بات الذكاء الاصطناعي شريكاً أساسياً في عالم ريادة الأعمال، لأنه تمكن من اختصار الكثير من الجهد وساهم في تطوير نماذج التسويق التقليدية، حتى أن خبراء السوق يقولون إن الذكاء الاصطناعي هو ركيزة الانتشار لأية علامة تجارية راهناً.
وأوضحوا أن العلامة التجارية يمكن أن تصل إلى الجمهور المستخدم من خلال أدوات بسيطة، مثل "ريل" على إنستغرام، أو فاصل في بودكاست، أو من خلال ملخص يقدمه الذكاء الاصطناعي، وهذه الخطوة قد لا تضمن أن يزور الجمهور موقعكم ولكنها تصنع الفرق من خلال زرع الثقة والتأسيس لصورة ذهنية تترسخ في الوعي الجمعي.
كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في التسويق؟

وفقاً لتقرير حديث لموقع YouScan، باتت الحملات التي تركز على الوعي بالعلامة التجارية أكثر أهمية من أي وقت مضى، خصوصاً فيما يُعرف بعصر “البحث بلا نقرات” حيث تجيب نماذج الذكاء الاصطناعي على أسئلة المستخدمين مباشرة من دون أن يضغطوا على أي رابط.
ما هي استراتيجية "البحث بلا نقرات"؟
ولمزيد من التوضيح تحدث خبراء في التقرير السابق ذكره عن أهمية أن تظهر العلامة التجارية في ملخصات الذكاء الاصطناعي، حتى وإن لن تضمن أن الجمهور سيذهب للموقع ويقوم بزيارة تفاعلية.
وهنا يؤكد الخبراء على أهمية أن يتذكر المستخدم اسم علامتك عندما يسأل الذكاء الاصطناعي عن منتج أو خدمة في مجالك. وبحسب الموقع تتجه هذه الاستراتيجية من خلال ظهور العلامة التجارية بشكل مكثف من خلال فيديوهات ومقالات وتقييمات المستخدمين، والبودكاست، بهذه الطريقة تتعامل روبوتات الذكاء الاصطناعي مع العلامة باعتبارها علامة مهمة من ثم يكرر ظهورها. لذا أصبح الوعي بالعلامة التجارية هو بوابة الظهور في إجابات الذكاء الاصطناعي.
أمثلة على علامات حققت طفرة بالذكاء الاصطناعي

ذكر تقرير لمنصة Social Listening مجموعة من التجارب الحقيقية لشركات وعلامات حققت طفرات في التسويق بفضل الذكاء الاصطناعي، مثل:
فورد تختار الواقع المعزز بديل الإعلان
ذهبت شركة فورد العالمية إلى استخدام الواقع المعزز المتوفر على تطبيق "تيك توك" حيث أتاحت للمستخدمين إدراج نموذج ثلاثي الأبعاد لسيارتها الجديدة، وأشارت الشركة إلى أنها خلال شهر واحد فقط، تجاوزت المشاهدات 10 مليارات مشاهدة، ونجحت الشركة من ترسيخ العلامة في أذهان المستخدمين بدون أي إعلان مدفوع مباشر.
علامة بولستار استهدفت الثقة
أما شركة بولستار، فاتبعت استراتيجية مختلفة قائمة على الثقة، إذ تعاونت مع مؤسسات للطاقة النظيفة في أبحاث مشتركة، مما عزز مصداقيتها وربط اسمها بمفاهيم الاستدامة والابتكار، لم تركز على البيع، بل على بناء الثقة.
أفكار لتعزيز العلامة التجارية بالذكاء الاصطناعي
من خلال التجارب السابقة قدم الخبراء أفكاراً لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز العلامات التجارية.
استخدام الشات بوتات
بعض العلامات التجارية تعتمد على الشات بوتات كجزء من خدماتها، مثل خدمة العملاء أو خدمات التفاعل الفوري. ويتحقق ذلك من خلال توفير خدمة الشات بوت لتقديم إجابات فورية، هذا النموذج يخلق علاقة مباشرة وشخصية مع الجمهور، وبالفعل تعتمد شركات وبنوك على هذه التقنية وحققت نجاحاً.
تحليل البيانات

الذكاء الاصطناعي يمكنه تحليل كميات ضخمة من البيانات، لذلك من خلاله يمكن تحليل سلوكيات وتفضيلات الجمهور، فيمكن استخدامه لتصميم حملات مخصصة للجمهور بدقة. هذه الطريقة تجعل الجمهور يشعر بأن العلامة التجارية أقرب له ومن ثم يعزز علاقات مستدامة.
التحول من الإعلان التقليدي إلى محتوى متخصص
ما يميز الذكاء الاصطناعي أنه يفوق قدرة الإعلانات التقليدية فيما يخص الوصول للجمهور المستهدف، لذلك، بدل أن تكتفي العلامة بالإعلانات الممولة، يمكنها أن تطرح أفكاراً ومحتوىً عالي الجودة يعمق المصداقية ويجعل الذكاء الاصطناعي يراها كمصدر معلومات موثوق.
مراقبة الأداء
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تحقيق أفضل نتائج فيما يخص مراقبة أداء الشركة، ومكانها بين المنافسين، ويتحقق ذلك من خلال رصد عدد مرات ذكر العلامة في النصوص والصور ومقاطع الفيديو، ومن خلال هذا الرصد يتم ضبط استراتيجية التسويق المناسبة والتي تحقق الأهداف.
اعتماد استراتيجيات مزيج بين الإنسان والآلة
المصادر تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يحل محل المسوق، بل يُكمله. المسوقون الناجحون هم أولئك الذين يعرفون كيف يستخدمون الذكاء الاصطناعي بذكاء، من الإبداع إلى تحسين الأداء.
اقرأوا أيضاً تسلسل الإنقاذ السريع: 3 خطوات لحل مشكلات الشركات الناشئة قبل أن تتضخم