عندما تظهر نتيجة تحليل الحمل المنزلي، وتشير إلى حدوث الحمل المنتظَر؛ فالمرأة في هذه اللحظة لا تتسع لها الدنيا من الفرحة؛ فقد طال انتظارها لتحقيق حُلم الأمومة. ولكنها لا تعرف أن هناك حالات نادرة، قد تحصل فيها على نتيجة فحص حمل إيجابية ولكن الحمل لا يتم، والسبب هو أنها تكون قد تعرّضت لحالة تُعرف بالحمل خارج الرحم، أو الحمل المنتبذ أو الهاجر.
من الضروري، وبناء على توقعات ضئيلة، أن تعرف المرأة أعراض مثل هذا الحمل؛ لكي تلجأ إلى طبيبها ولا تتعرض إلى مضاعفات صحية. ولذلك فقد التقت «سيدتي وطفلك» وفي حديث خاص بها، باستشارية طب النساء والولادة، الدكتورة رمزية حسنين؛ حيث أشارت إلى 4 أعراض هامة تنذر بالحمل خارج الرحم ومضاعفاته الخطيرة، ومنها: الشعور بالتعب، وكذلك ألمٌ في الجانب الأيمن من البطن، وغيرها. في الآتي:
تعريف الحمل خارج الرحم
اعلمي أن مسمى أو مصطلح: الحمل خارج الرحم، أو الحمل المنتبذ أو الحمل الهاجر. يعني أن يحدث الحمل خارج الرحم، ومكان الجنين الطبيعي هو الرحم، ويحدث ذلك في حالات قليلة مع النساء الحوامل حول العالم، قد تصل نسبتها إلى 2% فقط.
لاحظي أنه في حالة الحمل الطبيعي، يحدث أن تلتقي البويضة مع النطفة الذكرية وتستقر بجدار الرحم، وتستمر في نموّها لكي يتكوّن الجنين على مدار تسعة أشهر. وهي مدة الحمل الطبيعية عند المرأة، ولكن في حالة الحمل خارج الرحم؛ فيحدث ولأسباب لازال معظمها غير معروف، أن تلتصق البويضة المخصّبة بأيّ جزء أو عضو خارج تجويف الرحم، كأن تلتصق مثلاً بأحد المبيضين، وينمو الحمل ويكبر هناك؛ مما يهدد حياة الأم.
هل هناك أسباب محددة لحدوث الحمل خارج الرحم؟
- اعلمي أن أسباب الحمل خارج الرحم لم يتم حصرها، ولكن وحسب الإحصائيات والدراسات التي تم إجراؤها من قِبل الأطباء؛ فقد تبيّن أن خضوع السيدة لعمليات سابقة، وبالتالي يكون قد حدث لديها التهابات معيّنة، أدّت لعدم وصول البويضة المخصّبة إلى الرحم. وكذلك وجود خلل في الأبواق، إلا أن ما يجب أن تعرفيه، هو أن الحمل خارج الرحم، يستمر لعدة أسابيع فقط، ثم يموت الجنين بسبب عدم توفُّر الغذاء له. وبالتالي فالحد الأقصى لعمر الحمل خارج الرحم، لا يتجاوز الستة عشر أسبوعاً، ولا يقل أيضاً عن ستة أسابيع فقط.
- لاحظي أن تعرُّض السيدة للالتهابات المتكررة؛ حيث تنتقل لها العدوى من الزوج أو عدوى من استخدام الحمامات العامة، وكذلك معاناتها من التهاب الحوض، يرفع من نسبة حدوث حمل خارج الرحم لديها.
- توقعي أن المرأة التي تتعرّض لعملية تخصيب لعلاج تأخُّر الحمل، عن طريق تقنية الحقن المجهري مثلاً، كما أن خضوع المرأة أيضاً لعلاجات معيّنة لرفع الخصوبة بسبب تأخُّر حملها، وأيضاً خضوع المرأة بناءً على طلبها لعملية ربط أنابيب قناة فالوب من أجل منع الحمل وعدم نجاح هذه العملية؛ فهذه ثلاثة أسباب تؤدي إلى رفع احتمالية حدوث الحمل خارج الرحم.
- اعلمي أن العامل الوراثي يلعب دوراً كبيراً في حدوث الحمل خارج الرحم، من دون معرفة الأسباب لذلك؛ فيجب أن تبحث المرأة حين تتأكد من حملها، في تاريخها العائلي. وفي حال وجود حالة حمل خارج الرحم، يجب أن تتابع لدى طبيبها بمجرد حصولها على نتيجة التحليل المنزلي.
