استفاد قطاع العقار في المملكة من الأفق الذي رسمته رؤية السعودية 2030، كونه يتصل بطرق مباشرة وغير مباشرة بقطاعات عديدة أخرى، وكون الرؤية هدفت بشكل رئيسي إلى تعزيز التنويع الاقتصادي، وتحسين جودة الحياة للمواطنين وتحفيز الاستثمارات في قطاعات جديدة تساهم في العملية التنموية المستدامة.
وكغيره من القطاعات التي نمت بشكل سريع وبكفاءة وجودة، وجدت المرأة السعودية فيه ميداناً للفرص وإثبات القدرات، وللحديث عن هذا التواجد وعن انعكاسات رؤية 2030 على القطاع العقاري بشكل عام نستضيف اليوم الدكتورة ريحان جمعة، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "الرياديون العالميون للتطوير العقاري"، والرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة المملكة الدولية للعقارات.
تصوير: مشاعل الشريف
حلم وتحقق

"نعيش اليوم في عرس من تحقيق الأحلام بفضل الرؤية السعودية"، هكذا وصفت د. ريحان جمعة، حالة النمو التي شهدتها مختلف قطاعات الأعمال في المملكة العربية بعد إطلاق رؤية 2030 مشيرة إلى أن "الرؤية كانت حلماً وأصبحت اليوم حقيقة وواقعاً".
وأضافت د. ريحان: "اليوم السعودية تعتبر أرضاً خصبة ليس فقط لشابات وشباب المملكة، بل لجميع شباب وشابات العالم، لأنه توجد لدينا بنية تحتية وجودة حياة نبنيها حسب رؤية 2030".
تكامل القطاعات

وبحكم خبرتها في المجال العقاري وتطلعاته له، كان لا بد أن نغوص معها في تطورات هذا القطاع والفرص التي يقدمها فأجابت: "اليوم عندما نتحدث عن القطاع العقاري لا نستطيع أن نتحدث عنه لوحده بمعزل عن القطاعات الأخرى، فهو مكمل لعدة قطاعات مثل السياحة، الثقافة، استقطاب الشركات، الصناعة وغيرها".
وتحدثت الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة المملكة الدولية للعقارات عن وجودها كامرأة في هذا القطاع فقالت: "اليوم بصراحة وجدت قوتي في المجال العقاري حتى وأنا أعمل مع العديد من الرجال، ولم أواجه الكثير من الصعوبات لأنني عندما رجعت إلى المملكة وجدتها جاهزة بعد مؤثرات الرؤية، ومن أهم المؤثرات التي حصلت عليها كشخص هي تفردي كامرأة سعودية في مجال التطوير العقاري".
وأضافت: "بعد تخرجي من بريطانيا رجعت إلى المملكة بعد أن عشت خارجها ل 13 سنة، ووجدت أن المرأة لا توجد لديها معوقات في دخولها إلى سوق العمل، لكن تحتاج لكثير من الشجاعة خاصة في المجال العقاري، ووجود التشريعات الموجودة من هيئة العقار والتنظيمات واللوائح سهل دخول المرأة في هذا المجال وخاصة في مجال الوساطة العقارية ".
وأكدت د. ريحان: "زيادة انخراط المرأة في سوق العمل وانخفاض معدل البطالة أثر بشكل إيجابي في عدة مجالات كمجال السياحة، الثقافة، التعدين، الصناعة، وبالتأكيد في المجال العقاري واستقطاب الشركات الأجنبية كونه مجالي الأول، وأثر أيضاً على المستثمر الأجنبي ودخوله إلى السوق السعودي، لا ننسى أن المستثمر الأجنبي سوف يدخل المملكة مع عائلته، ورياديات أو رؤساء وسيدات أعمال تحفزن أكثر لدخول السوق السعودي بعد فتح التأشيرات والإجراءات التي سهلت دخول المستثمر الأجنبي".
إليكم أيضاً ما قالته رئية تحرير مجلتي سيدتي والجميلة لمى الشثري لـ برنامج سيدتي عن رؤية السعودية 2030: المرأة تعيش عصرها الذهبي
وجود المرأة ثابت ومتزايد

