الدخول في علاقة طويلة الأمد خطوة مهمة تتطلب تفكيراً ونضجاً واستعداداً للالتزام، والاستعداد للعلاقة العاطفية يتوقف على عوامل عديدة، منها الشعور بالراحة مع الذات، وعدم الاعتماد على شريك للسعادة الكاملة، والرغبة الحقيقية في مشاركة الحياة والتواصل مع شخص آخر، حول هذا الموضوع وفي السياق التالي "سيدتي" التقت خبيرة العلاقات الأسرية هاجر إدريس؛ لتخبرك هل أنت مستعد فعلاً للدخول في علاقة عاطفية؟.
متطلبات الدخول في علاقة عاطفية

تقول هاجر إدريس لـ"سيدتي": يتطلب الدخول في علاقة عاطفية الاستعداد العاطفي والنفسي والاجتماعي والمالي لتحقيق النجاح، ويشمل ذلك تحقيق النضج الذاتي، ومعالجة جروح الماضي، وتطوير مهارات التواصل الفعّال والصادق، فضلاً عن القدرة على تقديم الدعم المتبادل وتقبل الشريك، كما يشمل الاستعداد أن تكون لديك ثقة قوية بنفسك وقدرة على التواصل المفتوح، وأن يكون لديك الاستعداد للانفتاح عاطفياً والالتزام بشريك واحد، وعلى استعداد لبذل الجهد والالتزام، ومن المهم أيضاً التفكير في دوافعك الحقيقية وعدم الدخول في علاقة لسد الفراغ العاطفي أو للهروب من مشاكل شخصية، ومن المهم أيضاً أن تكون أهدافك وقيمك متوافقة مع شريكك المفترض وأن تكون قادراً على بناء علاقة صحية ومستقرة معه.
علامات يجب الاستعداد لها قبل الدخول في علاقة.. فهل تنطبق عليك؟
تقول هاجر إدريس إنه قبل الدخول في علاقة عاطفية، يجب الاستعداد بوعي ذاتي، والتحلي بالاستقرار العاطفي، والثقة بالنفس، والقدرة على التواصل والتعامل مع المشاعر بفعالية، كذلك القدرة على دعم نفسك مالياً، وتقبل الذات بعيوبها، إلى جانب بعض العلامات الأخرى وهي كالآتي :
الشعور بالاستقلالية والسعادة الذاتية
يجب أن تكون لديك علامات مثل الشعور بالاستقلالية والسعادة الذاتية، مما يعني أن تكون راضياً عن حياتك الخاصة ولديك هوايات واهتمامات خاصة بك، ولا تعتمد على شريك لإكمال حياتك، فالحفاظ على الاستقلالية الشخصية أمر مهم، ويجب على كل طرف الحفاظ على أصدقائه وهواياته وحياته الخاصة، وهذا الاستعداد يشمل أيضاً وجود ثقة بالنفس، وأن يكون لديك وعي ذاتي، وعلى علم باحتياجاتك العاطفية بدقة، وفهم مشاعرك، بما في ذلك المشاعر السلبية، وقبولها من دون محاولة قمعها، ولديك قناعة، ووعي عاطفي بأنك لا تعتمد على شريكك؛ ليُشعرك بقيمتك أو سعادتك، وأن العلاقة يجب أن تُكمّل حياتك.
قد ترغبين في التعرف إلى: سلوكيات تكشف عن النضج العاطفي لخطيبك
الثقة بالنفس والراحة مع الذات
قبل الدخول في علاقة عاطفية، يجب الاستعداد بعلامات تدل على الثقة بالنفس والراحة مع الذات، مثل قبولك لنفسك بكل مميزاتك وعيوبك، وقدرتك على الاستمتاع بوقتك منفرداً، وأن تشعر بالرضا عن نفسك، ولا تسعَ لعلاقة لأنك تشعر بأنها واجب اجتماعي فقط، أو لمجرد علاقة فقط لملء الفراغ.
الرغبة في المشاركة وليس الحاجة
أنت تريد أن تشارك حياتك مع شخص آخر لأن ذلك يثري حياتك، وليس لأنك بحاجة ماسة لشخص ما لملء فراغك العاطفي، ويجب الاستعداد من خلال تحقيق الاستقرار العاطفي، وتكوين هوية مستقلة، والقدرة على تحمل المسؤولية، كما يجب الانتباه إلى مؤشرات مثل الالتزام بالجهد في العلاقة، والتواصل الفعّال، والرضا عن العلاقة نفسها بدلاً من الاعتماد عليها كمصدر وحيد للسعادة.
القدرة على التواصل الفعال
قبل الدخول في علاقة، لابد من الاستعداد بقدرتك على التواصل المفتوح والصادق، والاستماع الفعال لشريكك، وفهم لغة جسده، وإدارة انفعالاتك، وتقديم النقد البنّاء، فإن بناء علاقة قوية يتطلب مهارات تواصل فعّالة، فهل أنت قادر على التعبير عن مشاعرك وأفكارك بصراحة، وتتمتع بمهارات الاستماع الجيد وحل المشكلات بنفسك.
