التقت سيدتي بالأوبرالية سوسن البهيتي، التي شاركت في أوبرا "زرقاء اليمامة"، أول أوبرا سعودية باللغة العربية، والتي كانت إحدى الإنجازات البارزة المذكورة في التقرير السنوي لرؤية السعودية 2030 الصادر مؤخرًا. في هذا الحوار، تستعرض سوسن البهيتي تأثير رؤية 2030 على المشهد الفني والثقافي في المملكة، مع التركيز على تطور الموسيقى الكلاسيكية وفن الأوبرا، وكيف ساهمت هذه الرؤية في تعزيز مسيرتها المهنية وفتح آفاق جديدة أمامها.
المشهد الفني ورؤية السعودية 2030
كيف ترين تأثير رؤية المملكة 2030 على المشهد الفني والثقافي في المملكة، ولا سيما على الموسيقى الكلاسيكية وفن الأوبرا؟
رؤية السعودية 2030 كان لها دور كبير في قطاع الثقافة والفنون، فشهدنا تطور رائع في هذا المجال، ونشاط ملحوظ في مجال الفنون، خاصة في قطاع الموسيقى ومنها فن الأوبرا. خاصة أننا نشهد اليوم نشاطات موسيقية متنوعة، سواء كانت من تقديم عروض موسيقية، أو من إنشاء مرافق ومراكز تهتم بتنمية الموسيقى، وتدريب المهتمين في الموسيقى، وغير ذلك، كذلك دخول الموسيقى إلى المدارس. حتى وإن كانت في المرحلة المبدئية، إلا أنها خطوة رائعة.
هل كنتِ تتوقعين أن يحظى فن الأوبرا بهذا الاهتمام والدعم في السعودية؟ وكيف انعكس ذلك على مسيرتكِ المهنية؟
منذ إطلاق رؤية السعودية 2030، توقعت أن يحظى فن الأوبرا باهتمام ودعم كبيرين، وهو ما تحقق بالفعل، والحمد لله. يُعد فن الأوبرا فنًا راقيًا ومميزًا، وقد ساهمت رؤية 2030 في تعزيز مكانة الفنون في المملكة، مما أتاح لفن الأوبرا فرصًا غير مسبوقة. لقد كان دعم المملكة لهذا الفن واضحًا ولا شك فيه، حيث أسهم في تمكيني من توظيف خبراتي السابقة في الفنون والإدارة لتطوير مسيرتي المهنية في هذا المجال. وذلك بفضل وجود مؤسسات ثقافية مثل وزارة الثقافة وهيئة الموسيقى، استطعت تقديم خبراتي ومهاراتي لدعم وتطوير قطاع الأوبرا في المملكة. هذا الدعم فتح أمامي فرصًا كبيرة، أبرزها المشاركة في مشاريع رائدة مثل دار الأوبرا السعودية التي ستُفتتح قريبًا، إن شاء الله. هذه الدار ستمثل منصة عالمية لتقديم فن الأوبرا من قلب المملكة، مما ساعدني على التركيز على تطوير أدائي وصقل مهاراتي في هذا المجال.
ما الفرص الجديدة التي أتاحتها لكِ الرؤية، وتعتقدين أنها شكلت نقطة تحول في حياتك المهنية؟
من أبرز إنجازات رؤية السعودية 2030 في هذا السياق إنتاج أوبرا "زرقاء اليمامة"، وهي أول أوبرا سعودية وأول أوبرا باللغة العربية كاملة. حيث يُعد هذا العمل إنجازًا عالميًا استثنائيًا، وخطوة تاريخية تعكس التزام المملكة بدعم فن الأوبرا وتعزيز حضورها على الساحة الفنية العالمية. لقد كان لهذا الدعم أثر عميق في تعزيز شغفي وتفاني في هذا الفن الراقي، وأتطلع إلى المزيد من الإسهامات في هذا المجال.
سوسن البهيتي: رائدة الأوبرا السعودية
سوسن البهيتي، أول فنانة أوبرا سعودية، وُلدت عام 1987 لأم سورية وأب سعودي. بدأت رحلتها الفنية في سن السادسة بعزف الجيتار، وتأثرت بالموسيقى الكلاسيكية. اكتشفت موهبتها في الأوبرا خلال دراستها بالجامعة الأمريكية بالشارقة، وبدأت مسيرتها الاحترافية عام 2008. قدمت عروضًا على مسارح عالمية، مثل مركز المواهب بدبي، وغنت إلى جانب فنانين عالميين. تُعرف بأدائها لمقطوعات مثل "Habanera" والنشيد الوطني السعودي بأسلوب أوبرالي.
سوسن هي أول مدربة صوت معتمدة في السعودية، حيث تدرب المواهب الشابة وتنشر ثقافة الأوبرا. شاركت في فعاليات ثقافية، مثل ورشة "تاريخ الأوبرا" وأمسية "رحلة أوبرالية إيطالية". وتطمح لتطوير أوبرا عربية سعودية وإلهام الجيل الجديد.
اقرأ المزيد : في اليوم الوطني السعودي 94 سوسن البهيتي: كلي فخر واعتزاز..