mena-gmtdmp

عازفة التشيللو الإماراتية إلهام المرزوقي: أحمل ثقافتي معي في طريقة تفسيري للعزف وصياغة الأنغام الموسيقيَّة

عازفة التشيللو إلهام المرزوقي
عازفة التشيللو إلهام المرزوقي

بدأت رحلتَها مع الموسيقى في المعهدِ الموسيقي الذي تملكُه أمُّها في أبو ظبي، العاصمةِ الإماراتيَّة، حيث درست العزفَ على البيانو في البداية، لتتعلَّمَ الانضباطَ، والصبرَ، وتستلهمَ من قدرةِ الموسيقى على إيقادِ الأحاسيس. وبعد أعوامٍ، شعرت برغبةٍ عارمةٍ في العزفِ على آلةٍ موسيقيَّةٍ مختلفةٍ وقويَّةٍ، وتقديمِ ألحانٍ فريدةٍ، ألحانٍ أوركستراليَّةٍ، فهي لطالما كانت ميَّالةً للآلات الموسيقيَّةِ التي تُصدِرُ ألحاناً أكثر عمقاً، لذا وجدت في التشيللو ما يلمسُ أحاسيسها أكثر من أي آلةٍ أخرى.. إلهام المرزوقي، التي أجادت العزفَ على البيانو وهي في الخامسةِ من عمرها، وكبرَ حبُّ الموسيقى معها إلى أن تعلَّقت بالتشيللو، حلَّت ضيفةً على «سيدتي»، فكشفت عن أنها لم تتمكَّن من كبتِ سعادتها العارمةِ عندما حملت هذه الآلةَ للمرَّةِ الأولى فقد شعرت بأنها جزءٌ منها، مبديةً فخرها بكونها أوَّلَ إماراتيَّةٍ تحترفُ العزفَ عليها، وتشاركُ بها في عروضٍ وفعاليَّاتٍ موسيقيَّةٍ عالميَّةٍ.

إخراج إبداعي وإدارة أزياء: جيف عون Jeff Aoun
تصوير: غريغ أدامسكي Greg Adamski
تنسيق الأزياء: كوان أنطوني Qwan Anthony
شعر: شانون جي جي ويليانز Shannon JJ Williams
مكياج: جيانلوكا كاسو Gianluca Casu
مساعد مصور: جيفري زامورا Jeffrey Zamora
مساعدة منسق الأزياء: سمريتي مكان Smriti Makan
تصوير فيديو: يوسف بوهوش Youssef Bouhouch
فريق "سيدتي": رنا الطوسي Rana AlToussi، وإيتشو دوكاو Icho Ducao
موقع التصور: دبي، فندق One & Only Royal Mirage
إنتاج: سكاي خيرة Sky Khaira

 

