الاهتمام بالمشاعر هو إظهار الرعاية والتقدير للأحاسيس والمشاعر الداخلية للشريك، وهو لغة الحب والتواصل الحقيقي بين الزوجين، وهو اللغة الصامتة التي تعبر عن أعمق المشاعر وأصدق النوايا، فخلف الاهتمام تختبئ كل معاني الحب، وينبغي على الزوج الذي لا يهتم بمشاعر زوجته أن يعلم إن الاهتمام لا يكلف شيئاً، ولكنّه يعني الكثير، فهو أساس بناء علاقات صحية وسعيدة، ومستقرة. بالسياق الآتي " سيدتي" التقت استشاري العلاقات الأسرية د. ليلي السعدني في حوار مثمر يخبرك كل التفاصيل حول كيفية التصرف مع الزوج الذي لا يهتم بمشاعرك، ودليلك للتعامل الذكي معه نحو حياة أكثر سعادة.
الاهتمام بالمشاعر يعزز العلاقة الزوجية

تقول استشاري العلاقات الأسرية د. ليلي السعدني لسيدتي: إن الاهتمام بالمشاعر هو عين المحبة، وهو يعزز العلاقة الزوجية ويجعلها أكثر متانة واستقرارًا، وأن التعامل مع الزوج الذي لا يهتم بمشاعر زوجته يتطلب حكمة وصبرًا، فمن الضروري أولاً فهم أسباب هذا السلوك، سواء كان طبيعة شخصيته أو أسباب أخرى، وبعد ذلك، يمكنها اتباع عدة طرق لتعزيز الاهتمام مثل التواصل الفعال، وتجنب الروتين، وقضاء وقت ممتع معًا، والبحث عن طرق لتجديد العلاقة والتعبير عن المشاعر، وتقديم الدعم والتشجيع والتقدير والاحترام لأفعاله الإيجابية، قد يكون من المفيد اللجوء إلى استشارة زوجية.
خطوات للتعامل الذكي مع الزوج الذي لا يهتم بمشاعري
تقول د. ليلي السعدني للتعامل الذكي مع الزوج الذي لا يهتم بمشاعر زوجته، من الضروري فهم سبب إهماله والعمل على تحسين العلاقة من خلال التواصل المفتوح، والاهتمام المتبادل، وتقديم الدعم والتشجيع، واحترام المساحة الخاصة، وطلب المساعدة المختصة إذا لزم الأمر، وللتعامل الذكي إليك الخطوات الآتية:
فهم الأسباب
للتعامل الذكي مع زوج لايهتم بمشاعر زوجته، افهمي أسباب إهماله أولاً من خلال الحوار الهادئ، لفهم وجهة نظره ومشاعره، فقد يكون الإهمال ناتجًا عن ضغوط نفسية أو مشاكل في العمل، أو روتين ممل، أو ليس بسببك مباشرةً، ثم عبري عن مشاعرك ومخاوفك بأسلوب مباشر وواضح، لكن دون توجيه اتهامات أو لوم له، لتتجنبي زيادة المشكلة وشجعي السلوك الإيجابي بتقديرك لجهوده، وابتكري أساليب جديدة لإعادة الحيوية للعلاقة، مع الحفاظ على مساحة خاصة لكل منكما، وعدم السماح بإهانة أو تقليل من شأنك، واستمعي له بتركيز لفهم احتياجاته ورغباته، وحاولي معرفة الأسباب الكامنة وراء إهماله لمشاعرك.
التواصل المفتوح
للتعامل بذكاء مع الزوج الذي لا يهتم بمشاعر زوجته، لابد من البدء بالتواصل المفتوح والهادئ، مع التركيز على المشاعر بدلًا من اللوم، ومحاولة فهم أسباب هذا الإهمال، بل لابد من الطلب منه المشاركة في أنشطة تعيد الحماس للعلاقة، لذا لابد أن تكوني مبتكرة، وتظهري تقديرك للأشياء الإيجابية الصغيرة، وأن تحافظي على اهتمامك بنفسكِ وبتطوير حياتكِ الشخصية، وتخصيص وقت لنفسكِ، كما يجب عليك التعبير عن مشاعرك بصدق ووضوح، واشرحي له كيف يؤثر إهماله عليك، وأنكِ بحاجة إلى اهتمامه ومشاركته، مع تجنب النقد والاتهامات، والتركيز على التعبير عن احتياجاتك العاطفية.
