لهذه الأسباب نجح "سيلفي" ناصر القصبي

8 صور

بعد انطلاق الحلقات الأولى من مسلسل (سيلفي) الكوميدي على قناة mbc1 المحمل بجرأة فنية تنويرية عالية كشفت زيف الإرهابيين المتسترين والمتاجرين بالدين،وحلقات أخرى إجتماعية كشفت عورة بعض رجال الأعمال الأثرياء المستقوين على الفقراء والضعفاء والموظفين الصغار، أعاد مسلسل (سيلفي) نجم الكوميديا السعودي ناصر القصبي إلى الأضواء و القمة بقوة إثر انفصاله النهائي عن توأمه الفني عبدالله السدحان لحوالي العقدين ،فقدم كلا منهما بعد الإنفصال أعمال مستقلة لم تحقق لهما ما يسعيان إليه من نجومية مطلقة،وكان اجتهاد وحظ ناصر القصبي كبيراً بالتقائه مع شركاء فنيين جدد.


سخاء الإنتاج وجرأة النصوص وجرعة الكوميديا العالية سر جاذبية (سيلفي)


شركاء يمتلكون كافة عناصر الإبداع والتجديد والإمكانات التقنية والمالية والفكرية،فشركة أو ثري (O3) للإنتاج العريقة التابعة لمجموعة mbc بإدارة فادي اسماعيل تصدت لإنتاج مسلسله الجديد (سيلفي) بسخاء لا حدود له،وبإشراف الكاتب خلف الحربي الذي قام بكتابة بعض حلقاته،وبرز هذا السخاء في الحلقتين ال 17و18 اللتين كتبهما خلف الحربي ،و كانتا عبارة عن قصة واحدة بعنوان (الجواري والحرة) اللتين صورتا بالهند وحشد لهاتين الحلقتين عدد كبير من النساء الجميلات اللواتي قدمنّ لوحة غنائية راقصة مبهرة ومكلفة لا يجرؤ مغني صف أول على تحمل كلفتها في فيديو كليب، و لعبنّ أيضاً أدوار الجواري الحسناوات لنخاس مات فجأة وورث عنه إبن أخيه الحطاب الفقير مصباح (ناصر القصبي) مهنته وجواريه الألف وقصره الفاخر لكنه رغم ثرائه مازال يحب بائعة الخضروات الحرة رباب التي رفضته مرتين كما رفضت الشهبندر المرتشي الذي وعده عم مصباح قبل وفاته باعطائه 10 جواري إن أصدر قرار بيع الجواري في الطريق بدلا من داخل الدكان وطالب مصباح بهن،ولما رفض مصباح،دبر له مع عبد عمه الخائن قرنبيط تهمة قتل عمه بالسم بالإشتراك مع صديقه دريد (حبيب الحبيب) وألقاهما في السجن، لكن شهادة الجواري برأته أمام القاضي الذي حكم بجلد الشهبندر والعبد الخائن مائة جلدة عقاباً على افترائهما عليه زوراً وبهتاناً،وبعد خروجه يطلب للمرة الثالثة يد رباب وتوافق شرط أن يكون مهرها الألف جارية التي ورثها عن عمه فيوافق ويتزوجان،وبعد الزواج يصدم ببيع رباب الألف جارية خفية عنه من شدة غيرتها عليه،فحواء هي حواء وتغار على زوجها من أي امرأة فكيف تقبل أن تعيش مع زوجها مع ألف أمرأة جميلة تحت سقف بيت واحد؟ وبالطبع بكى فراق الألف جارية له حيث اختار الحرة على الجواري الألف.


وتعتبر هاتين الحلقتين الجميلتين اللتين شدتا الجمهور بمختلف فئاته وتفردتا بعناصر النجاح الدرامي والكوميدي والغنائي والإبهار بالإستعراض والأزياء الهندية والفخامة دليلاً واضحاً على ضخامة الإنتاج الذي فاق بمراحل كلفة إنتاج مواسم مسلسله الشهير السابق (طاش ما طاش).
وتؤكد تسريبات عدة إنه احتل المركز الأول بضخامة إنتاجه بين الأعمال السعودية وتجاوزت ميزانيته على ذمة الرواة ال 12 مليون ريال سعودي وربما يكون الرقم أكبر من ذلك،ولا يعلم أحد كم تقاضى ناصر القصبي منها،وربما في مسلسله القادم قد يتقاضى أجراً أعلى قد يضاهي أجر زعيم الكوميديا عادل إمام نفسه،لأن نجاح المسلسل الفني والجماهيري قد رفع قيمته عند المعلنين،وستسعى الفضائيات العربية من الآن على نيل حق عرضه الثاني على شاشاتها بعد انتهاء عرضه الحصري الأول،وبالتالي فأن هذا من شأنه زيادة الطلب عليه من قبل المنتجين في موسم رمضان 2016 القادم.


إخراج بصري جميل مريح للمشاهد
وبالطبع لا يمكن تجاهل دور مخرجه الشاب أوس الشرقي في نجاحه، لتقديمه صورة بصرية جميلة ومتطورة مريحة للنفس والبصر وغير مجهدة بفلسفة لا طائل منها ومهدت بذكاء بصري مريح لوصلات من الضحك النابع من القلب والعين في أن واحد طوال حلقاته المتتالية في شهر رمضان المبارك.

غناء راشد الماجد لمقدمة (سيلفي) أحد عناصر نجاحه الهامة
ولا ينكر أحد أن غناء الفنان السعودي راشد الماجد المبتعد من فترة عن الأضواء لمقدمة (سيلفي) الغنائية عن كلمات: خلف الحربي وألحان: سفير الألحان فايز السعيد أحد عناصر نجاحه الهامة، فصوته الدافيء الذي أطربنا وأمتعنا بأغنية (سيلفي)، جاءت مزيج من الدفء والمرح،وجسدت بعمق موسيقي وغنائي جميل وشبابي حالة هوس الملايين بصور السيلفي،وجاءت معبرة لمضامين الحلقات بصدق غنائي شبه كامل لكون الحلقات بمثابة صور سيلفي عن واقع المجتمع لكنها تقدم بقالب كوميدي شهي يتلقفه المشاهد العربي بشغف لا بقالب سوداوي كئيب، فالمشاهد العربي اليوم لا تنقصه كآبة هذه الأيام فواقعه مشبع منها ويفيض عن حاجته من الإكتئاب لعقود قادمة من الزمن،والإبتسامة اليوم نادرة وعزيزة وصعبة المنال ،فأصبحت الإبتسامة عنده أثمن من الماس وأغلى عنده حتى من جواري مصباح الألف الحسناوات في (سيلفي) ناصر القصبي الذي قد يفكر من الآن هو وشركاؤه الجدد في إنتاج موسم ثان وثالث لسيلفي.