mena-gmtdmp

لماذا تختلف العلاقة بين الزوجين بعد الزواج؟

زوج يقف مقطبا حاجبيه والزوجة تضع يديها أسفل ذقنها
زوج يقف مقطباً والزوجة تضع يديها أسفل ذقنها فبعد الزواج تتغير شخصيات الزوجين - المصدر: freepik by wayhomestudio

قد تختلف العلاقة بعد الزواج؛ حيث يتحول الحب من مرحلة الشغف الأوَّلي إلى ارتباط أعمق وأكثر استقراراً ومبني على الثقة، وبسبب تغير الظروف والأدوار تتغير الحياة من التركيز على الذات إلى المسؤولية المشتركة، وتتغير الأهداف والأولويات؛ حيث تصبح الأسرة هي الاهتمام الرئيسي، وتتغير الديناميكيات الاجتماعية مع تراجع الأصدقاء والأهل لصالح العلاقة الجديدة، كما قد تزداد المسؤوليات والضغوط.

بعد الزواج تتغير شخصيات الزوجين

زوجة تقف بعيداً عن زوجها ويبدو بينهما خلاف حيث تتغير شخصيات الشريكين وأفكارهما - المصدر: freepik.


تقول صفاء ثابت استشاري العلاقات الأسرية بالتأكيد إن العلاقة بعد الزواج تختلف عن ما قبل الزواج، فقد تتغير شخصيات الشريكين وأفكارهما، فينتقل الحب من عاطفة مؤقتة ومشتعلة إلى حب عميق، يتضمن العطاء والمسؤولية والعمل المشترك، وأيضاً قد تختلف طريقة تعاملهم مع الأشخاص من حولهم؛ لتشمل مسؤوليات جديدة، وتحديات أكبر مثل الاختلافات الفكرية والمالية، والانتقال من الاعتماد على الذات إلى بناء أسرة جديدة؛ حيث يزداد معدل المسؤوليات الملقاة على عاتق كل طرف في العلاقة، ولا شك أن الاختلافات والتغيرات التي تطرأ على العلاقات الاجتماعية بعد الزواج طبيعية ومتوقعة، فقد يكون لدى الزوجين توقعات مختلفة عن بعضهما البعض حول الحياة الزوجية.
والرابط التالي يعرفك المزيد عن: أمور تتغير في حياتك بعد الزواج

أسباب اختلاف العلاقة بعد الزواج

تقول صفاء ثابت إنه قد تتعدد أسباب اختلاف العلاقة بعد الزواج، وتشمل الخلافات المالية، واختلاف القيم والأهداف، أو اختلافات في الرؤى المستقبلية، أو الطموحات، أو القيم الدينية والثقافية، مما قد يؤدي ذلك إلى تباعد بين الزوجين ومن تلك الاختلافات:

التحول في طبيعة العلاقة

قد يتحول الحب العاطفي بعد الزواج من شغف رومانسي إلى ارتباط عميق؛ ليصبح حباً ناضجاً وأكثر استقراراً، مبنياً على الثقة والاحترام المتبادل والمسؤولية المشتركة، وتشمل هذه التغييرات تحديات مثل الشعور بالملل والروتين، والمسؤوليات الجديدة، أيضاً قد تؤدي التغيرات في الأدوار والمسؤوليات بعد الزواج، خاصةً مع الإنجاب، إلى تغيير في طبيعة العلاقة، وهذا يتطلب رعاية مستمرة من خلال الاهتمام والتقدير.

زيادة المسؤوليات

تنتقل المسؤوليات من فردية إلى مشتركة؛ حيث يتحول التركيز من الفرد إلى الأسرة، وتصبح هناك مسؤوليات جديدة مثل إدارة المنزل ورعاية الأطفال، مما قد يخلق توترات وخلافات حول توزيع المهام، وأيضاً تراكم الأعباء والمسؤوليات يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والإجهاد النفسي لدى كلا الزوجين، مما قد يؤثر سلباً على العلاقة، ويتطلب من الزوجين التعاون في إدارة الحياة اليومية، بما في ذلك الأمور المالية.

التعرض للتحديات المحتملة

الخلاف بعد الزواج
بعد الزواج يكون لدى الزوجين توقعات مختلفة عن بعضهما البعض لا تتوافق مع توقعاتهما قبل الزواج 


قد يؤدي الاختلاف في البيئة والتربية للزوجين وثقافتهما وأفكارهما إلى خلافات، خاصة عند بداية الزواج بسبب الاحتكاك المباشر والتعرف إلى طباع كل طرف، وقد يؤدي أيضاً اختلاف الروتين اليومي وزيادة المسؤوليات إلى الشعور بالملل أو التوتر وصعوبة التركيز، وأيضاً قد تظهر اختلافات في الأهداف المستقبلية بين الزوجين، وقد يواجه الزوجين مسؤوليات جديدة وضغوطاً حياتية قد تكون مربكة ومفاجِئة، خاصة إذا لم يكونا مستعدين لها، مما قد يؤثر على نفسيتهما، خاصة في حال وجود فرق كبير في العمر، مثل الرغبة في إنجاب أطفال أو خطط التقاعد.

