mena-gmtdmp

الأمومة بعد سرطان الثدي: تحديات وفرص جديدة تبعاً للدراسات العلمية

الأمومة بعد سرطان الثدي تحديات وفرص جديدة -Image by senivpetro on Freepik
الأمومة بعد سرطان الثدي تحديات وفرص جديدة -Image by senivpetro on Freepik

سرطان الثدي ليس مجرد تجربة صحية، بل هو تحول كبير في حياة المرأة يمس الجوانب الجسدية والنفسية والاجتماعية. ومن بين أكثر الأسئلة إلحاحاً التي تواجهها النساء الشابات بعد العلاج هي: "هل يمكنني أن أصبح أماً؟"، هذه الرغبة الإنسانية الطبيعية تصطدم بتحديات طبية ونفسية واجتماعية، لكنها ليست مستحيلة. اليوم، وبفضل التقدم الطبي والدعم المجتمعي المتزايد، أصبحت الأمومة بعد سرطان الثدي ممكنة، وإن كانت محاطة بكثير من التعقيدات.

سرطان الثدي: تحديات واعتبارات

الحمل بعد التعافي لا يزيد خطر الانتكاس
  1. التأثيرات الجانبية للعلاج: العلاج الكيميائي، العلاج الإشعاعي والجراحة، جميعها تؤثر في الخصوبة؛ فالعلاج الكيميائي قد يؤدي إلى فشل مبكر في المبيض، خاصة إذا تم تلقيه في سن مبكرة. أما العلاج الهرموني، الذي قد يستمر لعدة سنوات فيتطلب تأجيل الحمل حسبما ورد في موقع ScienceDirect.
  2. القلق من عودة المرض: كثير من النساء يخشين الحمل بسبب الاعتقاد بأن التغيرات الهرمونية قد تساهم في عودة السرطان، مع أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الحمل بعد التعافي لا يزيد خطر الانتكاس، بل قد يكون آمناً تماماً في حالات معينة.
  3. الاعتبارات النفسية: تشعر بعض الناجيات من سرطان الثدي بعدم الأمان الجسدي أو النفسي؛ ما يجعل فكرة الأمومة تبدو مرهقة نفسياً. هناك أيضاً الخوف من عدم القدرة على رعاية الطفل في حال عودة المرض.
  4. الرضاعة الطبيعية: في حالات استئصال الثدي أو تلقي العلاج الإشعاعي، قد تتأثر القدرة على الإرضاع الطبيعي. ومع ذلك، يمكن إرضاع الطفل من الثدي غير المصاب، أو اللجوء إلى بدائل صحية أخرى.

حلول للناجيات من سرطان الثدي اللواتي يرغبن الإنجاب

  • حفظ الخصوبة: قبل بدء العلاج، يمكن للطبيبات اقتراح حفظ البويضات بالتجميد، وهي خطوة أصبحت شائعة اليوم. كما يمكن تحفيز المبايض في فترات محددة آمنة طبياً.
  • المتابعة الطبية الدقيقة: مع التقدم الطبي، يمكن رسم خطط حمل فردية للناجيات من سرطان الثدي، بإشراف فريق من أطباء الأورام، أطباء النساء والتوليد ومتخصصي الخصوبة.
  • الدعم النفسي: العلاج النفسي الفردي أو الجماعي، والمجموعات الداعمة من النساء الناجيات، يلعبان دوراً كبيراً في تجاوز القلق وتعزيز الثقة في المستقبل.

من المفيد التعرف إلى: التغذية ونمط الحياة ودورهما في الوقاية من سرطان الثدي وفق طبيبة
.

ناجيات من سرطان الثدي: نصائح قبل التفكير في الحمل

مراجعة الطبيب المعالج لتقييم حالتكِ الصحية العامة -Image by lookstudio on Freepik


استشيري طبيب الأورام الخاص بك، ولا تتخذي قرار الحمل بمفردكِ. تجب مراجعة الطبيب المعالج لتقييم حالتكِ الصحية العامة، نوع السرطان، المرحلة والعلاجات التي تلقيتها، كما أثبتت الدراسات العلمية الواردة في موقع National Institutes Of Health، حيث إن:

