من الطقوس الدينية والعادات الاجتماعية المرتبطة بعيد الأضحى، مشاركة الطعام والقيام بإعداد الولائم، وتكون لحوم الأضحية هي الطبق الرئيسي على منضدة الطعام، والتي يجتمع فيها الأهل والخلان، ورغم هذا الانشغال إلا أن الأم تظل حائرة ومشغولة بالرضيع وطفلها الأكبر، ونصيبهم من هذه اللحوم الشهية التي تعد بكل شكل ولون في عيد الأضحى المبارك.
ومن المعروف أن هناك أطعمة يفضل تقديمها للطفل مبكراً، وأخرى على الأم تأجيلها لعدة شهور؛ حرصاً على صحة الطفل، لهذا كان علينا استشارة خبيرة التغذية الدكتورة إسعاد تهامي للسؤال عن نصيب الطفل من اللحوم وأنواعها المناسبة له، ومتى يتناولها بلا مشاكل.
فوائد البروتين الحيواني للرضيع

زيادة وزن الطفل بصورة طبيعية؛ حيث يجب أن يُقدم له جرام ونصف الجرام لكل كيلو جرام من وزنه من البروتين، ويجب أن تهتم الأم بهذه المعادلة.
يقوم البروتين بدور كبير في تقدم صحة الطفل، حيث يساعد في عملية بناء أنسجة الجسم وتقوية الكتلة العضلية، وكذلك الجهاز المناعي لجسم الطفل الرضيع.
يفيد البروتين في محاربة مختلف الأمراض التي قد تواجه الطفل على مدار مراحله العمرية، والبروتين بأنواعه، حيوانياً أو نباتياً، يساعد على تزويد الجسم بالأحماض الأمينية، ومد الجسم بالطاقة.
يعمل البروتين كذلك على توصيل الأكسجين إلى مختلف أعضاء الجسم، كما يعمل على تقوية عضلة القلب وبناء باقي العضلات، وحماية الطفل من الإصابة بفقر الدم" الأنيميا".
ويوصف الكبد الحيواني؛ أي كبد البقر والخروف، للأطفال والكبار الذين يعانون من نقص فيتامين "د"، حيث يعد الكبد الحيواني من أهم مصادره، ولا ينطبق الأمر على كبد الدجاج والطيور.
6 أطعمة في مطبخك تزيد من وزن رضيعك هل تودين التعرف إليها؟
متى نقدم اللحوم الحمراء للرضيع؟

- يمكن أن نبدأ بتقديم اللحوم الحمراء للرضيع من عمر ستة أشهر؛ أي مع توقيت إدخال الطعام الصلب، وإذا كانت الأم قامت بإدخال الطعام الصلب منذ الشهر الرابع، فعليها الصبر حتى انتهاء الشهر السادس.
- لو كانت الأم قد بدأت بإدخال الطعام الصلب للطفل الرضيع منذ الشهر الرابع، فيجب تأجيل إدخال اللحوم الحمراء حتى الشهر السادس.
- يمكن تقديم اللحوم البيضاء، أي لحم الدجاج، منذ الشهر السادس أيضاً، وهناك أمهات يعتقدن أن تأخير إدخال اللحوم للرضيع يؤدي إلى أن يكره الرضيع جميع أنواع اللحوم، وهذا المعتقد غير صحيح، فالمهم هو طريقة وتوقيت التقديم.
أنواع اللحوم الحمراء وشروط تقديمها
تنقسم أنواع اللحوم الحيوانية في ولائم عيد الأضحى المبارك، إلى لحم بقري ولحم جملي ولحم الماعز والخراف، ولكن ابتعدي عن لحم الجمال بكل أنواعها وأعمارها للرضيع قبل بلوغ السنة، نظراً لصعوبة مضغه وجفافه؛ بجانب صعوبتها في البلع أيضاً، ما يسبب مشاكل للرضيع.
بينما لحم الأبقار والعجول فيمكن تقديمها للطفل الرضيع ابتداء من الشهر السادس، ويمكن البدء بتقديم قطعة مسلوقة جيداً ومهروسة مع الشوربة ودون إضافة الملح.
تأجيل تقديم لحم الخراف والماعز إلى بعد عمر السنة؛ لأن لحم الضأن دسم، ويحتوي على الدهون بكمية كبيرة، ويمكن أن تؤدي سعراته الحرارية العالية لمشاكل معوية هضمية.
الكبد المستخرج من الخراف والأبقار، يمكن تقديمه للطفل الرضيع بعد الشهر السادس، بشرط أن يكون طازجاً، ويمكن شواؤه؛ للحفاظ على قيمته الغذائية.
لكن أحشاء الخروف ورأس الخروف ولحمة اللسان، والأجزاء التي يحب الناس تناولها، فيمكن أن تقدم للطفل الرضيع متأخرة، أي بعد مرور سنواته الخمس الأولى.
نصيب الطفل من اللحوم بعد ستة الأشهر:

تغذية الطفل، خاصة في الشهور والسنوات الأولى، أمر مهم للغاية، ولكنه يسبب بعض الارتباك للأمهات؛ لاختيار نوع الطعام الذي سيقدم للطفل؛ خوفاً من أن يسبب مشاكل صحية للطفل عند تناوله في فترة مبكرة من حياته.
وبالنسبة لمعظم الأطفال، فإن حليب الثدي أو الحليب الصناعي سيوفر لهم جميع العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن التي يحتاجونها خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم.
متى يكون الطفل مستعداً لتناول اللحم؟

يتوقف الأمر على مدى تطور جسم الطفل ونموه، لدرجة أنه يُصبح جاهزاً للتعامل مع تعقيدات تناول الأطعمة الصلبة.
هو الوقت الذي لا يدفع فيه الطفل الطعام خارج فمه بلسانه، وعندما يتعلم التنسيق بين التنفس والبلع، وهنا يمكن للطفل الجلوس على كرسي عالٍ، ويكون قد تحكم فعلياً في حركة الرأس والرقبة.
اللحوم الأفضل للطفل
لحم البقر، لحم العجل، لحم الضأن، الماعز، الدجاج، أو الديك الرومي كلها لحوم صالحة للطفل.
الابتعاد بعامة عن تناول اللحوم الباردة والمصنعة؛ لأنها مليئة بالمواد الحافظة والمواد الكيميائية.
تجنب الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق، أما الأسماك المعتمدة للأطفال؛ فهي التونة الخفيفة المعلبة.
مع مراعاة ألا تقدمي اللحوم مقلية للأطفال، ولا تسخني اللحوم أكثر من مرة.
مخاطر الإفراط في تناول اللحم

- تناول بعض الأطفال اللحوم بكميات كبيرة، خاصة لحم الخراف، ما يجعلهم عرضة للتعب؛ حيث أثبتت بعض الدراسات العلمية أن إفراط الأطفال في تناولها، وتجاهل تناول الخضروات، يزيد من عدوانيتهم، وفرط حركتهم، إضافة إلى العصبية المبالغ فيها.
- مراعاة اتباع نظام غذائي صحي، يحتوي على الخضروات بجانب اللحم؛ لضمان الحصول على ما يحتاجه الجسم من فيتامينات ومعادن، والتي يؤدي نقصها في جسم الطفل إلى الشعور بالتوتر.
- تظهر على الأطفال الذين يتناولون كميات كبيرة من اللحوم العصبية بدرجة كبيرة، ويصبح من السهل جداً إغضاب أو إزعاج هؤلاء الأطفال الذين لا يتناولون أي خضروات مع اللحوم.
- يصعب على الطفل هضم لحوم الخراف؛ حيث تمثل تحدياً كبيراً لجسم الطفل عند تناولها؛ بسبب احتوائها على كميات كبيرة من الدهون المشبعة، والتي يصعب على معدة الطفل امتصاصها بالأمعاء أيضاً.
- تناول الطفل لكميات كبيرة من الكبد، يسبب ترسب الدهون بها، وهو ما يطلق عليها الكبد الدهني للأطفال، كما أن لحوم الخراف تزيد العبء على كليتي الطفل؛ نتيجة صعوبة العمل على التخلص من دهونها، والإكثار من تناول لحم الضأن يسبب زيادة وزن الطفل.
- عدم الإفراط في تناول كبد الضأن والمخ؛ لاحتوائهما على نسب عالية من الدهون والكولسترول، خاصة من يعانون من التهابات الكبد الفيروسية، واضطرابات الجهاز الهضمي.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.