مشاكل السمع... تطورات علاجية لافتة

5 صور

التكنولوجيا الرقمية باتت تستخدم في مختلف المجالات الطبية، لتطوير وتحسين نوعية العلاجات. وتعد مشاكل السمع واحدة من تلك التي طالها التطور. "سيدتي نت" يطلع من الاختصاصي في جراحة الأنف والأذن والحنجرة، الدكتور فؤاد الفتى، على أحدث التقنيات الطبية المستخدمة في علاجات ضعف السمع، من خلال الآتي:

مشكلة ضعف السمع نوعان:
1. مشكلة في إيصال الصوت: ترتبط بالأذن الوسطى أو الأذن الخارجيّة.
2. مشكلة تصيب عصب السمع أو الأذن الداخلية: تواجه خصوصاً المتقدّمين في السن، ومن يتعرّضون للأصوات القوية بإستمرار، والصيادين الذين يمارسون هوايتهم من دون أخذ الاحتياطات اللازمة، وبعض الذين يعانون من ضعف السمع من جراء مشكلة بالأذن الداخلية، علماً أن بعضاً من هؤلاء ما يلبثون أن يواجهوا طنين الأذن.

إن التعرض بشكل مستمر للأصوات القوية يؤدي إلى تلف في الموجات الرفيعة أولاً، فالموجات المتوسطة والعريضة في وقت لاحق ولكن بنسبة أقل، مما يؤثر على القدرة في تمييز الكلام.

التقنيات بين القديم والحديث
في ما مضى، كانت تُستخدم السمّاعة التقليدية كعلاج لجميع حالات ضعف السمع، إلا أن هذه السمّاعة لا تملك القدرة على التمييز بين الموجات المختلفة للصوت، بل تقوم بإيصالها بنفس الوتيرة، فيشعر المريض بضجيج حوله يجعله عاجزاً عن تمييز الكلام الذي يسمعه. ذلك أن مشاكل السمع، في أغلب الأحيان، لا تصيب جميع الموجات داخل الأذن بشكل متساوٍ، وغالباً ما يصيب الضرر الموجات الرفيعة.
أمّا مع التطور الطبي الراهن في هذا المجال، فقد صارت السمّاعة الرقمية هي الحل الأفضل للمرضى الذين يعانون من ضعف السمع. حيث تضم هذه السمّاعة جهاز كمبيوتر يختار الموجات الضعيفة، ويعمل على تقويتها وفق الحالة، فينعم المريض بسمع طبيعي، بعيداً عن الإزعاج الذي تسببه الأصوات المحيطة به.
وثمة نوع من هذه السمّاعة يُثبت في الأذن من الداخل، وآخر يثبت في خارجها. لكن السمّاعة الخارجية تبقى الأفضل، نظراً إلى أن السمّاعة التي تثبت داخل الأذن لا تملك الخصائص التي تجعلها تعمل على تقوية الموجات بشكل إنتقائي، فيما خصائص الخارجية تسمح بتقوية الموجات الرفيعة حصراً إذا دعت الحاجة، وهي لم تعد كبيرة الحجم كما في السابق، وسهلة الإستعمال للمريض.

الجراحة.. متى وكيف؟
يتم اللجوء الى الجراحات في الحالات المتقدمة، وأبرزها:
_ زرع سمّاعة في الأذن الوسطى: يتم في خلال هذه الجراحة زرع آلة كهرومغناطيسية تحت الجلد ( تضم جهاز كومبيوتر)، تتصل بعظام الأذن الوسطى، وتهدف الى إيصال الذبذبات إلى عظام السمع.
مدّة هذه الجراحة بين 2-3 ساعات، تتطلّب دخول المريض الى المستشفى، وتعرّضه للتخدير العام. أما تكلفة هذه الجراحة فمرتفعة، حيث يقدر ثمن السمّاعة بنحو 18000 د.أ.
_ زراعة القوقعة: تُجرى للمرضى الذين فقدوا سمعهم بشكل كامل، أو للذين لا تتجاوز قدراتهم على تمييز الكلام بنسبة 50%. يتم زرع آلة تحت الجلد، مزوّدة بشريط كهربائي يصل إلى داخل القوقعة ليرسل تنبيهاً فورياً إلى عصب السمع.
هذه الجراحة ليست حديثة، إنما أصبحت أكثر تطوراً، ونتائجها بين 70 - 90%، شرط إختيار توفر بعض الشروط في المريض. حيث أن الأطفال الصمّ دون السادسة من العمر والراشدين الذين فقدوا السمع (ليس خلقياً) هم أفضل المرشحين لهذه الجراحة.
_ زراعة سمّاعة في العظام (BAHA) : هذه السمّاعة موجودة منذ أكثر من 30 سنة، لمساعدة من فقدوا مجرى أذنهم أو أذنهم الوسطى خلقياً أو بسبب جراحة معينة مثل إزالة الأورام، وللمرضى الذين يعانون من الصمّ التام في أذن واحدة نتيجة الإلتهابات أو حادث معين.
تُزرع، اليوم، داخل عظام الأذن، وبجراحة بسيطة، من دون إحداث ثقب كونها مماثلة لبرغي مزوّد بسمّاعة لتنقل الذبذبات الصوتية من الخارج إلى الأذن الداخلية.
هذه التقنية كانت تتسبب بمشكلات جلدية، قبل أن يتم تطويرها عام 2012، تستغرق نحو ساعة من الوقت وتتطلّب التخدير العام. أما تشغيل السمّاعة فيأتي بعد 2-3 أسابيع للتأكد من إلتئام الجرح.