عبر منصة ثقافية رائدة تستكشف مستقبل الغذاء وتربط مجتمعًا من الطهاة والمفكرين والمزارعين والفنانين والمبتكرين من خلال محادثات نقدية وتجارب مختارة والتعلم التعاوني، بهدف استجواب القوى التي تشكل أنظمة الغذاء في المستقبل. أقام السركال أفينيو Alserkal Avenue مهرجان "وات ذا فود" أي " ما الطبخة" في 25 و26 أكتوبر 2025، وهي فعالية ثقافية سنوية تُنظّمها Alserkal Avenue في دبي، وتُعدّ من أبرز المهرجانات التي تجمع بين الطهو والفن والثقافة. وقد احتفى بالطهاة الجدد والمخضرمين، بمشاركات ممتعة كرّمت التقاليد الأصيلة في الطبخ من دون التقيد بها، وفوق كل ذلك، ركز الطهاة المحاورون في مشاركاتهم وندواتهم، "على الطعام بوصفه وسيلة للتعبير الثقافي والبيئي والإبداعي، حيث يسلط الضوء على دوره في نقل الرسائل وإثارة النقاشات حول القضايا المجتمعية والبيئية والفنية".
تحت شعار "قلب المعايير" استضاف كرنفال الطهي "وات ذا فود" في نسخة هذا العام في "السركال أفنيو" تجارب فريدة وجلسات حوار قيّمة حول أبرز المواضيع وأكثر المسائل أهمية في عالم الطعام، إلى جانب معارض متخصصة وتركيباتٍ وعروضٍ فنية رائعة، واكبت مستقبل الطعام. وقد جمع هذا الحدث بين طهاة ومثقفين ومزارعين وفنانين ومبتكرين، ضمتهم جلسات حوار تناولت عالم الطعام في العمق، مع تجارب تعاون مشتركة.
بسمة البيطار مديرة السركال أفنيو: قلبنا المعايير
استضاف المهرجان عملاً تركيبياً مُلهماً تحت عنوان "Tindahan Sa Tahanan Co"، قدمته مجموعة "Sa Tahanan Co" الفنية تكريماً للمتاجر الفلبينية المتخصصة ببيع المستلزمات اليومية، والتي تُعرف باسم "تينداهان". حيث عرضت هذه المساحة أعمالاً إبداعية لثمانية فنانين/ات فلبينيين/ات يقيمون في دولة الإمارات، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وقطر، والفلبين. عن برنامج المهرجان من الورش التدريبية، والأنشطة الثقافية، التي تستند إلى الطعام بوصفه موضوع السرد القصصي والرابط الجامع بين مختلف المشاركين والحضور، قالت بسمة البيطار، مديرة السركال أفنيو: "لطالما كان مهرجان "وات ذا فود" منصةً رائدة يتلاقى فيها فن الطهي مع التوجهات الثقافية. ويسرنا تنظيم دورة العام 2025 من المهرجان تحت عنوان "قلب المعايير"، لتكون دعوةً إلى الجمهور لإعادة اكتشاف تفضيلاتهم وأذواقهم في عالم المأكولات، والمشاركة في صياغة مشهد الطعام وتوجهاته المستقبلية. ونأمل أن هذه الفعالية أدت دوراً فاعلًا في تطوير هذا المشهد على المستوى العالمي، بالتعاون مع شريكنا الاستراتيجي Dubai Eats، وذلك عبر استضافة نخبة من المفكرين/ات، والطُهاة، والمزارعين/ات، والمبتكرين/ات من جميع أنحاء العالم للمشاركة في الجلسات الحوارية والنقاشات الملهمة، مع تقديم أفضل التجارب والأنشطة التعليمية للجمهور ".
الشيف دوغلاس ماستر: طعامنا خارق للطبيعة
ضمن مجموعة محددة من تقاليد الطهي والممارسات المرتبطة بالمملكة المتحدة تاريخيًا، بما في ذلك مطابخ إنجلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية، تحدث الطاهي دوغلاس ماستر من إنجلترا، عن مواد غذائية توجد في بريطانيا، وتعود إلى آلاف السنين، بدءاً من النقانق في العصر الروماني، والأرز والسكر والبرتقال والتوابل من آسيا في العصور الوسطى، إلى الفاصوليا والبطاطس في العالم الجديد في التبادل الكولومبي بعد عام 1492، وصلصات الكاري الحارة من الهند في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. والعديد من الخضروات التي نراها اليوم في المطبخ البريطاني مثل الملفوف والبازلاء والكرز، جُلِبَت محاصيل بواسطة الرومان أيضًا، واستدرك قائلاً: "لكنني أطبخ من جميع ثقافات العالم. وأصف الطبخ الذي نقوم به في بريطانيا بأنه خارق للطبيعة، حيث أن كل شيء مصمم من الطبيعة. سواء كان ذلك من المزرعة إلى المائدة أم لا، في أكثر التربة كثافة بالمغذيات أو أكثر النظم البيئية تنوعًا بيولوجيًا، فهذا هو المكان الذي نريد طهي الطعام منه. نحن نريد الحفاظ على السلامة الطبيعية، ونستخدم الكثير من التخمير، مما يخلق هذا التعبير الطبيعي المذهل للطبخ..