عازفة التشيللو الإماراتية إلهام المرزوقي

عازفة التشيللو إلهام المرزوقي
توب وتنورة من لويس فويتون Louis Vuitton

منظوري الفني

تتذكَّرُ إلهام أوَّلَ مقطوعةٍ لها بوضوحٍ. هي لم تكن مثاليَّةً، كما تقولُ، لكنَّها تردَّدت في داخلها، وبدت وكأنَّها صوتٌ حي. أمَّا بالنسبةِ إلى الذكرياتِ الأولى في رحلتها الموسيقيَّة، فإنها زاخرةٌ بجلساتِ التدريبِ الطويلة، واتِّقادِ المشاعر عند اكتشافِ ما يمكن للتشيللو أن يفعله، وكأنَّ الأمرَ أشبه ببدءِ حوارٍ لا ينتهي مع الآلةِ الموسيقية. تتابعُ: «أعيشُ بين عالمَين: العالمُ المنظَّمُ الذي يحكمه القانون، والعالمُ الموسيقي المفعمُ بالمشاعرِ والعواطف. التشيللو، هو المكانُ الذي يلتقي فيه الجانبان، المنطقُ والعاطفةُ، في انسجامٍ تامٍّ، لكنَّني لم أرغب أبداً في الالتزامِ بنوعٍ موسيقي محدَّدٍ. العزفُ عبر أنماطٍ متعدِّدةٍ مثل الموسيقى الكلاسيكيَّة، وموسيقى الجاز، والموسيقى العالميَّة، يجعلني موسيقيَّةً أفضل. ومن المقطوعاتِ التي تُلامسني دائماً فوكاليز لرحمانينوف، فهي مقطوعةٌ شجيَّةٌ، تُعبِّر عن العاطفةِ دون مبالغةٍ، ومفعمةٌ بالقوَّةِ بأسلوبٍ هادئ».
ولطالما كانت أسرةُ إلهام كلَّ شيءٍ بالنسبةِ لها، إذ لم يدَّخر زوجها أي جهدٍ لتولِّي المسؤوليَّاتِ الأسريَّة بالكاملِ أثناء سفرها، ما منحها حريَّةَ النموِّ بوصفها فنَّانةً مع الحفاظِ على التوازنِ في حياتها. تستطردُ إلهام: «بوصفي إماراتيَّةً، يكمنُ النجاحُ لدي في عزفِ الموسيقى الكلاسيكيَّةِ بالقدرةِ على إيجادِ التوازنِ بين الهويَّةِ الإماراتيَّةِ والطابعِ الموسيقي الغربي، لذا تجدني أحملُ ثقافتي معي في طريقةِ تفسيري للعزف، وصياغةِ الأنغامِ الموسيقيَّة، والتعبيرِ عن الإحساس. الأصالةُ لا تعني إدخالَ الألحانِ الإماراتيَّةِ في الأعمالِ الغربيَّة، وإنما تقديمُ الأداءِ من خلال منظوري الفنِّي الخاص، وقد حظيتُ بفرصةِ أداءِ مؤلَّفاتٍ لموسيقيين إماراتيين، منهم إيمان الهاشمي التي تُجسِّد أعمالُها روحَ منطقتنا، وتعكسُ كيف تحتفي دولتنا بتراثها الأصيلِ وروحِ الابتكارِ في آنٍ واحدٍ».

فرص الدعم والإرشاد من مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون

عازفة التشيللو إلهام المرزوقي
توب من ماكس مارا Max Mara
تنورة من توري برتش Tory Burch
جزمة من فندي Fendi

 

