تُعَد الولادة الطبيعية هي الخيار الأول أمام الحامل وكذلك تُعَد بمنزلة الخيار الأمثل بالنسبة لطرق الولادة، ويفضل الأطباء دوماً أن تتم الولادة ونزول الجنين من الرحم عن طريق الولادة الطبيعية؛ أي خروجه من مجرى الولادة دون اللجوء إلى خيار العملية القيصرية، التي تشمل خطوات قد تمثل خطورة ومنها التخدير الكلي أو الجزئي، وعموماً فالولادة الطبيعية لها مميزات سواء للأم أو الجنين، ومن أهمها بالنسبة للأم سرعة التعافي فيجب بناءً على ذلك أن تحرص الأم الحامل عليها بوصفها خيارها الأول.
لكي ترتفع فرص نجاح الولادة الطبيعية يجب أن تعرف الأم الحامل أن هناك عدة أمور يجب عليها الابتعاد عنها مع حلول أيام حملها الأخيرة، ولذلك قد التقت "سيدتي وطفلك"، في حديث خاص بها؛ استشارية طب النساء والولادة الدكتورة هدى عبد الدايم حيث أشارت إلى 5 أشياء يجب عليك عدم القيام بها إذا كنت تستعدين للولادة الطبيعية، ومن بينها النوم على الظهر والإجهاد البدني وغيرها من الأشياء ونصائح بسيطة لنجاح الولادة الطبيعية يمكنك التعرف إليها في الآتي:
1- النوم على الظهر

اعلمي أنه مع حلول الشهر التاسع من الحمل واقتراب موعد ولادتك أن أفضل هيئة للنوم هي النوم على جانبك الأيسر، حيث خلصت دراسة كندية حديثة إلى أن نوم الحامل على الظهر في الشهر الأخير من الحمل، قد يشكل خطورة على سلامة الجنين، وقد توصل باحثون من جامعة "مانشيستر" إلى أن سلامة وحياة المولود، تتعلق مباشرة بشكل وهيئة نوم الأم الحامل، وقد توصل العلماء فعلياً وبعد دراسة دقيقة على أكثر من ألف امرأة حامل أن حوالي 291 حالة قد حدثت لولادة جنين ميت، وهذه الحالات تعود لأمهات كن يخترن طريقة النوم على ظهورهن في أشهر الحمل الأخيرة، وخاصة خلال الشهر التاسع.
2- استخدام خلطات تسهيل الولادة
توقفي عن استخدام اي خلطات عشبية قد تُوصف لك من قبل نساء أخريات مثل الامهات والجدات، وكذلك النساء اللواتي سبق لهن الولادة بدعوى أنها تعمل على تسهيل الولادة عند المخاض، التي قد تؤدي إلى نتائج عكسية وقد تتسبب بمضاعفات على صحتك وعلى سلامة الجنين، فعلى سبيل المثال فاستخدام مغلي القرفة المسحوقة مثلاً أو غليها على شكل أعواد لا يعمل على تحفيز الطلق مثلاً بزيادة مسافة اتساع عنق الرحم، بل تعمل القرفة على زيادة انقباضات الرحم فقط، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى حدوث انفجار الرحم؛ ما يهدد حياتك وحياة الجنين، كما أن من عادة بعض النساء استخدام زيت الخروع على اعتقاد أنه يسهل الولادة، ولكنه لا يُعَد من محفزات الطلق بعد دراسة حديثة أجريت على نحو 233 امرأة حامل حصلن على زيت الخروع عن طريق الشرب أو الحقن الشرجي، بل إن تناول زيت الخروع يؤدي إلى أن تُصاب الحامل بالإسهال إضافة إلى أن الجنين بدوره قد يتبرز في السائل الأمنيوسي؛ ما يعرضه للتلوثات.
3- بذل المجهود البدني القاسي

اعلمي أن الاجهاد البدني القاسي قبل الولادة لا يُعَد محفزاً للطلق على الإطلاق بل إن القيام بمجهود بدني مثل القيام بتنظيف المنزل وحمل الأثاث يُعَد هدراً للطاقة بالنسبة للمرأة الموشكة على الولادة، ومثله تماماً حين نطلب من الأم خلال المخاض أن تكثر من صعود الدرج أو المشي في أرض ضحلة أو المشي السريع؛ فهذه الأمور تتسبب في إجهادها حتى إذا ما حل وقت الطلق النشط تصبح الحامل بلا أي طاقة للدفع من أجل خروج الجنين من الرحم عبر مجرى الولادة، وإن كان "التعشيش" يدل على قرب ولادة الأم؛ أي زيادة نشاطها ورغبتها في ترتيب المنزل وتنظيفه، فيجب أن تقوم بذلك بكل هدوء ودون زيادة في المجهود؛ فالتعشيش يحدث استجابة لتغيرات هرمونية استعداداً للولادة ويجب أن تحسن الحامل التعامل معه.
4- السفر غير الضروري
جهزي نفسك مع اقتراب موعد ولادتك مع ملاحظة أنك واستعداداً للولادة يجب أن تكوني قريبة من المستشفى أو المركز الطبي الذي سوف تخضعين فيه للولادة، وبناءً على ذلك فيجب عليك عدم التفكير بفكرة سفر الحامل أو الانتقال من مكان إلى مكان بعيد خارج نطاق منطقة سكنك مع اقتراب الأيام الأخيرة من ولادتك؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى صعوبة الوصول إلى المستشفى الذي قمت باختياره ويوجد فيه طبيبك الخاص إضافة لخطر تعرضك لما يُعرف بالولادة الطارئة وفي أجواء غير مجهزة مثل الولادة في وسائل المواصلات، كما أن الولادة المفاجئة لا تساعدك في الوصول إلى حقيبة الولادة التي يجب أن تقومي بتجهيزها خلال الأسبوع الأول من شهرك التاسع، ويجب أن تحتوي على مستلزمات الأم والمولود كاملة.
5- الخوف الزائد من الولادة
لاحظي أن عليك التخلص تماماً من شعور الخوف والتوتر من الولادة؛ حيث يتولد هذا الشعور بسبب جهلك بمراحل الولادة بالترتيب التي يجب أن تعرفيها من خلال طبيبتك وليس من خلال أحاديث النساء الأخريات؛ فالخوف من الولادة غير المبرر وعدم الاستعداد لها يعرقل إفراز هرمون الأوكسيتوسين في جسم الأم الموشكة على الولادة، وهو الهرمون المحفز للولادة، الذي يؤدي بدوره إلى استمرار الطلق الطبيعي والمتصاعد من الطلق البارد نحو الطلق النشط، وبالتالي فالخوف يؤدي إلى أن يزداد ضخ الأدرينالين في جسم الحامل بالمقابل نتيجة التوتر الذي يوقف الطلق فعلياً ويصبح خيار إجراء الولادة القيصرية هو الخيار الثاني أمام الطبيب.
نصائح مهمة لنجاح الولادة الطبيعية
ممارسة رياضة خفيفة مخصصة للشهر التاسع

