بعد الطلاق ..لا تدخلي أطفالك في دوامة القلق

4 صور

"بالتعاون بين مكتب "سيدتي" في لندن ومركز الدراسات النفسية في كلية Royal College of Psychiatrists البريطانية"

يتمنى صغار العائلة أن يعيش الأب والأم تحت سقفٍ واحد وأن يبقيا معهم ولا يفكران بالإنفصال أبداً، لذا نراهم يحاولون أحيانا اعادة المياه إلى مجاريها بين الأم والأب بطرقٍ بسيطةٍ وساذجة يظنون أنها ستكون مفيدة في رأب صدع الأسرة، وعليك أن تحترمي محاولاتهم هذه وأن تُظهري امتنانك وتقديرك لهم، وفي المقابل عليك أن تدخلي معهم في حواراتٍ مقنعة وهادئة تجعلهم يسّلمون بان الطلاق هو أفضل الحلول . ولا تخشي كثيراً على مستقبل صغارك لأن أولاد العوائل، التي تعيش تجربة الطلاق غالباً ما يكبرون وينضجون مبكراً ويصبحون قادرين على مواجهة التجارب الصعبة في الحياة متسلحين ومقتدين بتجربة الأم التي تعمل جاهدة للتأقلم عاطفياً واجتماعياً واقتصادياً مع الوضع الجديد.

لا تخشي على الأبناء
إذا واجه الأبناء أية مشاكل نفسية بعد الطلاق فهذا لا يعني بالضرورة ان الأمور تسير معهم بشكلٍ سئ وإنما يعني في أغلب الأحيان أنهم يجاهدون كي يقبلوا الواقع الجديد وانهم سينجحون في نهاية الأمر. وعليك ان تتذكري بأن فقدان الأب بسبب الطلاق لا يشبه الفقدان بسبب الموت مثلاً، لأن الوالد سيكون موجوداً وغائباً في نفس الوقت وهذا أمر أكثر قسوة وايلاماً للطفل وقد يجعله مشوش الذهن وغاضباً من الحياة. وعموما أنت لست بحاجة إلى إخبار طفلك عن كل تفاصيل الطلاق وعن أسباب فشل العلاقة بينك وبين والده ولكن من المهم أن يعرف الطفل ما هو مستقبله العائلي؟ ومتى سيرى والده مرة أخرى؟ وهل سينتقل إلى سكنٍ آخر أو مدرسة أخرى؟ وربما تشعرين أحياناً بالرغبة في إقناع طفلك بوجهة نظرك إزاء الطلاق وجرهِ إلى جانبك ضد والده، وقد تنجحين لفترةٍ من الزمن ولكن تذكري أن هذا الأمر ليس في صالح الصغير على المدى البعيد، لأنه سوف يشعر في قرارة نفسه بالذنب تجاه الأب لأنه لم يكن مخلصاً له وهذا ما يعّقد وضعه النفسي ويقلل من فرص تهدئة المشاعر والوصول إلى الإستقرار العاطفي المطلوب.

أبعدي الصغار عن مشاكل الكبار
قد لا يكون الطلاق نهاية للمعارك بين الزوجين وقد يستمر الغضب ومعه سوء الفهم والتنابز والتشاتم بينهما. وهنا ينصحك اختصاصيو النفس في كلية Royal College of Psychiatrists بالتفكير بمصلحة الأولاد قبل مصلحتك وأن تراعي ما يلي:

• تذكري أنك وزوجك ما تزالان الأم والأب لهؤلاء الأطفال حتى لو كنتما لا تعيشان معاً.

• أبعدي الأولاد عن معاركك وأحقادك ومشاعرك السلبية إزاء طليقك.

• لا تستغلي أوقات اللقاء بين الأب والأبناء ولا تحوليها إلى وسيلة للإنتقام ولا تجعلي مزاجك يتحكم في تحديد المواعيد أو الغائها،لأن هذا الأمر يُشعر طفلك بالغضب والإحباط.

• إن مزاج طفلك يتوافق مع مزاجك ومع تغير مشاعرك، لذا عليك أن تكوني صادقة حول الرسائل النفسية، التي تنقلينها إلى طفلك، فاذا كنت غير مقتنعة أو غير سعيدة بلقاء الأب بالطفل فان هذا الشعور سوف ينتقل إلى الطفل، الذي سوف يشعر بعدم الراحة من هذا اللقاء هو أيضاً وبالتالي فإنه سوف لن يستفيد نفسياً من هذا التواصل مع الأب.

• قد يوقعك الطلاق في مصاعب مادية وأزمات حياتية تجعلك فريسة لسرعة الهيجان والقلق والقاء اللوم على طليقك الذي أوصلك إلى هذه الحالة. وهنا قد تجدين أن إخفاء هذه المشاعر عن الطفل أمر صعب وغير ممكن، ولكن عليك أن تحاولي السيطرة على مشاعرك وأن تكظمي غضبك على قدر ما تستطيعين كي تجنبي الصغير مرارة الحزن والإحباط والقلق.