في الرابع من ديسمبر 2025، يُضيء مهرجان البحر الأحمر السينمائي بدورته الخامسة، منطقة جدة التاريخية المعروفة بـ"البلد"، حيث يلتقي سحرُ العالمِ القديمِ قصصاً عصريةً. يجتمع صُناع الأفلام ونجوم السينما من المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا؛ ليعرضوا مزيجاً غنياً من الأفلام حيث تشهد الدورة الجديدة مشاركة أكثر من 110 أفلام متنوعة من 70 دولة حول العالم، إلى جانب حضورٍ قوي للسينما السعودية هذا العام؛ حيث تُشكّل أكثر من 30% من الأعمال المشاركة.
وعند زيارة جدة خلال فترة المهرجان الممتدة من 4 إلى 13 من ديسمبر، يحلو اكتشاف أجمل الأماكن السياحية في قلب البلد، حيث تلتقي الثقافة بالفن والجمال في تجربة فريدة من نوعها.
تُعَدُّ منطقة البلد بجدة من أبرز الوجهات السياحية في المملكة العربية السعودية؛ إذ تجمع بين التاريخ العريق والثقافة الغنية والتجارب السياحية الفريدة. وتحمل في طياتها تراثاً إنسانياً غنياً يمتد عبر العصور. وتتميز بمبانيها التراثية المصنوعة من الحجر المرجاني وأبوابها الخشبية المزخرفة؛ ما يجعلها وجهة ساحرة لعشاق التراث والثقافة. إذا كنت تخطط لزيارة جدة؛ فلا تفوِّت فرصة استكشاف هذه المنطقة التاريخية، التي أصبحت جزءاً من قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
ما الوقت المفضل لزيارة جدة التاريخية المعروفة بـ"البلد"؟
أفضل وقت لزيارة البلد هو خلال الأشهر الباردة، من نوفمبر إلى مارس، حيث يكون الطقس في جدة أكثر راحة للتجوال والاستكشاف، كما يحلو التخطيط لزيارة البلد في أول ديسمبر بالتزامن مع انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي. كما أن الزيارة في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من بعد الظهر تساعدك في تجنب حرارة منتصف النهار؛ ما يوفر لك تجربة أكثر متعة.
لماذا يستمتع الأفراد بزيارة جدة البلد"؟
جدة البلد وجهة مثالية للعائلات، وتُعَدُّ أيضًا موقعاً تراثياً عالمياً لليونسكو، وتُقدم لمحةً فريدةً عن تاريخ جدة الغني وتراثها الثقافي. يستمتع الزوار بفرصة استكشاف المباني التاريخية المحفوظة جيداً، وتجربة أجواء الأسواق التقليدية النابضة بالحياة، والتعرف إلى ماضي المدينة. إن مزيج المنطقة من التاريخ والثقافة والتجارة يجعلها وجهةً رائعةً للسكان المحليين والسياح على حدٍّ سواء.
العمارة المبهرة في جدة التاريخية المعروفة بـ"البلد"
ما يميز جدة القديمة هو أزقتها الضيقة وشرفاتها الجميلة، ومن المثير للاهتمام أن هذه العمارة المتماسكة هي ما يُبقي المكان منعشاً رغم حرارة جدة المرتفعة. بعض المباني القديمة في البلد يزيد عمرها على 500 عام، وقد حافظت عليها وزارة الثقافة السعودية لتبدو كأنها جديدة.
وجهات ونشاطات سياحية جذابة في جدة التاريخية "البلد"
ترافقك "سيدتي" في رحلة عبر أزقة المدينة القديمة للكشف عن سحرها الفريدز
سوق العلوي
أفضل طريقة لاستكشاف مدينة جدة هي المشي. قُم بالتجوال في أزقتها الضيقة، واكتشف عمارتها التقليدية، واستمتع بأجوائها التاريخية الفريدة، وخاصةً التسوق في سوق العلوي. تقدم هذه السوق الشعبية النابضة بالحياة لمحة عن الحياة المحلية. تُعَدُّ سوق العلوي من أقدم أسواق جدة، وهي وجهة مثالية لعشاق التسوق التقليدي. ستجد هناك تشكيلة واسعة من البضائع، بما في ذلك التوابل والمجوهرات والعطور العربية والحرف اليدوية التي تعكس تراث المدينة. تتميز سوق العلوي بأجوائها التقليدية وأزقتها الضيقة التي تعكس سحر جدة القديمة. إنها من أفضل معالم جدة التي لا تُفوَّت.