احرصي على ممارسة رياضة خفيفة مخصصة وليس عشوائية وتساعدك على تسهيل الولادة الطبيعية، وحيث إن ممارسة الرياضة مهمة خلال شهرك الأخير تحديداً؛ فلا يعني ذلك أن تمارسي رياضة حمل الأثقال مثلاً، كما يُخيل لبعض النساء الحوامل حين ينصحها طبيبها بأهمية ممارسة الرياضة، لأن رياضة المشي للحامل هي رياضة سهلة ومريحة ومن أهم الرياضات التي يجب أن تحرصي على ممارستها لمدة نصف ساعة يومياً، وكذلك يمكنك ممارسة الأنشطة البدنية التي تشمل السباحة وكذلك تمارين اليوغا وكذلك يجب أن تمارسي تمارين كيجل، حيث تساعدك مثل هذه الأنشطة البسيطة كثيراً على التحكم في دفع الجنين بكل مرونة خلال الولادة واسترخاء منطقة الحوض تقليل الشد وخفض احتمالات شق العجان.
الذهاب إلى المستشفى في الوقت المناسب
لاحظي أن كثرة تعرض الحامل مع بداية المخاض البارد للفحص السريري يعرضها إلى مضاعفات صحية قد تصبح خطيرة مثل حدوث التلوثات التي قد تصيبها بالحمى وتؤدي إلى تعسر الولادة وتؤثر أيضاً في الجنين، ولذلك يجب أن تذهبي إلى المستشفى حين تصبح تقلصات الرحم التي تشير إلى الطلق منتظمة ومتتالية كل عشر دقائق مثلاً، بحيث تنبئك بولادة فعلية قريبة، ويُفضَّل قبل ذلك البقاء مستريحة ومسترخية في المنزل مع شرب بعض السوائل العشبية الدافئة والحصول أيضاً على حمام سريع دافئ.
تدليك منطقة الحوض

دلكي، منذ الشهر الثامن منطقة الحوض وقومي باجراء مساج لها، على مدى ثلاث مرات أسبوعياً، وذلك باستخدام كريم مرطب مناسب أو الجل المائي، ولا تستخدمي الزيوت؛ لأن الزيوت عموماً تؤدي إلى حدوث التهابات وتهيجات جلدية في المنطقة، أما استخدام الكريم المرطب المخصص للمساج فيساعدك كثيراً في تهيئة المنطقة بكل مرونة للولادة الطبيعية، وتقليل احتمال شق العجان وعدم زيادة التوسع عن الحد الطبيعي؛ ما يقلل من حدوث مشاكل مستقبلية لما بعد الولادة الطبيعية، التي تشتكي منها الكثير من النساء مثل حدوث مشكلة سلس البول.
تطبيق كمادات ساخنة على البطن
طبقي الكمادات الساخنة على منطقة الحوض خصوصاً، وذلك في أثناء المخاض ويمكن للمساعدة أو المرافقة القيام بذلك؛ لأن الكمادات تعمل على التوسع المناسب بشكل طبيعي، ويجب أن تهتمي بتغيير الهيئة التي تكونين عليها في أثناء الولادة النشطة ومع زيادة الطلقات؛ فمثلاً يجب أن تغيري طريقة نومك على الظهر، وهي الطريقة المعتادة والمتعارف عليها التي تتبعها معظم النساء عند الولادة، ولكنَّ هناك طرقاً أثبتت نجاحها وتُعَد أفضل من النوم على الظهر مثل جلوس القرفصاء أو طريقة الركوع أرضاً؛ حيث تساعد هاتان الطريقتان على زيادة التوسع أكثر وأكثر، وبالتالي تقليل مدة المخاض وتسهيل نزول الجنين.
قد يهمك أيضاً: هل كثرة حركة الجنين وتغير طبيعتها من علامات الولادة الطبيعية؟
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.






