يُشير مفهوم الرفاهية في مكان العمل إلى الحالة العامة للصحة البدنية والنفسية والعقلية للموظفين في بيئة العمل، يتجاوز هذا المفهوم مجرد غياب المرض؛ ليشمل عوامل مثل: الرضا الوظيفي، والتوازن بين العمل والحياة والبيئة المادية، والدعم الاجتماعي والنفسي المتاح في العمل.
واليوم باتت رفاهية مكان العمل ضرورة وليست ترفاً لأي منظمة تسعى إلى الحفاظ على قدرتها التنافسية واستدامتها، حيث يُسهم الاستثمار في رفاهية الموظفين في خلق بيئات عمل أكثر صحة وإنتاجية، ويعزز سمعة الشركة، ويقلل التكاليف المرتبطة بالتغيب وانخفاض الإنتاجية.
عبر السطور القادمة، نتطرق إلى بعض الإستراتيجيات والخطوات المساعدة على تحسين رفاهية الموظفين في مكان العمل، نقلاً عن مختصة، وموقع إلكتروني شهير.
ثلاثة أسئلة لتحسين رفاهية العمل
زينة بنت عبدالرحمن العمر، مختصة في التطوير المهني، أشارت إلى ثلاثة أسئلة موجزة، ومساهمة على تحليل الوضع الراهن في الشركة، حيث يجب على روّاد الأعمال والقيادات المسؤولة في المنشأة طرحها، والإجابة عنها، وهي:
- كيف تقيم رفاهية موظفيك حالياً؟ هل تستفيد من الأدوات المستندة على البيانات أم من التغذية الراجعة؟
- ما الخطوات التي تتخذها لتقليل مخاطر الصحة النفسية بشكل استباقي؟ هل هناك اختبارات منتظمة؟ أم تعتمد على برامج مساعدة الموظفين؟
- هل مديروك مجهزون لدعم الصحة النفسية للفريق؟ هل قمت بتدريبهم وتأهيلهم للتعرف إلى علامات الإرهاق أو القلق أو التغييرات النفسية؟
خطوات رئيسية لتطوير برنامج الرفاهية في مكان العمل
"Esade" جامعة للأعمال والمحاماة الإسبانية، استعرضت بعض الخطوات المهمة لتطوير برنامج مختص يعزز الرفاهية في مكان العمل، في الآتي:
التقييم الأولي
إجراء تقييم للوضع الراهن لرفاهية الموظفين داخل المؤسسة، وتشمل هذه العملية إجراء استطلاعات رأي، ومقابلات، وتحليل بيانات صحية.
أهداف واضحة
تحديد أهداف قابلة للقياس تُوجّه عمل البرنامج، ويجب أن تتوافق هذه الأهداف مع قيم المؤسسة وثقافتها.
مشاركة الموظفين
إشراك الموظفين بفعالية في تخطيط وتنفيذ البرنامج، وهذا يضمن تلبية المبادرات للاحتياجات الفعلية ويعزز مشاركتهم.
أنشطة متنوعة
تقديم مجموعة متنوعة من الأنشطة والموارد التي تعالج جوانب مختلفة من الرفاهية، من الصحة البدنية إلى التنمية الشخصية وإدارة الإجهاد.
المراقبة والتعديل
مراقبة أثر البرنامج باستمرار، وإجراء التعديلات اللازمة، فهذا يضمن استمرار البرنامج وفعاليته لكل من الموظفين والمؤسسة.
اطلعوا أيضاً على طرق التخلص من الإنتاجية السامة
مبادرات لتحسين رفاهية العمل
كما ذكر موقع الجامعة الإسبانية بعض المبادرات والأنشطة التي تُعنى بالصحة البدنية والنفسية، والعمل الجماعي، والتوازن بين العمل والحياة، أبرزها:
برامج اللياقة البدنية
تشجيع النشاط البدني؛ من خلال اليوجا أو البيلاتس أو الصالات الرياضية الموجودة في الموقع، أو عضوية الصالات الرياضية؛ لتحسين الصحة البدنية وتقليل التوتر وتعزيز مستويات الطاقة، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية.
ورش عمل إدارة الإجهاد
توفير تقنيات مثل اليقظة والتأمل والعلاج السلوكي المعرفي؛ لمنع الإرهاق وتحسين الصحة العقلية عموماً.
أنشطة بناء الفريق
تنظيم لقاءات الشركات، أو تحديات غرف الهروب، أو المسابقات الرياضية؛ لتعزيز التعاون وتقوية العلاقات في مكان العمل.
خيارات العمل المرنة
توفير جداول زمنية مرنة أو فرص عمل عن بُعد؛ لمساعدة الموظفين على تحقيق التوازن بين مسؤوليات العمل والمسؤوليات الشخصية، وتعزيز الرضا والاحتفاظ بالموظفين.
تدريب المهارات الشخصية
توفير التدريب على التواصل والذكاء العاطفي وحلّ النزاعات؛ لتحقيق النمو المهني والشخصي، كذلك ينبغي على الشركة ضمان حصول موظفيها على خدمات الدعم النفسي، سواءً كانت حضورية أو افتراضية، وهذا التزامٌ بالارتقاء المهني.
تعرفوا أيضاً إلى: المهارات الناعمة الخاصة برائد الأعمال وصفاته.
