منظمة الصحة العالمية تُخصص شهر أكتوبر من كل عام للتوعية بسرطان الثدي، حتى أنه أطلق عليه "أكتوبر الوردي"؛ ونتيجة لحملات التوعية التي يشهدها هذا الشهر، ارتفعت نسب الشفاء بين النساء المصابات بسرطان الثدي بفضل الاكتشاف المبكر للورم.
ولأن الإحصائيات تشير إلى ارتفاع نسب الإصابة بسرطان الثدي بين النساء، ما يجعله قضية صحية عامة، تحتاج إلى جهود توعية شاملة ومستدامة.
دور أكتوبر الوردي
تركز الحملات التي يشهدها شهر أكتوبر كل عام على التوعية بخطورة المرض، وضرورة الاكتشاف المبكر، من خلال الفحوص الدورية والفحص الذاتي في المنزل، والذي نجح في إنقاذ حياة كثير من النساء.
وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن الكشف في مرحلة مبكرة يزيد من معدلات الشفاء بنسبة قد تصل إلى 90% في بعض الحالات. كما نجحت حملات التوعية في الحد من الخوف، وكذلك الوصمة المرتبطة بالسرطان وخاصة سرطان الثدي، بسبب تباعاته العلاجية. ويمكن القول إن حملات أكتوبر الوردي نجحت في تشجيع النساء على التعامل معه بوعي وهدوء؛ بدلاً من القلق أو الإنكار.
دور منظمة الصحة العالمية في دعم الوعي
نجحت منظمة الصحة العالمية في تعزيز دور حملات التوعية في أكتوبر الوردي من خلال:
بروتوكولات التعاون
عملت منظمة الصحة العالمية على مدار السنوات الماضية على إبرام بروتوكولات تعاون مع الحكومات والمؤسسات الصحية؛ لتوسيع نطاق برامج الفحص المجاني، خاصة في الدول ذات الدخل المحدود.

تدريب العاملين في القطاع الصحي
كما تدعم المنظمة تدريب العاملين في المجال الصحي على التشخيص المبكر والرعاية اللاحقة؛ لأنه بدون العنصر البشري وتطوير القطاع الصحي لن تتحقق نسب الشفاء المرجوة.
تحسين خدمات المستشفيات الوطنية
تشير المنظمة إلى أن التوعية لا تنجح إلا إذا تم دمجها في المنظومة الصحية الوطنية، بحيث تصبح جزءاً من روتين الفحوص الدورية للنساء في المراكز والمستشفيات العامة.
وسائل الإعلام
عملت المنظمة كذلك على تعزيز جهودها من خلال نشر المقالات والفيديوهات الترويجية في وسائل الإعلام، ونجحت في الدفع نحو تبني وسائل الإعلام والمجتمع المدني خطاباً واقعياً يربط بين صحة المرأة ودورها الاقتصادي والاجتماعي، لا سيما وأن الاستثمار في صحة المرأة يرمي إلى تحسين الإنتاجية و الاستقرار المجتمعي.
كيف بدأت فكرة أكتوبر الوردي؟
وفقاً لما نشره الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان (UICC)، بدأت فكرة أكتوبر الوردي في الولايات المتحدة في الثمانينيات بمبادرات من مؤسسات خيرية، ثم تحولت لاحقاً إلى حملة عالمية تتبناها أكثر من 70 دولة.
وبحسب الاتحاد، فإن الهدف من حملات أكتوبر الوردي هو توحيد الجهود الدولية لمكافحة سرطان الثدي، من خلال عدة محاور، مثل: التوعية ودعم الأبحاث العلمية وتسهيل عملية الوصول إلى العلاج.
ويشير الاتحاد إلى أن حملات التوعية حققت أهدافها، حتى أن اللون الوردي أصبح رمزاً للأمل والتضامن، وساهم في ذلك مشاركة مجالات عدة في هذه الحملات مثل الفن والمعالم السياحية والحكومات؛ كل هذا بالإضافة لجهود القطاع الصحي. وأشار الاتحاد أن جزءاً من نجاح هذه الحملات ساهم في كسر الصمت والخوف لدى النساء المصابات، وتمكن من توفير الدعم النفسي خلال رحلة العلاج التي قد تفقد خلالها المرأة جزءاً من أنوثتها وثقتها في نفسها.
اقرئي أيضاً عادات يومية بسيطة تعزز صحة المرأة في أكتوبر الوردي
دور الإعلام والتعليم في تعزيز حملات أكتوبر الوردي
نجحت حملات التوعية في "أكتوبر الوردي" في تحقيق أهدافها، بفضل استهداف الإعلام والتعليم، كمحاور أساسية لنشر الوعي الصحي بالمرض وطرق العلاج والكشف المبكر.
قصص ملهمة
مثلاً، نجح استهداف الإعلام بشكل منظم في نشر قصص ملهمة لسيدات انتصرن على المرض، وأخريات تعايشن معه، وقصص تروي كيف للكشف المبكر أن ينقذ حياة النساء، وهكذا.
المناهج التعليمية
المحور الثاني الذي كان له تأثير كبير في نشر الوعي بالمرض وطرق العلاج، هو التعليم، حيث نجح إدخال مفاهيم الصحة الوقائية في المناهج الدراسية في خروج جيل واعٍ بأهمية الفحوص الدورية، كما أنه لا ينظر للمريضات بمنظور الوصمة، مما يساهم في إقبالهن على العلاج.
كيفية الوقاية من سرطان الثدي
أكتوبر الوردي غير موجّه لمريضات سرطان الثدي، بينما للأصحاء أيضاً؛ حيث تشدد منظمة الصحة العالمية على أن الوقاية من سرطان الثدي تبدأ من تبني نمط حياة صحي يشمل:
- التغذية المتوازنة.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام.
- الحفاظ على وزن صحي.
- تجنّب التدخين والعادات السيئة.
كما توصي النساء بإجراء الفحص الذاتي الشهري ابتداءً من سن العشرين، والفحص الإشعاعي الدوري كل عامين بعد سن الأربعين، باعتبارهما الوسيلتين الأكثر فاعلية لاكتشاف أي تغيير مبكر.
أكتوبر الوردي من شهر التوعية إلى الوعي المستدام
يشير الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان إلى أن حملات أكتوبر الوردي على مدار السنوات الماضية، نجحت في الانتقال من مفهوم "شهر التوعية" إلى ثقافة الوعي المستمر. فصحة المرأة لا ينبغي أن تُناقش فقط في أكتوبر، بل على مدار العام، ضمن برامج وطنية للرعاية الصحية والفحوص الوقائية.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.





