مع دقات الساعة منتصف الليل في كل أنحاء العالم، نتذكر الرغبة العالمية في البدء من جديد، والاحتفاء بالأمل، والتمسك بالمجتمع. فمن مهرجان الفوانيس في الصين إلى المعابد الرملية في كمبوديا، ومن الصلوات المبهجة في أوغندا إلى التماثيل النارية في غواتيمالا والعادات الإقليمية النابضة بالحياة في الهند، ينسج كل تقليد قصة صمود وتواصل وتجدد في الاحتفال، يمكن تعريف الأطفال أو الطلاب على هذا البلد، من خلال احتفالات يوم السنة الجديدة 2026 حول العالم معهم، ولأجلهم.
رأس السنة. إنه وقت التغيير، وبدايات جديدة، وإمكانيات لا حدود لها، وقتٌ تُتاح لنا فيه جميعاً فرصة البدء من جديد. لكن ما يجعل هذا العيد مميزاً حقاً هو كيف يوحد الناس في جميع أنحاء العالم، حيث تُضفي كل ثقافة لمستها الفريدة على هذا الاحتفال العالمي. من دقات منتصف الليل في سيدني إلى آخر خيوط شمس العام الجديد عند غروبها في هاواي، يقضي كوكبنا 24 ساعة في الترحيب ببداية العام الجديد بطرق رائعة.
بصفتكم آباء أو معلمين، لديكم فرصة ممتازة لتعرفوا طلابكم إلى كيفية الاحتفال بهذه المناسبة الفريدة بطرق لا حصر لها. في هذا الموضوع، تعلمي وعلمي أطفالك طرق الاحتفال برأس السنة حول العالم في بعض جوانبه، ودعيهم يستوعبون التقاليد التي تجعل من هذا اليوم شهادة حقيقية على الإبداع البشري والتنوع الثقافي.
في اليابان: "أوتوشيداما" وهي مظاريف خاصة مليئة بالمال للأطفال

في اليابان، يجلب فجر العام الجديد (شوغاتسو) مزيجاً بديعاً من الروحانية والتقاليد العائلية. ومع اقتراب منتصف الليل، تدق أجراس المعابد في جميع أنحاء البلاد 108 مرات بالضبط، حيث ترمز كل دقة إلى تطهير أحد الذنوب البشرية الـ 108 المعترف بها في التعاليم البوذية. تجتمع العائلات للاستمتاع بأطعمة خاصة تُسمى " أوسيتشي ريوري "، مُرتبة ببراعة في صناديق أنيقة مطلية بالورنيش تُسمى " جوباكو" ، ويحمل كل طبق معنى خاصاً به للعام المقبل. يتعلم الأطفال الصبر بسبب انتظار "أوتوشيداما" - وهي مظاريف خاصة مليئة بالمال - بينما تتحدى العائلات برد الشتاء القارس للقيام بـ "هاتسومودي" ، وهي أول زيارة لهم إلى الأضرحة في العام.
في الصين: مظاريف (هونغ باو) الحمراء المليئة بالنقود للأطفال
يُحوّل عيد الربيع الصيني المدن والقرى إلى بحارٍ من الأحمر والذهبي، ويُقام عادةً في أواخر يناير أو أوائل فبراير. يبدأ الاحتفال بضجةٍ مدوية، حيث تُضيء المفرقعات سماء الليل، ويُعتقد تقليدياً أن صوت فرقعتها العالي يُطرد الأرواح الشريرة. يستيقظ الأطفال ليجدوا مظاريف حمراء (هونغ باو) مليئة بالنقود تحت وسائدهم، بينما تنبض الشوارع بالحياة مع حركات رقصات الأسد والتنين الإيقاعية. ويُعدّ عشاء لمّ شمل العائلة جوهر المهرجان، حيث لا تُعتبر الزلابية مجرد طعام، بل هي رمزٌ لوحدة الأسرة وازدهارها.
