وجود اختلافات بين الشريكين، هي طبيعة بشرية ناتجة عن اختلاف الطباع، والأهداف، والخلفيات الثقافية، وهذه الاختلافات ليست بالضرورة سلبية، إذا تم التعامل معها بالاحترام المتبادل، والحوار البناء، والتفاهم، بل يمكن أن تكون مصدرًا للتطور والتكامل بين الشريكين، وتجعل العلاقة أكثر ثراءً وتنوعًا، لذا لا بد من تقبل فكرة الاختلافات كجزء طبيعي من العلاقة والحفاظ على الاحترام المتبادل والهدوء، والنظر إلى الاختلافات كفرصة للإثراء والنمو المشترك، حول هذا السياق "سيدتي" التقت خبيرة العلاقات الأسرية علا الدسوقي لتخبرنا عن أسرار فهم الشريك الآخر وكيفية التعامل مع اختلاف الطباع.
الاختلاف في البيئات والخلفيات قد يكون مصدرًا للنمو

تقول علا الدسوقي لسيدتي : اختلاف الطباع بين الشريكين أمر طبيعي بسبب الاختلاف في البيئات والخلفيات، ويمكن أن يكون مصدرًا للنمو والتكامل لبلوغ السعادة بما يحدثه من تنوع في الحياة الزوجية وأن كل طرف يكمل الطرف الآخر إذا تم التعامل معه بشكل صحيح، ولفهم الآخر والتعامل مع اختلاف الطباع، من الضروري تبني الاحترام المتبادل، والاستماع الفعال دون مقاطعة، والتعامل بحوار هادئ بدلاً من الجدال، ومن المهم التعبير عن المشاعر والبحث عن نقاط مشتركة، كما أن المرونة وعدم محاولة تغيير الآخر بالقوة، ووضع حدود واضحة، واستخدام التنازلات بحكمة، وتقبل الاختلافات كأمر طبيعي من العلاقة مع الاستعداد لبعض التنازلات والمرونة واستخدام التنازلات بحكمة، كلها أمور أساسية لنجاح العلاقة.
ويمكنك من السياق التالي التعرف إلى أسباب الخلافات الزوجية؟
نصائح فعالة للتعامل مع اختلافات الطباع ولتعزيز فهم الآخر
تقول علا الدسوقي ينبغي عليك معرفة أن لكل منكما شخصية مختلفة عن الآخر، وأن الاختلافات جزء طبيعي من العلاقة، لذا حاولي دائماً أن تنظري بعيون شريكك وتعبري عما في نفسك من زاويته وكوني مستعدة لتغيير رأيك إذا قُدمت حجج قوية، فهذا يشجع على الحوار المفتوح، وبالنصائح والأسرار التالية يمكنك فهم شريكك والتعامل مع اختلاف الطباع بينكما :
المرونة والتسوية
من الضروري تبني المرونة والتسوية للتغلب على اختلاف الطباع وذلك من خلال تحسين الاستماع والذكاء العاطفي، مع التركيز على تغيير سلوكك بدلاً من محاولة تغيير الآخر، والتعامل باستراتيجية واضحة لحل المشكلات بدلاً من الدخول في جدال غير مُجدٍ، كما أن قبول الاختلاف وتقبل أنماط الشخصيات المتعددة، والبحث عن أرضية مشتركة أمر أساسي لنجاح العلاقة، لذلك كوني مستعدة لتقديم تنازلات وتذكري أن التنازلات المتبادلة ضرورية لبناء علاقة متينة، كما يمكنك تغيير رأيك والوصول إلى حلول وسط ترضيكما، مع الحفاظ على أخلاقك وقيمك الأساسية.
احترام المساحة الشخصية
يجب أن تحترم خصوصية الآخر في مساحاته الخاصة سواء في المنزل أو العمل، مع الحفاظ على التواصل المفتوح والدائم، فكوني متواجدة عاطفيًا، ولكن افهمي أن المساحة الشخصية هي جزء من علاقة صحية تدعم النمو الفردي، وذلك للحفاظ على بيئة مريحة ومحترمة ومُحفزة على النمو.
تجنب تدخلات الآخرين
حافظي على خصوصية المشاكل بينك وبين شريكك وتجنبي تدخل الآخرين لتجنب تعقيد الأمور، وإذا حاول أحدهم التدخل، عبري عن عدم ارتياحك بهدوء أو ارفضي المشاركة في مواضيع لا تريدين الحديث عنها، مع التركيز على الحفاظ على سلامك الداخلي، وعدم إعطاء الآخرين فرصة لإثارة المشاكل.
