mena-gmtdmp

إشارات تدل على تعرض طفلك للتنمر في المدرسة أو عبر الإنترنت

في عالم تتسارع فيه التقنيات التكنولوجية وتطور العلاقات الاجتماعية، أصبح التنمر أحد أبرز التحديات التي يواجهها الأطفال، سواء في المدرسة أو عبر الإنترنت، والمشكلة أن طفلك قد لا يخبرك صراحةً بتعرضه للتنمر؛ خوفاً أو خجلاً، أو ربما شعوراً بالذنب، ولهذا من المهم أن يكون الآباء قادرين على قراءة الإشارات غير المباشرة التي تشير إلى وجود مشكلة. وطبياً، كلما اكتشفنا التنمر مبكراً، كان بإمكاننا التدخل بسرعة وحماية صحة الطفل النفسية والجسدية.
في هذا التقرير، يعرض الدكتور محمود الزيني، أستاذ الطب النفسي للأطفال، أهم العلامات السلوكية والجسدية والنفسية لتعرض طفلك للتنمر، ويشرح تأثيراته على الطفل، بالإضافة إلى نصائح عملية حول كيفية التعامل مع هذا الموقف بطريقة فعّالة.

علامات سلوكية تشير إلى تعرض الطفل للتنمر

رفض الذهاب إلى المدرسة فجأة
من أكثر علامات التنمر وضوحاً؛ هو التغير المفاجئ في حب الطفل للمدرسة. إذا كان طفلك يحب المدرسة، وفجأة بدأ يرفض الذهاب، أو يشتكي من ألم غير مبرر (مثل صداع أو ألم في المعدة) في الصباح؛ فهذه إشارة قوية على وجود توتر أو ضغط نفسي هناك.
انخفاض مفاجئ في التحصيل الدراسي
يتسبب التنمر في تشتت التركيز، والخوف، وضعف الثقة بالنفس، مما ينعكس مباشرة على أداء الطفل الدراسي. إذا لاحظتِ تراجعاً كبيراً ومفاجئاً في الدرجات أو فقدان الحماس تجاه الدراسة؛ فقد يكون هناك تنمر في الخلفية.
الانعزال عن الأصدقاء أو فقدانهم
إذا توقف طفلك عن الحديث عن أصدقائه، أو أصبحتِ تلاحظين أنه يقضي وقتاً طويلاً وحيداً من دون تواصل اجتماعي؛ فقد يكون السبب أن أصدقاءه يتعرضون له، أو يستبعدونه من الأنشطة.
تغيرات مفاجئة في السلوك العام
الغضب الزائد، التهيج، الصمت غير المعتاد، أو حتى السلوك العدواني، كلها علامات على أن الطفل يمرّ بمشكلة نفسية داخلية. التنمر يمكن أن يسبب هذه الاضطرابات العاطفية بشكل كبير.

علامات جسدية قد تكون نتيجة للتنمر

طفل يرفض الذهاب للمدرسة

كدمات أو إصابات غير مبررة:

إذا عاد طفلك إلى المنزل بكدمات أو خدوش، من دون تفسير واضح، أو قال إنه "سقط" أو "لعب مع أصدقائه"، فيجب التحقق بعناية، فقد تكون هذه علامات على عنف جسدي في المدرسة.

احذري القسوة على نفسية طفلك التفاصيل داخل التقرير

فقدان أغراضه المدرسية المتكرر:

هل أصبح طفلك يضيع أقلامه أو حقيبته أو طعامه باستمرار؟ التنمر قد يتضمن سرقة الأغراض الشخصية أو إتلافها، خصوصاً لدى الأطفال الصغار.

اضطرابات النوم والأكل:

الأطفال المتعرضون للتنمر، قد يعانون من كوابيس متكررة أو صعوبة في النوم، كما يمكن أن تلاحظي فقدان الشهية أو الإفراط في الأكل كردّ فعل عاطفي.

