يميل الشباب للظهور بشخصية غامضة ويعتبرونها طريقة للجذب ولفت الانتباه. فالشخصية الغامضة تثير الفضول أينما وجدت. هناك سمات مميزة للشخصية الغامضة، فهؤلاء لا يفصحون بسهولة عما بداخلهم، ولا يثقون في المحيطين بسهولة، لا يمكنهم الانفتاح على الآخر إلا في أضيق الحدود. ورغم أنها سمات مرهقة إلا أنها تترك انطباعًا قويًا يجعل الآخرين يتساءلون عن أسرارها.
إعداد: إيمان محمد
سمات الشخصية الغامضة
حدد الخبراء سمات خاصة تميز الشخصية الغامضة، وفيما يلي أبرز هذه الصفات:
الصمت الواعي
يشير موقع YourTango إلى أن الشخصيات الغامضة يميلون إلى الصمت ويتحدثون قليلًا، وما يميزهم هو الإصغاء أكثر. وهنا يسمي الخبراء هذا السلوك بـ "الصمت الواعي" لأنهم لا يملأون الفراغ بالكلمات، تراقب ما يحدث حولها وتحلل بهدوء. هذا الصمت ليس ضعفًا بل قوة وتركيز، لأنه يعطي الشاب فرصة لقراءة وتحليل ما يحدث بشكل هادئ وجيد.

الثقة بالنفس
يرى Women on Top أن سر الجاذبية في الغموض يعود إلى الثقة الداخلية. فالشخص الواثق من قدراته لا يحتاج إلى كلمات التبرير والشرح المفرط، كما أنه عادة لا يسعى إلى جذب الانتباه، بينما يعرف قيمته جيدًا ولا يبذل جهدًا في حب الظهور، لذلك يبدو غامضًا لا يكترث كثيرًا بما يراه أو يقوله الناس، تلك الثقة تجعله يترك انطباعًا بالقوة والاتزان، وتمنحه هالة من الجاذبية تجعل الآخرين يشعرون أنه صاحب عالم داخلي غني ومستقل.
التوازن
يتمتع الشاب أو الفتاة الغامضين بالتوازن، فهم يعرفون جيدًا ما يجب الإفصاح عنه وما يجب إخفاؤه، أي أن الشخص الغامض ينتقي المعلومات التي يمكن يشاركها مع الآخرين، بل ويفضل بالاحتفاظ بجزء كبير من معلوماته الشخصية بعيدًا عن الناس، فلا يروي كل تفاصيل حياته أو أفكاره، بل يحتفظ بجزءٍ منها لنفسه. هذا لا يعني الكذب أو الخداع، بل ضبط الخصوصية.
من منظور الخبراء هذا السلوك يعد أكثر جذبًا، لأن العقل ينجذب إلى القصص غير المكتملة، وكلما بقيت معلومة غامضة ازدادت الرغبة في معرفتها.
الاستقلالية في التفكير والسلوك
صاحب الشخصية الغامضة هو شخص مستقل تمامًا، لا يكترث للسائد سواء في التفكير أو السلوك. ويقول الخبراء أن الشاب الذي يتميز بالغموض لا يسير وراء القطيع، بل يختار مساره الخاص. قد تلاحظ أنه يميل إلى العزلة في بعض المواقف، ويتخذ قراراته وفق قناعاته لا وفق ضغوط المحيط. ربما تلاحظ أيضًا أن الشخص الغامض يفضل العمل وحده، وذلك لأنه يحتاج إلى مساحته الشخصية والتي يطلق عليها الخبراء “الوحدة الهادفة” ويجدون فيها وسيلة لإعادة الشحن الذهني والعاطفي. هذه الاستقلالية تزيد من احترام الآخرين لهم، وتجعلهم رمزًا للقوة الهادئة.
عنصر المفاجأة
يمكن وصف الشخصية الغامضة بأنها غير متوقعة، فهو شخص له قرارته الخاصة ولا يسلك نفس المسارات في كل مرة. هذا العنصر المفاجئ يشعل فضول الآخرين، لأن الدماغ البشري يفرز مادة الدوبامين عند مواجهة المجهول أو غير المتوقع، فيرتبط الغموض بشعور المتعة والإثارة.
سر جاذبية الشخصية الغامضة؟
تكمن جاذبية الشخصية الغامضة، لاسيما بين الشباب، إلى مزيج الندرة والقيمة معًا، فعندما لا يتحدث شخص عن نفسه كثيرًا، يتصور الآخرون أن الوصول إليه إنجاز. الناس عادةً يقدرون الأشياء والأشخاص صعبة المنال، والغموض يُحقق هذا التأثير دون مبالغة في التصرفات.

ما الفرق بين الغموض والانغلاق؟
الغموض صفة مقبولة اجتماعيًا، بل قد تكون وسيلة جذب، لكن يحذر الخبراء من أن الغموض الزائد قد يتحول إلى برود أو تلاعب إذا استخدم لإخفاء الحقائق أو السيطرة على الآخرين. من ثم الخط الفاصل هنا يكمن في الصدق، يحق لك أن تحمي خصوصيتك وتضع حدودك الشخصية لكن دون أن تتلاعب بالآخرين. فالشخص الغامض الحقيقي لا يخفي نواياه، لكنه يختار الوقت المناسب للبوح.
الغموض الجاذب هو الذي يعكس عمق الشخصية، لا الذي يثير القلق أو الشك. لذلك يوصي الخبراء بأن يمارس الإنسان الغموض بذكاء، من خلال المشاركة دون الإفصاح عن كل شيء، وكن صادقًا حين تتحدث، فالغموض الأصيل لا يحتاج إلى أقنعة.
اقرأي أيضًا نصائح للشباب: فن الرد على من لا يقدّرك كما تستحق بذكاء ودبلوماسية