تؤمن د. ريحان جمعة أن "وجود المرأة اليوم في المجالات القيادية وجود ثابت ويتزايد". وتخبرنا: "في دراستي للدكتوراه كتبت عن هذه النقطة تقريباً ما يقارب 100 صفحة لأنني وجدت نتيجة مهمة جداً، وقد بينت دراستي التي عملت عليها من 2013 إلى 2019 أن المرأة السعودية هي الأعلى نمواً من حيث انخراطها في سوق العمل مقارنة بـ 187 دولة، وهذا رقم مثبت إحصائياً واقتصادياً".
وأضافت: "أتى ذلك التغير بسبب وجود رؤيتنا رؤية 2030 وبسبب وجود العديد من المؤثرات، منها وجود المرأة في مجلس الشورى وتميزها في العديد من المجالات".
وانطلاقاً من إيمانها بدور المرأة وقدرتها على النجاح أكدت: "تستطيع المرأة اليوم أن تبرع وتبدع في هذا القطاع لكن يجب أن تتشجع أكثر وتنمي قدراتها في مجال المقاولات والتطوير العقاري".
وتابعت: "نطمح لوجود المرأة أكثر في مجال صناعة العقار، لا سيما في مجال بروبتك وهي التكنولوجيا العقارية، أيضاً وجودها في التطوير العقاري، وفي العمل الميداني في البناء والمقاولات، فاليوم دخول المرأة في العمل الميداني والمقاولات والتنفيذ هو قوة، فالمجال خصب لكنه مليء بالرجال، لذا يجب على المرأة أن تثبت وجودها واحترافيتها في العمل حتى تحقق أفضل النتائج إن شاء الله".
بيئة خصبة للتدريب

توجهت الرئيس التنفيذي لمؤسسة "الرياديون العالميون للتطوير العقاري" ببضعة نصائح للشباب والشابات الذين يرغبون بالعمل في هذا القطاع، قائلة: "على الشباب أن يهتموا أكثر بالتعليم التقني في المجال العقاري، لأن اليوم التكنولوجيا ستؤدي لخفض استخدام الوسيط الشخصي في المستقبل، لذا يجب ان يركزوا على استخدام الأدوات المتاحة وبناء منصات عالمية يستطيع أن يقرأها الصيني، والياباني، والهندي والناس من مختلف دول العالم، بحيث يستطيعون شراء عقار وهم في منازلهم ودولهم، من خلال المنصات العقارية المتاحة في المملكة، والتي يجب أن نعمل على تطويرها أيضاً"..
وتابعت حديثها بالقول: "اليوم توجد فرصة وفجوة يستطيع الشاب أن يدخل عبرها وتعلم اللغة الإنجليزية ولغات مختلفة كي يستطيع أن يجذب المستثمر الأجنبي في جميع المجالات العقارية، ورسالتي للشابات والشباب، في المملكة العربية السعودية، أن اليوم توجد لدينا ست مدن ذكية نطمح لزيادتها وتطويرها، وهذه المدن الذكية ما هي إلا جودة حياة، وأرض خصبة للعمل، وعلى الشباب والشابات المتوجهين للقطاع العقاري تحديد المجال الذي يبرعون فيه وأين يجدون أنفسهم أكثر في عملية تطوير هذه المدن الذكية، هل هو في التطوير العقاري، أو في الوساطة، أو في استقطاب الشركات الأجنبية"...
وأضافت: "عندما تحددون مجالكم حاولوا أن تأخذوا دورات معتمدة عالمية بلغات مختلفة حتى تستطيعوا أن تجاروا هذا التطور الذي حصلنا عليه من رؤيتنا 2030".
وتحدثت د. ريحان عن الدور الذي تلعبه هيئة العقار في دعم وتطوير هذا القطاع وتحفيز السعوديين والسعوديات على العمل فيه وأن يكونوا جزءاً من مسيرة النمو فيه، وقالت: "أتوقع أن مجال التدريب اليوم وبعد أن طرحته هيئة العقار بطريقة منظمة ومرتبة، جعل الشباب متحمسين جداً لتعلم تقنيات العقار، فهيئة العقار اليوم تعتبر بيئة خصبة للتدريب، وأنا كمدربة عقارية أجد أن الشباب يستطيعون تنمية قدراتهم أكثر من خلال الدورات التدريبية في المجال التطوير العقاري والتقييم العقاري وأيضا المجالات الدقيقة جداً ويجب أن نركز أيضا أكثر على التعليم التقني في هذا المجال".
اقرأوا أيضاً: سيدتي تواكب رؤية المملكة 2030 وتعتمد الخط السعودي في محتواها الرقمي
استقطاب المستثمر الأجنبي لتوطين صناعة العقار