الاستعداد للالتزام
للاستعداد للدخول في علاقة عاطفية ملتزمة، عليك أن تتحقق من استعدادك النفسي والعاطفي والعقلي، وتستطيع تحمل المسؤولية، ولديك القدرة على اتخاذ قرارات عقلانية، مع التركيز على الثقة بالنفس، ومهارات التواصل الجيدة، ووجود هدف مشترك بينكما، وفهم أهمية المسؤولية المشتركة، فهل أنت شخص مستعد لمشاركة حياتك مع شخص واحد وتقبل فكرة الالتزام به.
السياق التالي يعرفك: علامات النضج العاطفي
الانفتاح العاطفي
يجب التأكد من الاستقرار العاطفي والقدرة على التعامل مع المشاعر بشكل صحي، ووجود وقت كافٍ للتطور الشخصي والتركيز على الاهتمامات الخاصة، كما يجب التأكد من القدرة على التسامح مع الذات والآخرين، وعدم الاعتماد على الشريك كمصدر وحيد للسعادة، وأنك منفتح على مشاركة تجاربك ومشاعرك مع شخص آخر، ومستعد لتحمل المسؤولية عن أفعالك في العلاقة.
الاستعداد العاطفي والنفسي

أن تكون تجاوزت تجارب العلاقات السابقة، وتستطيع تحمل المسؤولية، ولديك القدرة على اتخاذ قرارات عقلانية، يجب أن تكون مستعداً عاطفياً قبل البدء في علاقة جدية؛ حيث إن الدخول في علاقة مع جروح لم تلتئم قد يؤدي إلى تكرار الخلافات والمشاكل.
الوعي بالذات
يجب أن تكون مستعداً لمواجهة نفسك بصدق، وتحديد قيمك وأهدافك، وامتلاك الاستقرار العاطفي، ووضع حدود صحية، ومن الضروري أن تكون على دراية وفهم لدوافعك وما تبحث عنه في العلاقة، فالدخول في علاقة لسد فراغ داخلي قد يؤدي إلى علاقات غير صحية.
الصدق وعدم التظاهر
الصدق مع الشريك ومع الذات هو أساس العلاقة، فلابد أن تتوافق مشاعرك وأفعالك مع معتقداتك وقيمك، مع تجنب التظاهر بأنك شخص مختلف عما أنت عليه، كما يجب أن يكون لديك الاستعداد للوضوح في احتياجاتك وتوقعاتك وعدم تزييف الحقائق حول شخصيتك، فهذا أمر ضروري لبناء علاقة سليمة ومستقرة.
الاستعداد للتحديات
يجب أن تكون مستعداً نفسياً وعاطفياً بشكل كافٍ، مع امتلاك مهارات تواصل قوية وثقة بالنفس ووعي بقيمك الخاصة، والاستعداد لتقبل الاختلافات في الشخصية والتعامل معها بمرونة، وتقبل فكرة عدم الاتفاق على بعض الأمور، كما يجب أن تكون مستعداً لمواجهة التحديات والصعوبات التي قد تنشأ في العلاقة، بل والعمل على حلها معاً بالتفاهم والتواصل.
الاستقلال المالي
قبل الدخول في علاقة عاطفية يجب أن يكون لديك وظيفة موثوقة أو مصدر دخل ثابت يغطي احتياجاتك الأساسية، ويسمح لك بتغطية نفقاتك اليومية، فيجب التأكد من استقلالك المالي عبر وجود دخل ثابت، وتغطية النفقات الأساسية، والادخار للمستقبل، بالإضافة إلى امتلاك خطة مالية واضحة، والاستقلال المالي يعني القدرة على إدارة شؤونك المالية بنفسك والعيش دون عبء الديون الثقيلة أو الاعتماد على الآخرين مادياً، والشعور بالثقة في قدرتك على دعم نفسك مالياً، وتجاوز تحديات الحياة دون الحاجة لشريك.
التعافي من الماضي
لابد من التأكد أنك عالجت مشاعرك، وتعلّمت من أخطائك، وتجاوزت الغضب أو الندم، وأصبحت مستعداً للصفح عن نفسك وعن أخطاء الماضي، وألا تسعى للدخول في علاقة جديدة وأنت ما زلت تحمل جروح الماضي، وأنك أصبحت قادراً على عيش اللحظة الحالية وتركيز طاقتك على مستقبلك بدلاً من التفكير في علاقاتك السابقة؛ لأن ذلك قد يؤثر على نظرتك للطرف الآخر ويؤدي إلى تكرار المشاكل.
والرابط التالي يجيبك عن السؤال: متى تبدأ تحمل المسؤولية عن حياتك الشخصية؟





