حجازي: رسالتي إنسانية أسعى من خلالها إلى نشر الطاقة الإيجابية

التشكيلية الكويتية لينا حجازي: رسالتي إنسانية أسعى من خلالها إلى نشر الطاقة الإيجابية
التشكيلية الكويتية لينا حجازي: رسالتي إنسانية أسعى من خلالها إلى نشر الطاقة الإيجابية

تبتكر الفنانة التشكيلية لينا حجازي بلوحاتها مفهوماً خاصاً للسعادة والفرح؛ حيث تبدع أناملها في كل لوحة من لوحاتها بشكل مختلف يجذبك نحو تأمل اللحظة وعيش المرح، فتجد نفسك تارة تتمايل مع الراقصين الصغار الذين يملؤون لوحاتها، وتارة أخرى تسافر معهم نحو الأفق.. وحين الانتهاء من التأمل تجدك تفكر في تلك اللوحات التي سلبت منك فكرك وإحساسك.. «سيدتي» التقت التشكيلية الكويتية لينا حجازي لتحدثنا عن مسيرتها في الفن التشكيلي وأهم أعمالها.



حوار | نسرين عمران Nesreen Omran
تصوير | عادل جاويد Adel Javed
إخراج إبداعي وتنسيق مظهر | جمانة صوفي Joumana Soufi
شعر ومكياج | علي عون Ali Aoun
فيديو | سليمان رافي Suleman Rafi

 

التشكيلية الكويتية لينا حجازي

أنا بعيدة عن التكنولوجيا ولا أحبها في اللوحات؛ لأن الفن مشاعر وإحساس


عرفينا بنفسك، من لينا حجازي؟


لينا حجازي فنانة تشكيلية من الكويت، درست وتخصصت في علم النفس.


هل دراستك وتخصصك الأكاديمي لهما علاقة بالفن التشكيلي؟


بدايتي مع الفن والرسم كانت منذ الطفولة في عمر عشر سنوات، وكنت أرسم بالبيت على أي شيء، إلا أنه لم يكن متاحاً لي حينها أن أدرس أو أتخصص أكاديمياً في الفن التشكيلي، فدرست علم نفس، ولكن شغفي بالفن لم يتوقف، فبعد أن أنهيت دراستي الجامعية ألتحقت بكورسات متخصصة في الفن التشكيلي.


الدراسة مهمة جداً

 

التشكيلية الكويتية لينا حجازي


هل الفن التشكيلي بحاجة إلى دراسة أم أن الموهبة والهواية تكفي ليصبح الشخص فناناً تشكيلياً؟


بلا شك، الدراسة مهمة جداً في مجال الفن التشكيلي لتنمية الموهبة وتطويرها. وبالنسبة إلي، حصلت على كورسات في دول عدة حول العالم، درست في ميلانو، ولندن، وأوهايو، وأميركا وغيرها الكثير، كما التحقت بمعاهد عدة في مصر والكويت ولبنان وإيطاليا. أي مكان كنت أسافر إليه كنت أستغله في دراستي وتطوير موهبتي.

اكتشفت أني أحب رسم لوحات زاهية وقويةوذات طابع يمنح إحساساً بالبهجة والفرح، فأصبحت هذه السمة ملازمة لكل أعمالي


الرسم يحتاج إلى استمرارية وتمرين


حدثينا عن بداية ممارستك للفن التشكيلي، وما أول شيء رسمتيه؟


أنا إنسانة شغوفة بالرسم، لذا كنت أرسم لساعات طويلة، فالرسم يحتاج إلى استمرارية وتمرين لوقت طويل. أول شي رسمته كانت مناظر طبيعية، كل مكان أذهب إليه تراني أرسم مناظره الطبيعية، وفي بداياتي كانت جدران البيت عبارة عن لوحات لأشخاص؛ حيث كنت أعشق رسم الأشخاص، لا سيما المرأة.