أشارت رائدة الأعمال السعودية إلى دور القطاع الخاص في دعم هذه المسيرة، مستندة إلى تجربتها الخاصة في هذا القطاع قائلة: "نحن في شركة المملكة الدولية العقارية ومؤسسة الرياديون العالميون للتطوير العقاري، نحرص على أن نُسهم بشكل فعّال في استقطاب المستثمرين الأجانب الراغبين في دخول السوق السعودي الصناعي والعقاري".
واعتبرت أن هذا الدور يتجلى من خلال منهجية متكاملة تبدأ من الفكرة وتنتهي بالتنفيذ على أرض الواقع، وتشمل الخطوات التالية:
- التنسيق مع وزارة الاستثمار لتسهيل الإجراءات النظامية وتقديم التسهيلات اللازمة للمستثمر.
- التواصل مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية لتحديد نوع النشاط الصناعي ومجال الاستثمار الأنسب وفق احتياجات السوق المحلي.
- زيارة بنك التنمية الصناعية و ”مدن” لبحث آليات التمويل الصناعي ودعم المشاريع العقارية والصناعية.
- اختيار قطعة الأرض المناسبة ضمن المدن الصناعية، حيث توفر هيئة “مدن” أكثر من 36 مدينة صناعية موزعة استراتيجيًا في مختلف مناطق المملكة، مما يتيح خيارات واسعة للمستثمرين حسب نوع النشاط والموقع المستهدف.
- البحث عن الشريك المحلي المناسب لضمان التوافق الثقافي والعملي وتحقيق التكامل في تنفيذ المشروع.
وأضافت د. ريحان جمعة: "نعمل على بناء شراكات استراتيجية مع شركات تطوير عقاري عالمية، ونقدم حلولًا متكاملة تُمكّنها من دخول السوق السعودي بسلاسة وكفاءة. وجهودنا تشمل تسهيل دخول المستثمرين الأجانب عبر توفير بيئة أعمال مهيأة وتقديم الاستشارات القانونية والتجارية، ربط المشاريع العقارية الدولية بالمبادرات الوطنية مثل رؤية 2030، بما يعزز الاستدامة والتقنية، تقديم برامج تدريبية متقدمة لبناء قدرات محلية قادرة على إدارة وتطوير المشاريع بمعايير عالمية، وأيضاً دعم تطوير مجتمعات ذكية ومستدامة تتماشى مع طموحات المدن الكبرى مثل نيوم والدرعية والقدية..".
وختمت بالقول: "هذا النهج الشمولي يُسهم في تسريع عملية التوطين الصناعي للعقار داخل المملكة، ويعزز من جاذبية السوق السعودي كوجهة واعدة للاستثمار طويل المدى. استقطاب صناعة العقار العالمية إلى المملكة".
أخيراً، عناصر عديدة جعلت المرأة السعودية تتخطى مستهدفات الرؤية ، ليصبح العنوان الأبرز: المرأة السعودية في رؤية 2030 قيادة وتمكين، اقرأوا المزيد عبر موضوعاتنا عن المرأة والرؤية عبر موقع سيدتي.