4 أعراض مؤكدة تشير إلى وجود حمل خارج الرحم
1- اعلمي أن حدوث النزف الخفيف، والذي غالباً ما يختلف عن نزف الدورة الشهرية، هو عبارة عن علامة إنذار قوية على أن الحمل ليس موجوداً في الرحم. وغالباً ما يبدأ النزف متقطعاً ثم يصبح غزيراً. ورغم أن الحمل خارج الرحم يحدث مع تأخُّر الدورة الشهرية مثل الحمل الطبيعي، إلا أن النزف يعود بعد مدة متقطعاً وعلى شكل نقاط ثم يزداد.
2- توقعي أن تُصابي بعرَضٍ غريب ولا تنتبهين إليه، وهو الشعور بألم في أعلى الكتف بعد تحليل الحمل وثبوته، وهو من العلامات القوية على وجود حمل منتبذ.
3- لاحظي أنك سوف تصابين بألم في أحد أجزاء البطن، وليس في كلّ البطن، وغالباً ما يكون في الجانب الأيمن، بسبب تجمُّع الدم وتكوُّن الجنين. فهذه الحالة تكون مختلفة، وغالباً ما يكون الألم في المنطقة التي تكوّن فيها الحمل خارج حدود الرحم.
4- لاحظي أن الشعور الزائد والمفرِط بالتعب والدوخة والإرهاق، يعَد من أهم أعراض الحمل خارج الرحم.
طرق الكشف عن الحمل خارج الرحم
اعلمي أن السؤال الذي تبحث عن إجابته النساء ولا يمكن أن تكتشف إجابته بصورة مؤكّدة ما لم تظهر الأعراض السابقة، هو: هل حملي يوجد في الرحم أم خارجه؟ وغالباً ما تخضع المرأة للتصوير التليفزيوني، أيْ السونار في حال الشك بأن الحمل غير طبيعي. ويفضّل أن يتم إجراء التصوير بعد إجراء تحاليل الحمل المخبرية، وحيث يمكن الكشف عن وجود حمل خارج الرحم عن طريق فحص الهرمونات؛ فيتم قياس نسبة هرمون البروجسيترون. وحيث تبين أن نسبة هذا الهرمون تكون منخفضة بصورة ملحوظة في حال الحمل خارج الرحم قياساً لنسبته الطبيعية في حال الحمل الطبيعي.
علاج الحمل خارج الرحم
- اعلمي أن التخلُّص من الحمل في حال ثبوت أنه قد تكوّن خارج الرحم، هو الحل الأمثل لإنقاذ حياة الأم الحامل. فيتم إجراء جراحة بواسطة المنظار البطني، وإخراج الحمل ومتعلقاته من البوق الخاص بقناة فالوب، أو في بعض الحالات قد يتم استئصال البوق الذي يلتصق فيه الحمل. وفي حال الفحص بالمنظار، يتم فتح شق صغير في بطن المرأة، ويُدخل الطبيب أنبوباً رقيقاً، وتتم إزالة الحمل بواسطته، ويمكن أن يتم استئصال البوق وجزء من قناة فالوب أيضاً.
- لاحظي أنه في حالات خاصة، قد يتم حقن المرأة بمادة معيّنة، تعمل على التخلُّص من الحمل؛ خاصة في حال عدم وجود النزف؛ أيْ في حال اكتشاف حالة الحمل خارج الرحم مبكراً. وبعد أن يتم حصول المرأة على الأدوية التي تؤخذ على شكل حقن؛ حيث تعمل هذه الأدوية على إذابة خلايا الحمل، وعدم استمرار نموّها. وتُجرى للمرأة فحوصات معينة بإشراف الطبيب بعد هذه الأدوية؛ للتأكُّد من أنها قد أتت بمفعولها.
- تذكّري أن الأطباء يوصون بضرورة تأجيل الحمل مرة أخرى لفترة لا تقل عن 3- 6 أشهر حتى يبدأ التخطيط للحمل الجديد، وذلك لكي تتعافى المرأة على الأقل من الأنيميا التي تحدث بشكل طبيعي بسبب النزف، وكذلك لإتاحة الفرصة للطبيب للبحث عن أسباب حدوث هذه المشكلة، وتلافي حدوثها في مرات الحمل القادمة.
قد يهمك أيضاً: متى تنغرس البويضة في الرحم؟
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.