ما المدرسة التي تأثرت بها لينا حجازي؟


اطلعت على كل المدارس الفنية تقريباً الكلاسيكية، والمعاصرة، والفنية الحديثة التي تميل إلى التجريد، كل فترة كنت أمر بذوق معين، ففي فترة كنت شغوفة بالتكوينات الهندسية، وأقمت معرضاً في لبنان، وكان ناجحاً جداً ولله الحمد. واشتغلت أيضاً على تكوين ألوان مختلفة في لوحاتي، واكتشفت أني أحب أن أكون لوحات زاهية وقوية وذات طابع يمنحها إحساس بالبهجة أو الفرح، وهذه السمة أصبحت ملازمة لكل أعمالي، دائماً تجدني أحب أن أوصل فكرة الفرح والسعادة إلى المتلقي.


من الفنان التشكيلي الذي تأثرت به؟


تأثرت أول أيام حياتي بـ مونيه، الفنان العالمي الكلاسيكي، وهيرست، وعلى المستوى العربي تأثرت بفانيين كثر، مثل محمد الطراوي، والفنان الفلسطيني المعاصر إسماعيل شموط، والكثير من الفنانين.
سيعحبك متابعة اللقاء مع مديرة البرامج المجتمعية في المجمع الثقافي بأبوظبي.. التشكيلية سمية السويدي: علينا حذف كلمة "الخوف" من قاموسنا لننجح


أرسم في كل الأوقات

 

التشكيلية الكويتية لينا حجازي


برأيك ما الأهم: الفن الواقعي أم الفن التجريدي؟


الواقع له جماله والفن التجريدي له جماله، ولكن أنا أحب اللوحات السعيدة، لا أحب مشاهدة لوحة فيها حزن أو مآسٍ وأمور مخيفة. فأنا أحب أرسم السعادة في جميع لوحاتي. وأعتقد أن الناس فيها ما يكفي من الجروح والمأساة، أنا بشكل عام أميل إلى الألوان واللوحات السعيدة.


متى ترسم لينا حجازي؟ وهل للظروف أو الواقع علاقة أو تأثير في لوحاتك؟


أنا أرسم في كل الأوقات صباحاً ومساءً، ليس هناك وقت محدد، وبالطبع أستغرق ساعات كثيرة قد تصل إلى 13 ساعة، وقد أترك الرسم أحياناً لأيام عدة. وبالطبع، لكل شخص ظروفه التي يتأثر بها، ولكن عندما أرسم أحاول أن أخرج من داخلي ومن ظروفي برسم لوحة سعيدة ولوحة رقص، خاصة عندما استمع وأرسم «الأشخاص الراقصين»، هذه الشخصيات تخرجني من أي ظرف وتجدني حينها في قمة السعادة وأبدع وأرسم لوحة سعيدة.


كم من الوقت يحتاج الفنان لينتج لوحة جميلة؟


رسم اللوحة يأخذ مني وقتاً طويلاً، ممكن أن يصل أسابيع؛ لأني أرسم على مقاسات كبيرة، ولا أتذكر أني أنهيت لوحة في أقل من شهر أو شهرين؛ كون لوحاتي غالباً ما تضم تفاصيل كثيرة ومتنوعة.

لدي نشاطات إنسانية كبيرة، وأحاول أن أسخر فني لخدمة النشاطات الإنسانية؛ لأن ذلك يمنحني شعوراً بالسعادة كألواني ولوحاتي


الراقصون بصمة أفتخر فيها


ماذا تحب أن ترسم لينا حجازي؟ وما أقرب لوحاتك إليك؟


أحب أن أرسمpeople Dancing «الأشخاص الراقصين»، التي كانت بالنسبة إلي بصمة أفتخر بها؛ لأنها نجحت بطريقة غير طبيعية، وهي أقرب لوحاتي إلي؛ حيث رسمتها خلال فترة كورونا؛ إذ رسمت أشخاصاً يرقصون وأسميتها «تباعد اجتماعي»، وانطلاقاً منها أنتجت نحو 22 لوحة، وأقمت معارض عدة كانت ناجحة.
إلى جانب ذلك، أحب أن أرسم الأشجار والطبيعة، واستخدم طريقة التنقيط، وهي طريقة حديثة، وأستخدم فيها ألوان الإكريلك أو الأويل.