  • بعض النساء قد يحتاج إلى الانتظار سنتين إلى 5 سنوات بعد انتهاء العلاج، حسب نوع السرطان وخطر الانتكاس.
  • تقييم الخصوبة: إذا لم يتم حفظ البويضات مسبقاً، يمكن إجراء فحص لمخزون المبيض "AMH" لتحديد الخصوبة الحالية.
  • الفحص بالأمواج فوق الصوتية "سونار المبايض" وتحاليل الهرمونات تساعد على تقييم فرص الحمل الطبيعي.
  • التوقف الآمن للعلاج الهرموني: إذا كنتِ تتناولين علاجاً هرمونياً؛ يجب التوقف عنه بإشراف طبي لمدة كافية قبل محاولة الحمل، لأنه قد يسبب تشوهات للجنين. بعض الدراسات مثل دراسة POSITIVE العالمية أظهرت إمكانية التوقف المؤقت للعلاج تحت رقابة طبية.
  • فحص القلب والصحة العامة: بعض أدوية السرطان قد تؤثر في القلب أو الكبد. إجراء فحوص شاملة تساعد على التأكد من استعداد الجسم للحمل.

5 نصائح نفسية وعاطفية للناجيات من سرطان الثدي قبل الحمل

  1. تقبلي مشاعركِ: من الطبيعي أن تشعري بالتردد، الخوف، أو حتى الذنب عند التفكير في الحمل بعد السرطان.
  2. لا تقسي على نفسكِ؛ فهذه المشاعر شائعة، واستيعابها جزء من التعافي النفسي.
  3. الاستعانة بمتخصص نفسي: الدعم النفسي يساعدك ِعلى تجاوز مخاوفكِ واتخاذ قرار واثق.
  4. الجلسات الفردية أو الجماعية "مثل مجموعات الدعم للناجيات من السرطان" قد تكون مفيدة جداً.
  5. حديث مفتوح مع الشريك: تحدثي بصراحة مع شريك حياتكِ حول رغباتكِ ومخاوفكِ؛ فالدعم العاطفي من الطرف الآخر عنصر أساسي في هذه المرحلة

سرطان الثدي: 5 نصائح في أثناء الحمل

  1. متابعة دقيقة للحمل: يجب أن يكون الحمل تحت إشراف فريق طبي متعدد التخصصات: طبيب نساء، طبيب أورام، وربما طبيب قلب.
  2. الزيارات الطبية الدورية والاختبارات الخاصة مهمة جداً لمتابعة تطور الحمل وصحة الأم والجنين.
  3. الانتباه للتغذية والنوم: التغذية الصحية، الراحة النفسية، والنوم الجيد عوامل مساعِدة للحمل الصحي.
  4. تجنبي التوتر والقلق قدر الإمكان.
  5. الاستعداد للرضاعة: إذا كانت الرضاعة الطبيعية ممكنة؛ يمكن اعتمادها من الثدي السليم. في حال استئصال كلا الثديين أو تلقي العلاج الإشعاعي؛ يمكن استخدام الحليب الصناعي.

7 نصائح للوقاية من الانتكاس خلال الحمل وبعده

  1. الالتزام بجدول الفحوص: لا تهملي فحوص المتابعة الدورية للسرطان في أثناء الحمل وبعد الولادة.
  2. التواصل المستمر مع طبيب الأورام أمر أساسي.
  3. الانتباه للإشارات الجسدية: أي تغير مفاجئ في الصحة مثل آلام مستمرة أو كتل جديدة، يجب إبلاغ الطبيب عنها فوراً.
  4. تذكري أن الأمومة بعد سرطان الثدي ليست طريقاً سهلاً، لكنها ليست مغلقة أيضاً. بين التحديات الطبية والفرص الجديدة، يكمن الأمل. وكل امرأة تستحق أن تُمنح الحق في اتخاذ القرار المناسب لها، بناءً على المعرفة الطبية الدقيقة والدعم النفسي والاجتماعي؛ فالحياة بعد السرطان قد تبدأ من جديد، وبأجمل شكل: عبر ولادة حياة جديدة.
  5. الأمومة بعد سرطان الثدي ممكنة، لكنها تتطلب تخطيطاً واعياً وواقعياً.
  6. اختاري توقيت الحمل بناءً على صحتكِ الجسدية والنفسية، لا على ضغط المجتمع أو التوقعات.
  7. كوني محاطة بفريق طبي موثوق وشبكة دعم نفسي قوية وتذكري دوماً: أنتِ ناجية. ولك الحق في أن تحلمي وتحققي ما تريدين.


يُنصح بمتابعة: الوقاية من سرطان الثدي بالأعشاب هل هي فعالة؟ طبيبة تغذية تُجيب

* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.