أسهمت مجموعةُ أبو ظبي للثقافةِ والفنون، ومهرجانُ أبو ظبي في تشكيلِ مسيرةِ إلهام الفنيَّة، كما تُؤكِّد، إذ أتاحا، بفضلِ رؤيتهما الطموحة، عديداً من الفرصِ الاستثنائيَّةِ للموسيقيين الإماراتيين، ليتمكَّنوا من الإبداعِ بموسيقاهم على الساحةِ الدوليَّة، فضلاً عن التعاونِ مع عددٍ من أبرزِ الفنَّانين العالميين على خشباتِ المسارحِ في الإمارات والعالم، وضمن الإقاماتِ الفنيَّةِ لكبارِ الفنَّانين في أبو ظبي، إلى جانبِ التدريباتِ المفتوحةِ مع أكبر فرقِ الأوركسترا العالميَّة. تقولُ: «من خلال دعمِ الجهتَين، حظيتُ بشرفِ العزفِ على خشبةِ عددٍ من أعرقِ المسارحِ حول العالم، مثلاً سافرتُ عامَ 2022 إلى بولندا لتسجيلِ السيمفونيَّةِ الثلاثيَّةِ: سلام.. حب.. تسامح برفقةِ أوركسترا أكاديميَّةِ بيتهوفن بقيادةِ دييجو نافارو، وهو عملٌ بتكليفٍ حصري، وإنتاجٍ من مهرجانِ أبو ظبي للمؤلِّفِ الموسيقي الإماراتي العالمي إيهاب درويش، بالتعاونِ مع المؤلِّفِ الموسيقي جون ديبني، الحاصلِ على جائزةِ إيمي، والمؤلِّفِ الموسيقي ديفيد شاير، الحاصلِ على جائزةِ الأوسكار، ويحتفي العملُ بقيمِ التعايشِ والسلامِ بين البشر. وفي وقتٍ لاحقٍ، تلقَّيتُ دعوةً للأداءِ في دورتَي عام 2023 و2024 من مهرجانِ أبو ظبي، الأولى مع أوركسترا فيلارمونيكا ديل تياترو كوميالي دي مودينا بقيادةِ تان دون، الحاصلِ على جائزة جرامي والأوسكار، والثانية مع أوركسترا مهرجان بوتشيني بقيادةِ ياكوبو سيباري دي بيسكاسيرولي. أيضاً شاركتُ في العرضِ الختامي لمهرجانِ عامِ 2024 برفقةِ الأوركسترا الوطنيَّةِ السيمفونيَّةِ الصينيَّة. لقد منحني مهرجانُ أبو ظبي، إلى جانبِ المنظومةِ الثقافيَّةِ الأوسع في دولةِ الإمارات العربيَّة المتَّحدة، منصَّةً للنموِّ والتعاون، وتمثيلِ الفنِّ الإماراتي في أرقى المسارح العالميَّة»، وتضيفُ: «حظيتُ بفرصةِ العزفِ على الساحةِ الدوليَّةِ مع أوركسترا الفردوس حيث شاركتُ بجولةٍ موسيقيَّةٍ في كندا ضمن فعاليَّةِ وعد الموسيقى: المؤتمرُ العالمي الأول حول التأثير الاجتماعي للموسيقى، المقدَّمةِ من مؤسَّسةِ جلين جولد في تورونتو. كذلك شاركتُ بأداءٍ موسيقي مع إيه. آر. رحمن في مومباي. أمَّا في دولة الإماراتِ العربيَّة المتَّحدة، فقد تشرَّفتُ بمشاركةِ المسرحِ مع نخبةٍ من أبرزِ الفنَّانين العالميين، من بيونسيه وأنوشكا شانكر إلى ستيوارت كوبلاند، وأندريا بوتشيلي، وإياد ريماوي، وغيرهم من الأسماءِ اللامعةِ الذين أضفوا على تجربتي الموسيقيَّةِ عمقاً وإلهاماً استثنائيين».
وحول تقبُّلِ شبابِ اليوم الموسيقى الكلاسيكيَّةَ مقارنةً بالماضي، تجيبُ إلهام: «دون شكٍّ، شبابُ اليوم أكثر شغفاً بالموسيقى الكلاسيكيَّة، ولا يحتاجون إلا لتعزيزِ معرفتهم بمكنوناتها المتألِّقة عبر حضورِ عروضٍ موسيقيَّةٍ، تزيدُ شغفهم بها. أودُّ رؤية مزيدٍ من المنصَّاتِ التي تتيحُ للموسيقيين الشبابِ إظهارَ إبداعاتهم، واغتنامَ فرصِ التعاونِ والإرشاد، ولا شكَّ أن الإمارات غنيَّةٌ بالمواهبِ الموسيقيَّة، وهم يحتاجون فقط إلى الفرصةِ للتألُّق».
ما رأيك بالتعرف على الشيخة بدور القاسمي

 

أنصح الإماراتيات بعدم التوقف عن التعلم فمع كل خطأ تزداد المعارف وتسطع المواهب وتكتسب الخبرات


آفاق رحبة تنتظرنا

عازفة التشيللو إلهام المرزوقي
توب وتنورة من فندي Fendi

 