قد ترغبين في التعرُّف إلى: أهمية الحوار بين الزوجين
إعادة بناء العلاقة

لإعادة بناء العلاقة مع الزوج الذي لا يهتم بمشاعر زوجته، جددي من العلاقة من خلال تنظيم أوقات خاصة ونشاطات مشتركة تعيد الحماس إلى العلاقة، مثل تنظيم أوقات خاصة أو الخروج في مواعيد رومانسية، وركزي على الجوانب الإيجابية في العلاقة، وعبّري عن مشاعرك واحتياجاتك بلغة "أنا"، وكوني مستقلة واهتمي بنفسك، وقدمي اقتراحات محددة بدلًا من الشكوى، وإذا استمر الإهمال، فاطلبي الاستشارة من متخصصة.
الصبر والمثابرة
للتعامل مع الزوج الذي لايهتم بمشاعر زوجته، عليكِ بالمصارحة الهادئة، وتحديد الأوقات المناسبة للنقاش، والصبر والمثابرة في تغيير سلوكياته بشكل تدريجي، وتقديرجهوده ولو كانت بسيطة، مع تجنب السلبية وترك مساحة شخصية له، وتذكري أن بناء أي علاقة صحية يتطلب وقتًا وجهدًا، فتغيير سلوكيات الزوج قد يستغرق وقتًا، لذا تحلي بالصبر والمثابرة، ولا تتوقعي تغييراً سريعًا في محاولاتك لإصلاح العلاقة.
التجاهل الإيجابي
ركزي على نفسك واهتمي بصحتك النفسية والجسدية، وخصصي وقتًا لأنشطتك وهواياتك، وقدمي له الدعم إذا كان يمر بظروف صعبة، وحاولي استعادة الاهتمام المتبادل بينكما، مع وضع حدود واضحة لضمان احترامكما لبعضكما البعض، وإذا كان التجاهل هو الأسلوب الذي يستخدمه زوجك، يمكنكِ محاولة تجاهله بالمثل، مع الحفاظ على حدود العلاقة وعدم الإفراط في ذلك.
تقديم الدعم والتشجيع
للتعامل مع الزوج الذي لا يهتم بمشاعر زوجته أظهري له التقدير، وتقديم الدعم والتشجيع في أوقات الضغط، وإظهار الامتنان مع تقدّير أي إيجابيات يقوم بها، مهما كانت صغيرة، فالتقدير المتبادل يعزز العلاقة ويشجع الطرف الآخر على تقديم المزيد، وقدمي له الدعم والتشجيع لزيادة ثقته بنفسه وتحمله للمسؤولية.
قد ترغبين في التعرف إلى: أسباب تجاهل الزوج لزوجته؟ حلول فعَّالة لعلاج البرود
أظهري له الحب والاحترام دائمًا
للتعامل مع الزوج الذي لايهتم بمشاعر زوجته، لابد من تجنب المواجهات السلبية، والتعبير عن مشاعرك تجاهه بصدق، والتركيز على ما يسعده، وتخصيص وقت له ولنفسك، والبحث عن الاهتمام والحب من مصادر أخرى بشكل صحي، وعدم إهمال مشاعرك الشخصية أو الرضا عن علاقة لا تلبي احتياجاتك، وساعديه على اكتشاف مشاعره واجعليه يشعر بالراحة عند مشاركتها معك، ففي العديد من المواقف مثل هذه، قد يحاول الرجال إخفاء التعاسة التي تحدث تحت السطح، وقد لا يكون لهذه التعاسة أي علاقة بك أو بزواجكما، تعرفي على سبب سلوك زوجك غير الحساس، فيمكن أن يكون العمل، والأصدقاء، والأسرة، وانعدام الثقة بالنفس هما السبب.
تغيير طريقة التفكير
للتعامل بذكاء مع الزوج الذي لا يهتم بمشاعر زوجته، لابد من تغييّر طريقة التفكير الخاصة بك بالتركيز على فهم احتياجاته، وتقديم الدعم والثقة، إلي جانب تحسين التواصل عبر الحوار المفتوح والبحث عن حلول وسط، والاهتمام بنفسك نفسياً وجسدياً، فهذا سيساعد في تقوية العلاقة وإعادة الاهتمام، وفي بعض الأحيان يكون سبب عدم اهتمام الزوج وإهماله لزوجته، هو أسلوبها الحاد في الحديث وعبوسها الدائم وميلها للأفكار السلبية، لذا ينبغي على الزوجة أن تجعل تواصلها مع زوجها فرصة للتعبير عن المشاعر الإيجابية، للحد من أي خلافات موجودة وللتقليل من المشاعر السلبية، ولاستعادة اهتمام الزوج.