والرابط التالي يعرفك: كيفية التعامل مع اختلاف الطباع بين الخطيبين
الاستماع الفعّال

منح الطرف الآخر الوقت الكامل للتعبير عن وجهة نظره دون مقاطعة، والانتباه الكامل له واستخدام تقنيات مثل التلخيص للتأكد من أنكِ فهمتِ ما قيل، والانتباه الكامل له وطرح أسئلة توضيحية، وإعادة صياغة ما قاله للتأكد من أنك استوعبت الرسالة بشكل صحيح، وحاولي أن تفهمي مشاعر شريكك ورسائله العاطفية، وليس فقط الكلمات التي يقولها، مع إظهار التعاطف والتفهم، وليس بالهجوم أو الدفاع، فهذه المهارة ضرورية لتعزيز الثقة والتفاهم التغلب على اختلاف الطباع وتقوية العلاقة.
البحث عن القواسم المشتركة
حاولي إيجاد نقاط اتفاق واهتمامات مشتركة، وذلك لتقليل التوتر وتعزيز التفاهم المتبادل، ويمكنك التركيز على الأهداف الحياتية، والمهارات التي تكمل بعضكما البعض، كذلك الاتفاق على القيم الأساسية، والجوهرية في الحياة، مثل الصدق، واللطف، واحترام الآخر، كذلك القدرة على فهم مشاعره والتعاطف معه، والتواصل بفعالية لحل المشكلات.
استخدام عبارات"أنا" بدلاً من "أنت"
يمكن أن تؤدي الكلمات الاتهامية إلى إيقاف المناقشة في مسارها، فبمجرد أن يشعر أحدكما أو كلاكما بالهجوم يبدأ بالدفاع، لذلك يمكنك أن تُعبّري عن مشاعرك واحتياجاتك بإستخدام عبارات تبدأ "بأنا أشعر" بدلاً من إتهام الطرف الآخر مثل "أنت دائماً"، وذلك لتجنب إلقاء اللوم وجعل الطرف الآخر دفاعياً وهنا يكمن الفرق بين عبارات "أنا" وعبارات "أنت".
التواصل الصادق والواضح
يجب ممارسة التواصل الصادق والواضح عبرالإستماع الفعال، مع إظهار الاحترام، واستخدام لغة جسد إيجابية، وتجنبي المقاطعة، والتحدث عن مشاعرك واحتياجاتك بصدق ووضوح، ولكن بلباقة واحترام، وتجنبي الكلمات الزائدة والتحدث بما هو ضروري فقط، واشرحي حدودك وتوقعاتك بشكل مباشر لتجنب سوء الفهم.
الحفاظ على الهدوء
تفادي الانفعال أوالعصبية، وتجنبي الدخول في جدالات حادة، مع الحفاظ على نبرة صوت هادئة وصادقة، وحاولي أن تكون ردودك هادئة وبناءة إذا أثر اختلاف الطباع على مشاعرك، وذلك بأخذ أنفاس عميقة والتريث قبل الرد، مع استخدام لغة جسد إيجابية وطرح أسئلة مفتوحة للفهم بدلًا من الهجوم، وحاولي التركيز على نقاط الاتفاق بدلًا من الاختلاف، بل كوني منفتحة للأفكار الجديدة، وتجنبي أن تكوني متعصبة لرأيك فقط.
تجنب الجدال
بدلاً من الدخول في جدال عقيم، ومواجهة مباشرة، يمكنك استخدام أسلوب الحوار والنقاش البناء، مع محاولة التركيز على إيجاد حل مناسب بدلًا من كسب الجدال، كما يمكنك معرفة متى تنسحبين من النقاش إذا أصبح غير بناء.
الاعتراف بالخطأ
ركّزي على التعاطف وفهم وجهات نظره المختلفة، والالتزام بتصحيح السلوك في المستقبل، وإبدئي بوضع نفسك مكان شريكك، وتذكري أوقاتاً شعرت فيها بمشاعر مماثلة، يمكنك أن تعترفي بخطئك مباشرة وتحملي المسؤولية وبصدق دون محاولة تبرير نفسك أو التقليل من شأن الخطأ، واعلمي أن الأهم من الاعتذار هو الالتزام بعدم تكرار نفس الخطأ مستقبلاً.
والآن بعد أن عرفتِ كيفية التعامل مع اختلافات الطباع فهل ما زلت تعتقدين بأن مختلفي الطباع.. يمكن أن تنجح علاقاتهما؟