أطبخ من جميع ثقافات العالم. وأصف الطبخ الذي نقوم به في بريطانيا بأنه خارق للطبيعة
وعن الفرصة التي أتيحت له في مهرجان "وات ذا فود" في السركال أفينيو هذا العام، تابع الشيف دوغلاس ماستر وهو يكشف عن فائدة وجوده فيه: "أنا هنا اليوم لأتحدث عن أنظمة الغذاء الدائرية، وعن عدم إهدار الطعام وعلاقته بالطبيعة، لأن هذه النظرة للعالم هي شيء من المستقبل، شيء أعتقد أنه بغض النظر عن مكان وجودك في العالم، يمكنك الاستلهام منه".
يختار دوغلاس أي طاهٍ يجد في وصفاته الإلهام، فهو يتابع العديد من الطهاة الذين عمل معهم سابقًا. (طهاة مثل فيرغوس هندرسون من سانت جون، ورينيه ريدزيبي من نوما). يعلّق قائلاً: "لكن بصراحة، أكثر الطهاة إلهامًا لي هم طهاة الفرق التي أعمل معها. ماكس، ويل، مون، ورايان، هؤلاء هم أكثر الطهاة إلهامًا لي".
في السركال أفينيو بدبي.. طهاة يعرضون مهاراتهم في what The Food
الشيف سحر العوضي: "وات ذا فود" فرصة للحديث عن مكونات الطبخ الإماراتي
سحر العوضي، شيف إماراتية، وصاحبة، مطعم عبرة، وجدت طريقها في إبراز لمساتها الإبداعية بمجال الطهي الاحترافي، وتحديداً في مجال صناعة الحلويات والمخبوزات التي تعكس شخصيتها «الملتزمة بإدارة الوقت والدقة»، وقد سبق وقدمت تجربة استثنائية في مطعم «قِربوا» الذي افتتح أبوابه أخيراً في منطقة «ند الشبا 1» بدبي، وهي الآن تستعد لافتتاح مطعمها عبرة، الذي تقول عنه: "اخترت اسم عبرة، هي التي تعبر الخور بدبي، وهي رحلة تأمل في نوع من القوارب التقليدية، في العبرة على خور دبي التاريخي، حيث تُجمع الدروس والعبر من خلال استكشاف معالم دبي السياحية القديمة.
الدروس والعبر من خلال استكشاف معالم دبي القديمة، وهو مفهوم الطعام الإماراتي الذي أعده في مطعمي
وهذا هو مفهوم الطعام الإماراتي الذي أعده في مطعمي، لاحساسي الكبير، أن العبرة، هي الاسم الذي يميز أطباقي، وفي الوقت نفسه، العبرة هي التعبير عن السحر، وتأتي من كلمة: "أبرا داكابرا"، لنقل مفهوم السحر في الأطباق التي أحصرها بلمسات عصرية، لا أقول إن الطهي الإماراتي الأصيل بعيد عن أطباقي، أنا أستشف طعامي من الوصفات الإماراتية الأصيلة، والنكهات، وأقدمها بطريقة جديدة. وأهم طبق في مطعمي هي الصالونا، التي تقدم في كل بيت إماراتي، على الأقل مرة في الأسبوع، وقد استوحيت من الوصفة القديمة، سحرًا جديدًا، وجهزت الطبق بطريقة حديثة".
أثنت الشيف على مشاركتها، في "وات ذا فود"، عبر جلسة تفاعلية عبرت فيها عن مضمون ثقافتها، وأطباقها الإماراتية، وتكلمت عن الأطباق الإماراتية والمكونات الأصيلة، التي لا نراها في المطاعم، تعلّق قائلة: "أنا كشيف إماراتية أكشف هذه المكونات، وأقدمها بطريقة مستساغة يحبها الناس".
الشيف تالا بشمي: أستوحي أطباقي من خلال أسفاري
التقينا مع الشيف تالا بشمي وهي فنانة في مجال الطهي ولدت في البحرين وتدرّبت في سويسرا، حيث اكتسبت شهرة دولية لنهجها المبتكر في المطبخ البحريني، وبفضل شغفها بإعادة تصور الأطباق التقليدية، وحصلت على لقب أفضل طاهية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2022.
تدير تالا مطعم "فيوجنز" وقد نجح في تعزيز مكانته على الساحة العالمية في مجال الطهي، ويقع المطعم، هذه الجوهرة البحرينية في فندق الخليج الشهير بالبحرين، حيث تم تكريمه لثلاث سنوات متتالية كأحد أفضل 50 مطعمًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تقول تالا: "أستوحي أطباقي من خلال أسفاري، لأحصل على تنوع هائل في فنون الطهي حول العالم، حيث يمكن أن يكون لكل سفر أو رحلة ثقافية أطباقها المميزة، وصحيح أن الأطباق المنقولة قد تكون رائعة، لكنها لا تقارن أبداً بالتجربة الأصيلة، في بلد الطبق الأساسي، وعادة، ما أقتبس الأكلة الأصلية، وأكونها بطريقة أخرى، تناسب سكان المنطقة".