شهدَ مسرحُ كارنيجي هول الشهيرُ في نيويورك تقديمَ إلهام أخيراً أوَّلَ أداءٍ لها على خشبته ضمن العرضِ العالمي الأوَّلِ لأوبرا «رحلةٌ إلى العالم الجديد»، الذي نظَّمه مهرجانُ أبو ظبي، بالتعاونِ مع كليَّةِ الملكة صوفيا للموسيقى. عن هذه التجربةِ تذكرُ: «كانت مشاركتي في عرضٍ موسيقي على مسرحِ كارنيجي هول في نيويورك لحظةً فارقةً بالنسبةِ لي. لقد استضافت خشبةُ المسرحِ أعظمَ الموسيقيين، لذا كانت مشاركتي بوصفي أوَّلَ عازفةِ تشيللو إماراتيَّة مدعاةَ فخرٍ واعتزازٍ كبيرين بالنسبةِ لي. البرنامجُ، تضمَّن سيمفونيَّةَ العالم الجديد لدفورجاك، ومقطوعةَ إل بويرتو من سويت ايبيريا للمؤلَّفِ ألبينيث، وكونشيرتو الكمان لباربر بمشاركةِ عازفِ الكمان رونو كابوسون، إضافةً إلى الوصلةِ الموسيقيَّة لا بودا دي لويز ألونسو للمؤلِّف خيمينيث بقيادةِ المايسترو أندريس أوروزكو إسترادا. لم يكن الحفلُ مجرَّد عرضٍ موسيقي، بل كان احتفاءً بالتعاونِ والحوارِ الثقافي، وتجسَّد من خلال الشراكةِ بين مهرجانِ أبو ظبي وكليَّةِ الملكة صوفيا للموسيقى. لقد أكَّد لي الوقوفُ على هذا المسرحِ المكانةَ التي وصلت إليها الموسيقى والفنونُ الإماراتيَّة، والآفاقَ الرحبةَ التي تنتظرنا في هذا المجال».

الجمال الحقيقي

عازفة التشيللو إلهام المرزوقي
فستان من لا دوبل جي La Double J
عقد من ريبوسي Repossi

 

قبل كلِّ حفلٍ، تعوَّدت إلهام على قضاءِ بعض اللحظاتِ الهادئةِ دون أي هاتفٍ، وبعيداً عن أي ضجيجٍ حيث يُخيِّم الصمتُ فقط. حينها تتمكَّن، كما تقولُ، من التركيزِ، وهي تُذكِّرُ نفسها بأن الأمرَ لا يدورُ حول الكمال، بل يتمحورُ حول التواصل. ومن خلال موسيقاها، تريدُ أن تُذكِّر الناسَ بصدقٍ بأن الجمالَ الحقيقي، يمكن أن يُولَد من الرقَّةِ والعذوبة. توضحُ إلهام: «أتفقَّدُ التشيللو الخاصَّ بي، وأُجري تمارينَ الإحماءِ بهدوءٍ، وأضبطُ تنفُّسي. أُذكِّرُ نفسي دائماً، قبل أن أخطو إلى خشبةِ المسرح، بأن الأمرَ لا يتعلَّقُ بالكمال، بل بالتواصل. أحاولُ أن أبقى حاضرةً في اللحظة، وأدعُ الموسيقى تتولَّى زمامَ القيادة».
وعن النصيحةِ التي تُقدِّمها للإماراتيَّاتِ الراغباتِ في احترافِ الموسيقى، تردُّ: «أوصيهن بالإيمانِ بموهبتهن، والدفاعِ عنها بشغفٍ وقوَّةٍ. لا يجبُ عليهن السماحُ لأحدٍ بالتقليلِ من شأنِ مهنةِ الموسيقى، فامتهانُها، يحتاجُ إلى كثيرٍ من الشجاعةِ والانضباط، لكنَّها تستحقُّ خوضَ تحدِّياتها بوجودِ الشغفِ والموهبة. أشجِّعهن على إحاطةِ أنفسهن بأشخاصٍ داعمين، يُسهمون في الارتقاءِ بموهبتهن، وتحقيقِ أحلامهن، وأنصحهن بعدمِ التوقُّفِ عن التعلُّم، فمع كلِّ بروفةٍ، وكلِّ عرضٍ، وكلِّ خطأ تزدادُ المعارف، وتسطعُ المواهب، وتُكتَسبُ الخبرات".
يمكنك أيضًا الاطلاع على مواهب مستقبل عالم الفن والتصميم

