عزيزي الموظف: في ممرات المكاتب، لا تسير الملفات وحدها، بل تسير الكلمات أيضاً. بعضها يمر خفيفاً كالسلام، وبعضها يثقل الأجواء ويزرع التوتر. تلك هي النميمة. قد تبدو مجرد أحاديث جانبية، لكنها قادرة على تحويل بيئة العمل إلى ساحة مليئة بالريبة وفقدان الثقة. والسؤال الأهم: كيف يواجه الموظف هذه الظاهرة دون أن يدخل في صدام مباشر أو يتحول إلى جزء من المشكلة؟ تقدم الخبيرة والمدربة الشخصية للحياة - Life Coach، الأستاذة أبرار عماد الإجابات عن ذلك.
كيف تواجه النميمة في المكتب دون صدام؟
قوة الصمت الواعي
الصمت في مواجهة القيل والقال ليس فقط وسيلة لتجنب المشاكل، بل هو أداة ذكية تمنحك سيطرة كاملة على الموقف. كل كلمة قد تلتقطها العيون والآذان وتتحول لاحقاً إلى حديث جانبي عنك، بينما الصمت الواعي يضعك فوق هذا الدوامة. الابتسامة الهادئة أو تحويل مجرى النقاش يرسل رسالة قوية، تُظهر أنك شخص متزن، ناضج، يعرف متى يتكلم ومتى يحمي نفسه. الصمت هنا ليس فراغاً، بل مساحة لبناء الاحترام وتأكيد شخصيتك القوية بهدوء.
كن قائداً، واكتشف: 4 أسئلة يطرحها المدير الناجح دائماً.. هل تعرف الإجابات؟
تحويل الحديث الذكي
مهارة توجيه الحوار هي فن بحد ذاته. عندما يتحول النقاش إلى نميمة أو انتقاد الغائبين، بادر بإعادة توجيه الحديث نحو شيء إيجابي ومفيد. يمكنك أن تطرح سؤالاً عن مشروع جديد، تتحدث عن خبر عام ملهم، أو تشارك موقفاً طريفاً يخلق جواً من الضحك. هذا التصرف لا يوقف الحديث السلبي فقط، بل يوضح للآخرين أنك صاحب حضور إيجابي قادر على إدارة النقاش بهدوء وذكاء، ويترك انطباعاً دائماً بأنك قائد لطيف للحوار.
لغة الجسد الصامتة
أحياناً يكفي أن تقول شيئاً بدون أن تتكلم حرفياً. لغة جسدك، مثل النظر بعيداً، التركيز على العمل، أو حتى تعبير وجه هادئ بلا اهتمام، تنقل رسالة أقوى من أي كلمات. هذه الطريقة تمنحك القدرة على رفض المشاركة في الأحاديث السلبية بهدوء، وتحافظ على هدوء الجو من حولك. كل حركة صامتة تصبح رسالة واضحة للآخرين: "أنا غير معني بهذا النوع من الحديث"، دون الحاجة لمواجهة مباشرة أو توتر قد ينشأ بين الزملاء.
اللطف يحمي
الرد اللطيف هو أقوى من الرد العدائي في كثير من الأحيان. عندما يحاول أحدهم جرّك للحديث عن الآخرين، استخدم جملة قصيرة مثل: ربما الأفضل أن نسأله مباشرة. هذه الكلمات توقف تدفق الحديث السلبي بهدوء، وتحميك من الانجراف في نقاشات غير مجدية. الأسلوب اللبق يظهر قوة شخصيتك وقدرتك على وضع حدود واضحة بطريقة ذكية، ويترك للآخرين انطباعاً بأنك شخص محترم، حكيم، وقادر على إدارة المواقف الصعبة دون خلق صدام أو خلاف.
قدوة الشفافية الصادقة
الشفافية والصدق ليسا مجرد كلمات تُقال، بل أسلوب حياة يفرض احترامك ويقلل من احتمالية أن تصبح مادة للنميمة. عندما تتحدث بصراحة أمام الجميع، وتعبر عن رأيك بطريقة متزنة، يتعلم الزملاء أن يحترموا موقفك، حتى لو لم يتفقوا مع كل ما تقول. النزاهة تمنحك قوةً لا يُستهان بها، فهي درع يقيك من السلبية والشائعات، ويجعل الآخرين يحسبون ألف حساب قبل الحديث عنك في غيابك، ويعزز مكانتك كشخص يُعتمد عليه ويُقدّر على مستوى الفريق بأكمله.
انشغال بالنجاح العملي
النميمة تزدهر عندما يكون هناك فراغ، لكنها تذبل أمام الشخص الذي يركز على عمله وإنجازاته. كلما ركزت على مشاريعك، تطوير مهاراتك، وتحقيق أهدافك، قلت فرص استدراجك إلى أحاديث جانبية غير مفيدة. إنجازاتك تتحدث عنك بصوت أعلى من أي كلام خلف ظهرك، فهي تثبت أنك أكبر من الانشغال في ما لا ينفع. الانشغال بالنجاح العملي لا يحميك فقط من النميمة، بل يعكس صورتك كشخص محترف، ملتزم، وذو قيمة عالية، ويجعل الزملاء ينظرون إليك باحترام وإعجاب.
صحتك في خطر: أخطر 5 أمراض تُهدد الموظف في العمل المكتبي