في تايلاند: يحق للأطفال تراشق الماء مع الكبار
تلتزم العائلات التايلاندية بتقاليد عريقة: منها تنظيف منازلهم للتخلص من نحس العام الماضي، وزيارة المعابد لتقديم الصدقات، وتكريم كبار السن من خلال سكب الماء في طقوس خاصة. ثم تبدأ المتعة الحقيقية، حيث تمتلئ الشوارع بالناس الذين يحملون مسدسات الماء والدلاء والخراطيم، ليشاركوا جميعاً في احتفال وطني يحول البلاد بأكملها إلى مهرجان مائي ضخم ومن هوايات الأطفال التراشق بالماء، لذلك يشاركون بمرح تراشق الماء مع الكبار، لأيام محددة، بعدها لا بد أن يلتزموا بالقوانين التي توقف هذا التراشق. .
في اسكتلندا: كعكة غنية بالفواكه لجلب الحظ السعيد لأطفال المنزل

في اسكتلندا، يُحوّل هوغماناي البلاد بأكملها إلى احتفالٍ يفخر به الجميع، حيث تتلألأ شوارع إدنبرة بدفء مواكب المشاعل، ويشقّ الآلاف طريقهم عبر العاصمة التاريخية. لكن في منازل البلاد تُقام بعضٌ من أروع التقاليد . يُفضّل أن يكون " الوافد الأول " - أول من يعبر عتبة منزلك بعد منتصف الليل - شخص طويل القامة، داكن الشعر، يحمل هدايا من البسكويت، أو كعكة الفاكهة السوداء (كعكة غنية بالفواكه) لجلب الحظ السعيد لأطفال المنزل، ومع دقات منتصف الليل، تتحد الأصوات في أغنية "أولد لانغ ساين"، وهي قصيدة اسكتلندية أصبحت الطريقة المُفضّلة عالمياً لتوديع العام الماضي.
أفكار مبتكرة للاحتفال برأس السنة مع الأطفال.. وفقاً لميولهم وهواياتهم
في الدنمارك: يشارك الأطفال في تحطيم أطباقهم القديمة
قد تفوز الدنمارك بجائزة أغرب تقاليد رأس السنة في أوروبا. ينطلق الدنماركيون في احتفالات رأس السنة بتحطيم الأطباق القديمة التي جمعوها طوال العام، ويشاركهم الأطفال ليحطموها على أبواب أصدقائهم ليلة رأس السنة - فكلما زاد عدد الأطباق المكسورة على عتبة بابك، زاد عدد أصدقائك! ومع اقتراب منتصف الليل، تجد الناس واقفين على الكراسي، مستعدين للقفز إلى العام الجديد مع دقات الساعة الثانية عشرة. تبدأ الأمسية عادةً بخطاب الملكة على التلفزيون، وتتضمن تقليداً غريباً يتمثل في مشاهدة "عشاء لشخص واحد"، وهو مشهد كوميدي قصير أصبح جزءاً لا يتجزأ من احتفالات رأس السنة، وإن كان غير متوقع. إنه مثال رائع على كيف يمكن للتقاليد الجديدة أن تصبح عزيزة على قلوبنا تماماً مثل التقاليد القديمة؟.
في البرازيل: الأطفال يرتدون ملابس بيضاء
تحوّل البرازيل ليلة رأس السنة الجديدة، المعروفة باسم "ريفيون"، إلى مزيجٍ مذهلٍ من الإيمان والاحتفال. يتجمّع ملايين الأشخاص مع أطفالهم، مرتدين ملابس بيضاء فضفاضة (ترمز إلى السلام والتجدد)، على طول شواطئ البلاد التي لا تُحصى، لكن لا يوجد مكان يُضاهي روعة شاطئ كوباكابانا الشهير في ريو دي جانيرو. هنا، يتحوّل الشاطئ إلى بحرٍ من البياض، حيث يتجمّع ما يقرب من مليوني شخصٍ في واحدةٍ من أكبر احتفالات رأس السنة في العالم. عند منتصف الليل، يشاركون في تقليدٍ جميل: القفز فوق سبع موجاتٍ وهم يتمنّون أمنيات، كل قفزةٍ بمثابة دعاءٍ إلى يمانجا، أسطورة البحر القوية. تتوهّج حافة المحيط بشموعٍ لا تُحصى وأزهارٍ بيضاء، كقرابين لنيل بركاتها في العام المقبل. تُزيّن الألعاب النارية السماء، مُنعكسةً على سطح المحيط في عرضٍ يُضاهي أي عرضٍ على وجه الأرض.