لحن دون كلمات

عازفة التشيللو إلهام المرزوقي
فستان من توري برتش Tory Burch
قبعة من أند أذر ستوريز &Other Stories
حذاء من ماش أند ماش MACH & MACH

ترى إلهام نفسها، بعد عشرةِ أعوامٍ، عازفةً شغوفةً بالموسيقى، ومتعلِّمةً متعطِّشةً للمعرفة، ومتعاونةً داعمةً. هي تتطلَّعُ لخوضِ تجاربَ كثيرةٍ مثل تسجيلِ مزيدٍ من المقطوعاتِ الموسيقيَّة، وعزفِ موسيقى الأفلام، والمشاركةِ في المسرحِ الموسيقي، والانضمامِ إلى جولاتٍ موسيقيَّةٍ في دولة الإماراتِ العربيَّةِ المتَّحدة والعالم. تتابعُ: «أكبرُ أحلامي بوصفي عازفةَ تشيللو، هو مواصلةُ التطوُّر. حلمي أن أمدَّ جسورَ التواصلِ من خلال الموسيقى، بين الثقافاتِ والأجيال، وأن أؤدي معزوفةً موسيقيَّةً، تمَّ تأليفها بشكلٍ خاصٍّ لي عبر مؤلِّفٍ إماراتي. وعلى الرغمِ من أن التعليمَ مهنةٌ نبيلةٌ إلا أنني لا أرى نفسي معلِّمةً بالمعنى التقليدي. سأكون مسرورةً بتقديمِ الإرشادِ والتوجيه للموسيقيين، ومشاركةِ تجربتي، ومساعدتهم في إيجادِ مساراتهم الخاصَّة».
أمَّا أكثرُ مقطوعةٍ موسيقيَّةٍ تُحبُّها إلهام، وتشعرُ بأنها تُمثِّلها، فهي «غنيةُ الطيور» التي اشتهرَ بها عازفُ التشيللو المبدعُ بابلو كاسالس. إنها لحنٌ كاتالوني تقليدي، بسيطٌ في تكوينه، وعميقٌ في إحساسه. تُعلِّقُ: «في كلِّ مرَّةٍ أسمعه، أو أعزفه، أتذكَّرُ سببَ حبِّي للموسيقى. هذا اللحنُ، يتحدَّثُ مباشرةً إلى القلبِ دون نطقِ كلمةٍ، وهو مقطوعةٌ، تدورُ في جوهرها حول السلامِ، والأملِ، والإنسانيَّة، وأتذكَّرُ من خلالها أن الجمالَ، لا يحتاجُ إلى أن يكون صاخباً، ليترك أثراً عظيماً».

فيروز الأقرب إلى قلبي بينما تعود كوكوش بذكراتي إلى لحظات الاكتشاف والإحساس بالنغم