احترام المساحة الخاصة
للتعامل بذكاء مع الزوج الذي لا يهتم بمشاعر زوجته ، لابد من إعطائه المساحة الخاصة به، و يجب عليكِ البدء بالتواصل الهادئ والواضح، مع التركيز على التعبير عن مشاعرك الخاصة باستخدام عبارات "أنا أشعر، فالمساحة الشخصية هي عبارة عن المنطقة التي تحيط بالزوج، ويعتبرها ملكًا له من الناحية النفسية، فعلى الزوجة احترام سره، وعدم محاولة التجسس عليه واحترام ما يخفيه، واحترام خصوصيته وخلوته وصمته، وألا تحاصره بالأسئلة والطلبات، فهكذا ستعطيه الوقت لافتقادها والاهتمام بها حتى لا يشعر بأنه مجبر على ذلك، لذلك على الزوجة الذكية منح زوجها مساحته الشخصية الخاصة، وعدم الضغط عليه باستمرار، فترك مساحة ضروري لنجاح أي علاقة.
والرابط التالي يعرفك إلى: واجبات الزوج تجاه زوجته.. وأفكار مثالية لحياة هادئة
إنهاء أي خلافات
للتعامل الذكي مع الزوج الذي لا يهتم بمشاعر زوجته، لا يكفي إنهاء التوترات والخلافات بل يجب فهم أسباب الإهمال، والتواصل بوضوح ولطف، مع تفادي اللوم والانتقاد المباشر، وتحديد احتياجاتك بصدق، ولابدّ من محاولة إنهاء أي مشكلات قد تؤثر على انحدار العلاقة بينكما، بل اسعي لمحاولة إيجاد حلول لتلك الصراعات والتوترات الموجودة بينهما بشكل إيجابي، بل والتغلب على الروتين والصمت، الذي يأتي بعد الخصام، وعدم انتظار مرور وقت طويل، بل جعل الاهتمام هو لغة الحوار بين الزوجين.
لا تكثري من الشكوى

للتعامل بذكاء مع الزوج الذي لا يهتم بمشاعر زوجته، قللي من الشكوى المستمرة من إهماله، فقد يؤدي ذلك إلى نفوره، وركزي على التواصل الإيجابي باختيار الوقت المناسب للحديث، التعبير عن مشاعرك بـ"أنا" بدلًا من "أنت"، والتركيز على حلول مشتركة اهتمي أيضًا بالاستماع له لفهم احتياجاته، وإظهار تقديرك لجهوده، وتجنبي الانتقاد المباشر لفتح مجال للحوار.
التغافل عن الأخطاء
للتعامل الذكي مع الزوج الذي لا يهتم بمشاعر زوجته، يمكنكِ اتباع نهج يجمع بين التغافل عن أخطائه الصغيرة، ووضع حدود واضحة في نفس الوقت، فالتغافل عن الأخطاء ليس تأكيداً للخطأ، أوعدم الاهتمام به، بل هو الحكمة، فالمرأة الذكية والحكيمة لا تلجأ للعتاب واللوم باستمرار، ولاشك أن العتاب هو دليل على محبة الزوجة لزوجها، إلا أن أسلوبها المستخدم وكثرة العتاب لزوجها يجعله ينفر منها، فعلى الزوجة تجنب العتاب واللوم لزوجها، والتغافل والتسامح عن الأخطاء.
ابتعدي عن المقارنة
للتعامل بذكاء مع الزوج الذي لا يهتم بمشاعر زوجته، لابد من التركيز على التواصل المباشر لإيصال احتياجاتك، ولابد أن تتجنبي المقارنات السلبية والتصرفات المنفعلة، فلا تقارني حياتك الزوجية بحياة الآخرين، فلكل علاقة ظروفها الخاصة، وقد يؤدي ذلك إلى مشاعر سلبية وزيادة الشعور بالإحباط وعدم الرضا.
طلب المساعدة
للتعامل بذكاء مع الزوج الذي لا يهتم بمشاعرك، وإذا استمر هذا التجاهل، وإذا لم تنجح محاولاتك، فاطلبي مساعدة من استشاري أسري أو نفسي، ولا تترددي في طلب المساعدة، فيمكن للاستشاري أن يساعدكما على تحسين التواصل وفهم احتياجات بعضكما البعض.
ونحو المزيد من ذات السياق تابعي الرابط لتعرفي الإجابة على السؤال التالي: كيف أتعامل مع زوجي الذي لا يهتم بي؟