لخلق ذكريات: 9 طرق للاحتفال برأس السنة 2026 مع أطفالك
في المكسيك: خبز "روسكا دي رييس" لأجل الأطفال
يستقبل المكسيكيون العام الجديد بمزيج فريد من الخرافات والتقاليد الجميلة. وتتألق السماء بالألعاب النارية الملونة، بينما تجتمع العائلات حول موائد عامرة بالأطعمة التقليدية، بما في ذلك خبز "روسكا دي رييس" المميز. ورغم أن هذه الحلوى، التي تصنع لأجل الأطفال، على شكل تاج ترتبط تقليدياً بالأعياد، إلا أن العديد من العائلات تقدمها في وليمة رأس السنة.
يشترك البلدان في أمريكا اللاتينية، في خيط مشترك من الروابط الأسرية والإيمانية والاحتفالية، لكن لكل منهما نكهته المميزة الخاصة، سواء كنت تقفز فوق الأمواج في ريو أو تودع العام القديم في مكسيكو سيتي، فإن هذه التقاليد تذكرنا بأن رأس السنة الجديدة ليس مجرد تغيير في التقويم، بل هو لحظة لتقوية الروابط، واستقبال الفرص الجديدة بأذرع مفتوحة.
في كمبوديا: يشارك الأطفال في رش بودرة التلك على بعضهم

في كمبوديا ، تُعدّ تقاليد رأس السنة التي تجمع العائلات والمجتمعات أساسية خلال هذه الفترة العزيزة. يُحتفل برأس السنة الخميرية ، أو "تشول تشنام ثماي"، عادةً في منتصف أبريل، ويتزامن مع نهاية موسم الحصاد. تستمر الاحتفالات ثلاثة أيام، يزخر كل يوم منها بتقاليد فريدة تمزج بين التعبد الروحي والتراث الثقافي والاحتفالات البهيجة.
من أبرز تقاليد رأس السنة الخميرية وأكثرها حيويةً رشّ الماء ووضع بودرة التلك. بين الأطفال والكبار، حيث يُعتقد أن هذه العادة تُزيل النحس والشوائب، فتُشعر المشاركين بالانتعاش والاستعداد لبداية جديدة. في بعض المناطق، تتحول معارك الماء إلى احتفالات صاخبة في الشوارع، مما يخلق جواً من المرح والبهجة.
وخلال الاحتفالات، يشارك الناس من جميع الأعمار في الألعاب التقليدية التي تعزز روح الجماعة وتضفي جواً من المرح. ومن الألعاب الشائعة "بوس أنغكون" (لعبة رمي البذور) و"تشول تشونغ" (لعبة رمي وشاح ذهاباً وإياباً). تعكس هذه الأنشطة التراث الثقافي الغني للبلاد وتوفر وسيلة ممتعة للتواصل مع الآخرين.
في أوغندا: الرقص مع الأطفال
يلعب الطعام دوراً محورياً في تقاليد رأس السنة الأوغندية. تجتمع العائلات لإعداد وجبات كبيرة ومشاركتها، وغالباً ما تتضمن أطباقاً تقليدية مثل الماتوك (الموز المطهو على البخار)، والبوشو (عصيدة دقيق الذرة)، واللحوم المشوية. يُعزز الجانب الجماعي لهذه الوجبات الروابط بين الأقارب والجيران، مما يجعل رأس السنة وقتاً للوحدة والفرح.