الاختلافات في الطباع والتوقعات

بسبب ظهور الطباع والتوقعات الحقيقية لكل شريك، والتوقعات غير المتطابقة حول أدوار ومسؤوليات كل منهما، والتي قد تختلف عن التصور المسبق، مثل الأمور المالية والمهام المنزلية؛ حيث يمكن لهذه الاختلافات أن تتحول إلى تحديات بسبب اختلاف العادات، أو قد يكون أحد الشريكين رومانسياً بطبعه ويحب التعبير بالكلام، بينما يكون الآخر عملياً ويحتاج إلى التعبير بالأفعال، وقد يختلفان أيضاً في نمط التنظيم أو الهدوء والعصبية، لذلك غالباً ما تحدث خلافات في بداية الزواج بسبب الاختلاف في طباع الزوجين وتوقعاتهما، لكنها قد تكون فرصة للتعلم المتبادل إذا تم التعامل معها بشكل بنَّاء.
ويمكنك التعرف إلى: كيفية التعامل مع الزوج كثير الانتقاد دون تصعيد الخلافات

الديناميكيات الاجتماعية

تتغير ديناميكيات العلاقة بعد الزواج اجتماعياً بشكل واضح، فغالباً ما يصبح الشريكان محور الحياة الاجتماعية، مما قد يؤثر على صداقاتهما وعلاقاتهما الأسرية الأخرى، فقد تنتقل الأولويات من الأنشطة الفردية إلى بناء حياة مشتركة، مما قد يقلل من الوقت المتاح للأصدقاء والعائلة، فتتغير الصداقات والتفاعلات الاجتماعية؛ حيث يميل الأزواج لقضاء وقت أطول معاً وتكوين دوائر اجتماعية جديدة مع أزواج آخرين، وقد يقل التواصل مع الأهل والأصدقاء، بينما قد نجد النساء يمِلن إلى الحفاظ على علاقات قوية مع العائلة والأصدقاء، ويشاركن بشكل أكبر في الأنشطة المجتمعية، فيمكن أن يؤدي الاختلاف في الشخصيات الاجتماعية سواء منغلقاً أو منفتحاً أو في الأدوار الاجتماعية إلى مشكلات زوجية إذا لم يكن هناك توازن أو مرونة.

المسؤوليات والضغوط

تشمل هذه الضغوط إدارة الشؤون المالية والأسرية، وتتطلب من كل طرف تحمل أعباء جديدة لم يكن مسؤولاً عنها من قبل، كما أن ضغوط الحياة اليومية، مثل تكاليف المعيشة، وتقسيم الأعمال المنزلية، والتوفيق بين أهداف الحياة، يمكن أن يؤثر سلباً على المشاعر الأولية؛ حيث تزيد ضغوط الحياة والمسؤوليات الجديدة من احتمال الشعور بالتوتر والانفعال لدى الزوجين، مما يؤثر على الحياة اليومية.

اختلاف الشخصيات

اختلاف الشخصيات يؤثر بشكل كبير على العلاقة بعد الزواج، فقد يؤدي إلى خلافات بسبب اختلاف أنماط التفكير والطباع، وإذا تم تجاهل هذه الاختلافات أو لم يتم التعامل معها بحرص وبحوار راقٍ، بالتأكيد سيؤدي إلى صعوبة في التفاهم وتراكم الخلافات بين الزوجين.

الثقة والدعم

تتأثر العلاقة بعد الزواج بعدة جوانب تتعلق بالثقة والدعم، أهمها التحديات التي تواجه بناء الثقة مثل الخلافات والخيانة، والتي تعد من أهم التحديات التي تدمر الثقة بين الزوجين بشكل مباشر، وتتطلب وقتاً وجهداً كبيرين لإعادة بنائها، وكيفية التعامل معها من خلال التواصل المفتوح والصادق، والاعتراف بالمسؤولية، وقد تتزايد الثقة والدعم المتبادل بين الزوجين مع استقرار العلاقة، وأيضاً نجد أن الخبرات السلبية السابقة قد تؤثر على قدرة الزوجين على بناء الثقة من البداية، وقد يؤدي انقطاع التواصل المستمر إلى سوء الفهم وضعف الثقة بين الزوجين.
والرابط التالي يعرفك أكثر كيفية التعامل مع التغييرات الكبيرة في الحياة الزوجية