أستوحي أطباقي من خلال أسفاري، لأحصل على تنوع هائل في فنون الطهي حول العالم
لم تتعرض تالا للفشل في الأطباق، كما تقول، وتستدرك قائلة: "عندما أسافر، أواجه مشكلة في إيجاد مكونات الأطباق، حيث تختلف مذاقاتها من بلد لآخر، ودائماً أجهز خطة ثانية لتحضير الطبق، باستخدام البدائل".
تكلمت تالا عن فرصتها مع السركال أفينيو، في وات ذا فود، وتابعت: "هي فرصة لا تعوض، لأقابل أناساً قد أعرفهم سابقاً، وأتكلم معهم عن المكونات في العالم القديم، وكيف أعيد استخدامها مجدداً، وأعرف الذواقة عليها".
ما هي المطاعم التي تميزت هذا العام في مهرجان"ما الطبخة 2025"؟
- مطعم ماست: الذي تميز بتقديم لحم الغزال المميز، مع البطاطس المقلية والبرجر. والسمبوسة مع تشكيلة من الصلصات المنزلية المبتكرة، بالإضافة إلى مشروب الكاكاو الساخن المميز، والماتشا اللذيذ، والموهيتو المنعش.
- مطعم توشيز: متخصص في الحلويات المبتكرة، يقدم تشيز كيك مقلوب، كرات تشيز كيك، وآيس كريم بنكهات جديدة، مما يجعله وجهة مثالية لعشاق الحلويات المميزة.
- مطعم يامرا: والذي قدم إرثه بتسخير نار الحطب لإعداد مأكولات شوارع جريئة وراقية. كل طبق مستوحى من نكهات من جميع أنحاء العالم، يُجسّد تحيةً للتقاليد، ولكنه مُعاد ابتكاره ليُناسب العصر الحالي. .
- مطعم حانون: الذي نقل روح دمشق إلى دبي، مقدماً مأكولات سورية شهية محضرة بعناية وحرفية. بوصفات عريقة مثل الفلافل والشاورما والمازة، مصنوعة من خبز مخمر طويلًا ومكونات طازجة من المزرعة.
- مطعم لا موريتا: نكهات هذا المطعم مكسيكية، بلمسة عصرية، تجمع بين مأكولات الشارع المكسيكية التقليدية وتقنيات الطهي المعاصرة.
- مطعم ناما يوسو: تأسس مطعم ناما يوسو في عام 2023 على يد أربعة أصدقاء طفولة إماراتيين، وهو مطعم ياباني محلي في مردف أعاد تعريف الطعام الياباني المعاصر في المجتمع. وتتميز قائمته بإبداعات عصرية أعدها الشيف ريف عثمان، الحاصل على جائزة دليل ميشلان، والشيف التنفيذي سوسو تشوين. ناما يوسو أكثر من مجرد مطعم، بل هو قصة صداقة وشغف، حيث تلتقي التقاليد بالابتكار في جو من الدفء والأناقة البسيطة.
- مطعم داسترخان: داسترخان طاولة مستديرة تقليدية في الثقافة الكازاخية، يرمز شكلها الدائري إلى الشمس والأسرة والوحدة. في العصر البدوي، ثم تُطرح الأسئلة حول من أين جاء أو إلى أين يتجه. أطباقه الكازاخية، بطقوس تناول الطعام حول داسترخان راسخة.
- مطعم بيت صغير: في معرض "ما الطبخة 2025"، نقدم لكم لينا، صادفنا أصغر خبازة على المائدة، تعيد صياغة وصفاتها التقليدية لتتحول إلى طقوس عصرية. نفس الدفء، بنكهة جديدة. تذوقوا غدًا، اليوم.
- مطعم البستان: مطعمٌ مميزٌ يقع في قلب منطقة حد السعديات، في أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، قدم "ذا غروف" أشهى المأكولات البحرية في أبوظبي. ويعد الأكثر حضوراً في الفعاليات التي تقام في الإمارات.
- مطعم الثعلب الصغير: المطعم اللندني الذي حرص فقط على تقديم شرائح لحم وبطاطس مقلية مُعدّة بإتقان، تُقدّم على طريقة روليز.
إحياء النكهات التراثية
تناول المهرجان مجموعة واسعة من المواضيع المختلفة، مثل إحياء النكهات التراثية، وانتشار مفهوم الاستدامة في عالم الطعام، والسرد القصصي في مجال فنون الطهي. وأبرز الأنشطة جلسة تجمع الطهاة الإماراتيين مثل فيصل الهرمودي، فيصل ناصر وخالد السعدي، الذين يسلطون الضوء على التوجهات الثقافية والأطباق والأفكار المبتكرة التي تؤثر على مشهد الطعام المحلّي.
وقد تميز برنامجه الغني بمنهجية تحدي الممارسات التقليدية في عالم الطعام، وتسليط الضوء على الحلول المبتكرة والممارسات العصرية، ومن ثم إيصالها إلى الجمهور حتى يتسنى لهم المشاركة في رسم ملامح جديدة لهذا المشهد.
