عدم تثاؤبك مع المتثائبين يعني أنَّك مصاب بمس عقلي!

أكدت دراسة علميَّة صدرت حديثاً من جامعة بايلور في ولاية تكساس الأميركيَّة، على أنَّه كلما قل انتقال عدوى التثاؤب إلى شخص ما، زادت المؤشرات على أنَّه مضطرب وعصياني، والأنانيَّة فيه تبلغ أقصاها، إلى درجة أنَّه يقتل المئات لينال ما خطط له وينويه.


ولذلك إذا كنت تشك في أنَّ أحدهم مضطرب عقلياً، فما عليك إلا أن تتثاءب حين يكون قربك ويراك، فإن انتقلت إليه عدوى التثاؤب وفعلها، عندها يمكنك أن تطمئن لتبدأ صداقتك معه، أو مشاركته بعمل أو مشروع ما، أو الأهم، وهو الزواج أو المصاهرة.


واشتملت الدِّراسة على نتائج تجارب 135 طالباً، عرضت عليهم مجموعة من شرائط فيديو متنوِّعة المحتويات، حيث شاهدوا في بعضها تعابير على الوجه مختلفة يقوم بها بعض الأشخاص، ومنها التثاؤب الذي وصفه الدكتور بريان راندل المشرف على الدراسة، بأنَّه مرتبط إلى حدٍّ كبير بـ«التعاطف مع الآخر وقبوله»، والطالب الذي وجدوه أقل تثاؤباً مع المتثائبين، اتضح فعلاً أنَّه من نوع انعزالي ومضطرب ورافضي القبول للآخر.


وبحث العلماء في من اختاروهم من الطلاب عمن لديه صفات تقترب مما لدى «الشخصيَّة المكيافيليَّة»، وهو تصنيف لمن يشابه بطبيعته آراء الفيلسوف الإيطالي الراحل نيكولو مكيافيلي، صاحب العبارة الشهيرة «الغاية تبرر الواسطة»، وهي شخصيَّة لا تتمحور إلا على نفسها التي تراها مركزاً لكل ما حولها، في أنانيَّة جموحة لا تعير اعتباراً لأي كان، وهذه واحدة من أهم صفات الاضطرابات العقليَّة والانعزالات المتنوِّعة عن الآخرين، لأنَّها عصيانيَّة لا تتكيف إلا بشق الأنفس، وباردة بنفورها كأن صاحبها بلا قلب ينبض فيه، ومتكابرة بلا سبب واضح، أي هكذا كيفما كان.


وقال الباحثون إنَّ من وجد أقل تثاؤباً اتضح أنَّه معتل، حيث إنَّ تجارب أخرى دلت على أنَّ «الذكر القيادي» أو ما يسمونه alpha male لدى الثدييات، والساعي إلى أن يقلده الآخرون، وجدت في جماعات قردة «الرباح» المعروفة بالبابون، وكذلك في الكلاب والشمبانزي، يميل إلى التثاؤب قبل سواه ـ فقط رغبة منه بأن يقلده الموجودون معه، وهذه هي الشخصيَّة العصيانيَّة الرافضة للتكيف والانصهار، والمعتلة بمس عقلي.