ما الألوان التي دائماً ما تكون في لوحاتك، وما الألوان التي تحاولين الابتعاد عنها؟


الألوان الزاهية، الأحمر الوردي والأخضر والأصفر، وكل ما يعني الحياة، هي الألوان التي دائماً ما تكون في لوحاتي، أما اللون الذي لا أحبه وأحاول الابتعاد عنه فهو البُني.
نفترح عليك متابعة هذا الحوار مع الفنانة التشكيلية القطرية لينا العالي: الأسرة والبحر والتراث في أعمالي


رسالة السعادة والفرح

 

التشكيلية الكويتية لينا حجازي


ما الرسالة التي تقدمينها من خلال الفن التشكيلي؟ وهل من الضروري أن يكون لكل فنان رسالة أو قضية؟


رسالتي هي رسالة إنسانية، إلى جانب نشر الطاقة الإيجابية، وأن أشعر المتلقي بالبهجة والسعادة والتفاؤل، أحاول بكل ألواني أن أدخل الفرح إلى الناس.
لدي أعمال عدة يعود ريعها إلى جمعيات خيرية، وهناك أيضاً معارض أشارك فيها تكون مخصصة للأعمال الخيرية والإنسانية، فأنا أحاول أن أستخدم فني لمساعدة الغير، على سبيل المثال قدمت لوحات لمركز السرطان وعدد من المؤسسات والمستشفيات وذوي الاحتياجات الخاصة، وتم بيع اللوحات. كما أعمل مع جهات مختصة بهذا الشأن، مثل مع وكالة الأمم المتحدة للاجئين، ولدي نشاطات إنسانية كبيرة، وأحاول أن أسخر فني لخدمة النشاطات الإنسانية؛ لأن ذلك يمنحني شعوراً بالسعادة كألواني ولوحاتي.


أهم المعارض التي شاركت فيها؟


معرضي الشخصي على منصة كاف بالكويت، فهذا المعرض افتخر به؛ حيث كان ناجحاً جداً، وشهد حضوراً قوياً من كبار الشخصيات، ولدي معارض كثيرة اشتركت فيها داخلية ومحلية مع فنانين كبار، وأعتز بها.


ما المعرض الذي تتمنى لينا حجازي أن تشارك فيه؟


معرض بازل، فهو معرض عالمي كبير، ولدي طموح أن أشترك فيه، ولدي طموح أن أقيم معرضاً شخصياً بالسعودية، فتلك إحدى أمنياتي.
شاركت في معارض عدة في مصر، ومعارض في لبنان والكويت، وقدمت لوحات متنوعة في لندن والسويد والدنمارك، ولوحاتي تميزني.


لوحة تتمنين رسمها، ولمن ستهدينها؟


كل لوحاتي أتمنى أن أرسمها وأهديها لأبنائي.


ما تأثير التكنولوجيا على الفن التشكيلي، وكيف توظفها لينا حجازي في لوحاتها وفنها؟


أنا بعيدة عن التكنولوجيا بكل صراحة ولا أحبها في اللوحات؛ لأن الفن مشاعر وإحساس.

أطمح إلى استمرارية المعارض الشخصية حول العالم، وأنا فخورة بكل ما أجده من تقدير ببلدي الكويت


بصمة خاصة


طموحك إلى أين يصل؟


طموحي استمرارية المعارض الشخصية بكل العالم، وأنا فخورة بكل ما أجده من تقدير ببلدي الكويت.


نصيحة تقدمينها للفنان التشكيلي اليوم في الوطن العربي.


نصيحتي لكل فنان تشكيلي ألا تقلد أحداً ولا تتشبه بأحد، اجعل لك بصمتك وطابعك الخاص؛ لأنه للأسف هناك فنانون ينقلون رسومات الغير.
نفترح تابعي معنا تفاصيل لقاء سابق مع الفنانة التشكيلية وداد صالح البكر: الفن الحقيقي إبداع فطري ومهارة مكتسبة