كما تُعدّ الموسيقى والرقص جزءاً لا يتجزأ من احتفالات رأس السنة مع الأطفال في أوغندا. فمن المدن الكبرى إلى القرى الريفية، يجتمع الناس للاستمتاع بالإيقاعات التقليدية والحديثة. وغالباً ما تُحيي الفرق الموسيقية المحلية ومنسقو الأغاني (دي جيه) حفلاتٍ في المناسبات المجتمعية، بينما تُعرض الرقصات الثقافية، التي تقوم بها العائلات مع أطفالهم في منازلهم. احتفاءً بتراث أوغندا المتنوع. حيث يُنظر إلى العام الجديد أيضاً كفرصة للكرم. ينتهز العديد من الأوغنديين هذه المناسبة لتقديم العون للمحتاجين، سواءً بمشاركة الطعام، أو تقديم المساعدة المالية، أو زيارة دور الأيتام والمستشفيات. وتعكس روح العطاء هذه القيمة التي تُولى للدعم المجتمعي والتعاطف.
في غواتيمالا: حرق دمية العام الماضي التي تدعى "أنيو فييخو"
انطلاقاً من تراث المايا تحتفل غواتيمالا في هذه المناسبة بطقوس وعادات تعكس الامتنان للعام الماضي والأمل في المستقبل. ويُعدّ الانتقال إلى العام الجديد وقتاً للفرح والتأمل عند الأطفال والتجديد للكبار. عبر الألعاب النارية التي تعد عنصراً أساسياً في احتفالات رأس السنة في غواتيمالا. فمع اقتراب منتصف الليل، تضيء السماء بألوان زاهية، وتضجّ الشوارع بأصوات المفرقعات والصواريخ. ويُعتقد أن هذه الأصوات تُبعد الشر، مما يضمن بداية موفقة للعام الجديد. وغالباً ما تجتمع العائلات في الهواء الطلق للاستمتاع بهذه العروض المبهرة معاً.
ومن التقاليد الفريدة في غواتيمالا صنع وحرق دمية تُعرف باسم "أنيو فييخو" (العام الماضي). تُصنع هذه الدمى عادةً على هيئة شخص أو رمز، وتمثل مصائب وتحديات العام الماضي. يُعد حرقها طقساً مهماً، يرمز إلى بداية جديدة والتخلص من السلبية.
في الهند: يشترطون مشاركة الأطفال في تزيين المنازل

تحتفل الهند، أرض الثقافات والتقاليد المتنوعة، بالعام الجديد بطرقٍ عديدة. فبينما يُحتفل بأول يناير كرأس السنة الميلادية في جميع أنحاء البلاد، تُحيي العديد من المجتمعات أيضاً رأس السنة الإقليمية والثقافية الخاصة بها وفقاً للتقويم القمري أو الشمسي. هذا التنوع الغني في العادات يجعل احتفالات رأس السنة في الهند نابضةً بالحياة بشكلٍ خاص.
عبر إضاءة المصابيح وتزيين المنازل، التي يشترط مشاركة الأطفال بها، لجلب الطاقة الإيجابية. أما تصاميم "رانجولي" - وهي أنماط معقدة مصنوعة من مساحيق ملونة أو أرز أو بتلات زهور - فتُرسم غالباً عند المداخل للترحيب بالضيوف وطلب البركات.
يلعب الطعام دوراً محورياً في احتفالات رأس السنة الهندية. تُعدّ العائلات وجباتٍ فاخرة وتتشاركها، وغالباً ما تتضمن أطباقاً تحمل دلالات رمزية. تُعدّ الحلويات مثل اللادو، والخير (بودنغ الأرز)، والجليبي من الأطباق الشائعة، دلالةً على الحلاوة والفرح في العام المقبل. في جنوب الهند، تُستخدم أوراق الموز غالباً لتقديم الأطعمة التقليدية، مما يُبرز الجذور الثقافية. كما تجتمع العائلات، للاستمتاع بعروض رقصات، يبدع فيها الأطفال أيضاً، تميز هذه الاحتفالات وتزخر بالحيوية، وتُبرز التنوع الثقافي والثراء الفني للهند.
أفكار توزيعات للأطفال للعام الجديد 2026