علامات نفسية وعاطفية تحتاج إلى انتباه

طفلة تشعر بألم نفسي وعدم ثقة بالنفس
  • هل هناك انخفاض واضح في الثقة بالنفس؟ هل أصبح طفلك يقول عبارات مثل: "أنا غبي" أو "ما حد يحبني؟"، هذا النوع من الحديث قد يدل على أنه يتعرض لتحقير متكرر من زملائه في المدرسة أو على الإنترنت.
  • البكاء من دون سبب واضح: إذا لاحظتِ أن طفلك يبكي فجأة أو ينعزل عند العودة من المدرسة، أو بعد استخدام الأجهزة الإلكترونية؛ فقد يكون ذلك تعبيراً عن ضغط نفسي داخلي نتيجة للتنمر.
  • نوبات قلق أو فزع: بعض الأطفال الذين يتعرضون للتنمر يعانون من أعراض قلق حادة: التعرق، خفقان القلب، ارتباك عند الحديث، أو حتى تجنّب مقابلة الناس.

علامات على التنمر الإلكتروني

طفلة حزينة تطلب الدعم من أمها
  1. تغير في تعامله مع الهاتف أو الإنترنت: هل أصبح طفلك يخفي هاتفه فجأة عند اقترابك؟ هل أصبح يرفض استخدام الإنترنت بعد أن كان يستمتع به؟ هذه علامات على أنه قد يتعرض لمضايقات رقمية أو تهديدات.
  2. تلقي رسائل غريبة أو مسيئة: انظري إلى سلوك طفلك عند تلقي إشعارات أو رسائل، إذا بدا عليه الارتباك أو القلق أو أغلق الجهاز بسرعة؛ فقد تكون هناك رسائل تنمّر.
  3. تغير الحسابات أو حذف التطبيقات: إذا قام طفلك بتغيير حساباته بشكل متكرر، أو حذف بعض التطبيقات، أو طلب إيقاف الإنترنت بشكل مفاجئ؛ فربما يحاول الهروب من موقف سلبي يتعرض له أونلاين.

ماذا يجب أن تفعل الأسرة؟

طلبة وطالبات يطالبن بوقف التنمر
أطفال يستنجدون بالأهل والمعلمين
  • افتحي باب الحوار، وابدئي بسؤال طفلك بلطف، واستخدمي أسئلة مفتوحة ومباشرة، ما يساعد على فتح باب التواصل، من دون إشعاره بالضغط أو الخوف.
  • استمعي من دون إصدار أحكام، واحرصي على عدم لوم الطفل أو التقليل من مشاعره؛ فطفلك يحتاج إلى الشعور بالأمان والدعم.
  • تواصلي مع المدرسة، في حال تأكدكِ أو حتى شككِ بأن هناك تنمراً؛ تواصلي مع الإدارة أو المعلمين، واطلبي معرفة ما يحدث في الصف أو ساحة اللعب.
  • درّبي الطفل على المواجهة الآمنة، علّمي طفلك عبارات قوية ليتعامل بها مع من يسبب له ضيقاً بشكل ما، وساعديه على تعزيز ثقته بنفسه؛ من خلال مشاركته بأنشطة رياضية أو فنية تبني شخصيته.

الأهم: راقبي المحتوى الرقمي

شاركي طفلك الألعاب الرقمية وبرامج الشات


تابعي سلوك طفلك الرقمي، وحددي أوقات الاستخدام، وعلّميه كيف يحظر أو يبلغ عن أي محتوى مؤذٍ، وإذا لاحظتِ أن علامات القلق، الاكتئاب، أو الانسحاب الاجتماعي مستمرة لفترة طويلة، أو بدأت تظهر على الطفل أعراض جسدية مستمرة؛ مثل التقيؤ أو فقدان الوزن، فهنا يجب التوجّه إلى طبيب أو أخصائي نفسي مختص بالأطفال.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.