أتنفس بعمق

تُؤكِّد إلهام أن كلَّ موسيقي، يواجه لحظاتٍ على المسرحِ، يشعرُ فيها بالضعفِ والتردُّدِ مثل تفويتِ لحظةِ البدءِ بالعزف، أو المشكلاتِ التقنيَّةِ غير المتوقَّعة، أو حتى التأثُّرِ العاطفي الشديد، لذا تعلَّمت أن تتنفَّسَ بعمقٍ خلال تلك اللحظات، وأن تضعَ ثقتها في الموسيقى، وفي المحيطين بها، مبينةً أن مثل هذه التجاربِ، تُعزِّز صلابةَ العازف واتِّزانه، لافتةً إلى أن يو يو ما، شكَّل مصدرَ إلهامٍ كبيراً بالنسبةِ لها. تقولُ: «الأمرُ لا يقتصرُ على براعته في العزفِ على التشيللو، بل ويمتدُّ أيضاً إلى إنسانيَّته، والطريقةِ التي يستخدمُ بها الموسيقى لربطِ الناسِ ببعضها». تستدركُ: «قبل أعوامٍ، شاركتُ في ورشةِ عملٍ لفرقةِ طريق الحرير أثناءَ عرضهم في أبو ظبي، وقد تركت تلك التجربةُ أثراً عميقاً في نفسي. لقد أظهرت لي كيف يمكن للموسيقى أن تتجاوزَ الحدودَ والفوارقَ بين البشر. حظيتُ أيضاً بفرصةِ العزفِ إلى جانبِ إيه. آر. رحمن في مناسباتٍ عدة، ولا يزالُ تواضعه وإبداعه مصدرَ إلهامٍ لي. أمَّا في العالمِ العربي، فقد كانت فيروز دائماً الأقربَ إلى قلبي، إذ يحملُ صوتُها عبقَ التاريخ، وذاكرةَ أجيالٍ من عشَّاقها، ثم إن أداءَها يتميَّزُ بالفخامةِ والسكونِ المهيب. كذلك نشأتُ على الاستماعِ إلى كوكوش التي تُعيدني موسيقاها بالذاكرةِ إلى أولى لحظاتِ الاكتشافِ والإحساسِ بالنغم».
وتعملُ إلهام باستمرارٍ على صقلِ أنغامها، لتجعلها أكثر تعبيراً وانسيابيَّةً قدرَ الإمكان، لكنْ ما يهمُّها أكثر، هو استكشافُ مجالاتِ الارتجال، والمزجُ بين الأنماطِ العالميَّة، لتتمكَّن من الانتقالِ بحريَّةٍ بين الأنواعِ الموسيقيَّةِ المختلفةِ مع البقاءِ وفيَّةً لجذورها الكلاسيكيَّة. تعودُ إلى بداياتها، وتقولُ: «لم تكن هناك لحظةٌ واحدةٌ كبيرةٌ، غيَّرت كلَّ شيءٍ، بل كانت سلسلةً من اللحظاتِ الصغيرة. كلُّ بروفةٍ، وكلُّ تواصلٍ، وكلُّ تفاعلٍ من الجمهور، ومع مرورِ الوقت، أدركتُ ببساطةٍ: هذا هو أنا».
يمكنك أيضًا التعرف على مريم الظاهري مساعدة أمين متحف اللوفر أبو ظبي

دولتنا الحبيبة

عازفة التشيللو إلهام المرزوقي
قميص من لاكوست Lacoste
معطف من نون باي نور Noon By Noor
حذاء من ماش أند ماش MACH & MACH
عقد من ريبوسي Repossi

 

علاقةُ إلهام بالتشيللو، هي علاقةُ صداقةٍ، وشغفٍ، وشراكةٍ فنيَّةٍ أيضاً. تشرحُ ذلك بالقول: «ان التشيللو دائماً رفيقي، وطريقتي للتعبيرِ، وموضعُ ثقتي، وشغفي الدائم. إنه المساحةُ التي يمكنني التعبيرُ عبرها عمَّا يدورُ في داخلي بكلِّ صدقٍ. إذا كانت حياتي عبارةً عن مقطوعةٍ موسيقيَّةٍ، فسيكون عنوانها إيقاعُ الروح، لأنها كانت دائماً مزيجاً من الحركةِ والتوازنِ بين الموسيقى والقانون، والأمومةِ والعروض، والتقاليدِ والحداثة. كلُّ نغمةٍ، وكلُّ فصلٍ من فصولها علَّمني مَن أكون».
وأخيراً، توصي إلهام الموسيقيَّاتِ الإماراتيَّاتِ الشابَّاتِ بالتحلِّي بالطموح. تختتمُ: «قد يكون هذا المسارُ مختلفاً، وهذا أمرٌ طبيعي، لكنْ يمكن للموسيقيَّةِ أن تكون ما تشاء إلى جانبِ كونها مبدعةً في الموسيقى، قد تكون أيضاً أماً، أو موظَّفةً، أو حالمةً، فدولتنا الحبيبةُ الإمارات، تمدُّنا بكلِّ ما نحتاج إليه لكتابةِ قصصنا الخاصَّة. أوصيهن بالحفاظِ على أصالتهن، وشغفهن، والأكثرُ أهميَّةً أنغامكن تستحقُّ الاستماعَ إليها».