بيت نصيف
يُعَدُّ بيت نصيف من أبرز معالم جدة التاريخية. شُيد هذا القصر التاريخي في القرن التاسع عشر. وقد رُمم وحُوِّل إلى متحف ثقافي يضم مجموعة من القطع الأثرية والصور التي تُوثق تاريخ جدة وتطورها عبر العصور. يُتيح بيت نصيف فرصة رائعة لاكتشاف حياة جدة القديمة؛ إذ يتميز بتصميمه المعماري الفريد وأبوابه الخشبية المزخرفة.
متحف عبد الرؤوف خليل
يشتهر هذا المتحف بحفظه أكثر من ألفي عام من تاريخ جدة، ويضم قطعاً أثرية من عصور ما قبل الإسلام وحتى العصر العثماني وما بعده. لكن ما يميزه هو هندسته المعمارية المميزة. حتى لو لم تزُره؛ فإنه يستحق المشاهدة من الخارج. أمام المتحف، ستجد منحوتات مصغرة تُصور مساجد ومعالم بارزة. كما يمكنك التعرف إلى بعض مقابر النبطيين من مدينة الحجر. تُبرز هذه النماذج التفصيلية التراث المعماري العريق للمنطقة.
زاوية 97
تعتبر زاوية 97 منصة ثقافية مميزة للحرف اليدوية، وهي تقع في مكان مميز ضمن منطقة جدة التاريخية، وتحصل على اسمها نسبةً لموقع المبنى الذي يحتضنها. يُعد هذا المكان مركزًا ثقافيًا حيويًا يعكس التراث ويحتفي بالحرف التقليدية إلى جانب الإبداعات الفنية الحديثة إذ يمكن للزوار في زاوية 97 أن يتجولوا في سوق الحرفيين.
المساجد التاريخية
ترحب مساجد البلد التاريخية، مثل مسجدي الشافعي والباشا العريقين، بالزوار لاستكشاف زخارفها الداخلية الهادئة وواجهاتها المزينة بتفاصيل معمارية من عصور مختلفة. وعلى الرغم من أن هذه المساجد تُستخدم في المقام الأول بوصفها أماكن للعبادة؛ فإن أهميتها التاريخية ومساهمتها في التراث الإسلامي للمنطقة تجعلها محطات مميزة في أي جولة سياحية. يمكن لزوار هذه المساجد التأمل في أجوائها الهادئة، وفي مآذنها الفريدة، وتقدير التقاليد العريقة للفن والعمارة الإسلامية.
تذوق الأطباق المحلية
إلى جانب الاسترخاء في أجواء فاخرة والتعرف إلى تاريخ منطقة البلد، تُعَدُّ جدة أيضاً وجهةً مثاليةً للاستمتاع بمأكولات شهية. تُعَدُّ أطباق الكبسة الحجازية والرز الكابلي والمنتو والفرموزا والشيش برك والكبدة الحجازية وغيرها من الأطباق السعودية الشهيرة، بالإضافة إلى الأسماك والمأكولات البحرية. على شاطئ البحر، كما هي الحال في جدة، تُعَدُّ المأكولات البحرية والأسماك من الأطباق الرئيسية. تزخر منطقة البلد بالمطاعم التقليدية المتوارية في الشوارع الضيقة، حيث يُقدم المطبخ السعودي التقليدي مزيجاً رائعاً من الأطباق.
اشترِ هدايا تذكارية أصلية
يحب الناس دائماً اقتناء هدايا تذكارية تُذكرهم بالبلدان البعيدة التي زارها أحباؤهم. إذا كنت ترغب في مفاجأة أصدقائك أو عائلتك أو زملائك بشيء لطيف؛ فاشترِ هدايا تذكارية من أي من أسواق البلد بجدة. ليست هذه مهمة سهلة، لكن البحث عن هدايا تذكارية يمكن أن يكون مغامرة ممتعة ستبقى في ذاكرتك لفترة طويلة بعد عودتك إلى الوطن. ومن الهدايا التي تشتهر بها أسواق البلدة : العطور العربية، والمباخر والتوابل، والتمور، والفوانيس الجميلة، والأوشحة الملونة، وغيرها من الهدايا التي ستعزز الصداقة، وتذكر أحبابك بك فترةً طويلةً بعد رحلتك.
