5 خطوات للتغلب على الغيرة في مخيلتك

حسب دراسة نشرها معهد «سيبراي» البرازيلي للدراسات الاجتماعية، تتشكل الغيرة في المخيلة بسبب دوافع، قد تكون مبررة وقد لا تكون. وفي المقابل فإن المبررة منها هي التي تكون وراءها دوافع قوية وملموسة، ولكن في 65% من الحالات تكون الدوافع وهمية. ولكن المخيلة الإنسانية التي لا حدود لها هي التي تجعل أتفه الدوافع سبباً كافياً لهبوب العاصفة التي تكون مدمرة في كثير من الحالات.


الرجل والمرأة يشعران بالغيرة ربما بنفس الدرجة، ولكن الدوافع هي التي تكون مختلفة. فغيرة الرجل مرتبطة بشكل مباشر بالناحية الحميمية؛ بحيث أنه يتصور أشياء بحق زوجته لا تستند إلى أي أساس صحيح، فيشعر في مخيلته بأن ضحكها بوجود رجل ما يعني بأنها ترغبه حميمياً، وهذا ما يؤدي إلى توسيع مخيلته بشكل يفوق قدرته على محاولة السيطرة على سلوكياته.

بعيدة عن المنطق
عندما تدخل الغيرة إلى المخيلة فإن المنطق يبتعد، ولذلك فإن التصرفات التي يبديها من يشعر بالغيرة تكون مضطربة وبعيدة عن الواقع. كما أنها عاطفة أو شعور منفصل عن التفكير المنطقي؛ لأن المنطق لا يتعامل مع العاطفة المبنية على أسس بعيدة عن الواقع المنطقي.
من الخطأ الاعتقاد بأن المنطق يستطيع إبعاد الشعور بالغيرة، بل إنه إذا أقحم في الأمر فإنه قد يتمكن من تخفيف حدة بعض السلوكيات، ولكنه لا يزيلها، كما أن العاطفة لا تستجيب للمنطق إلا بعد مرور بعض الوقت. وعلقت الدراسة: «هذا الفاصل في الوقت بين بروز العاطفة وتدخل المنطق هو الذي يتسبب في ظهور سلوكيات عشوائية».

هل من الممكن التعامل مع الغيرة؟
هناك أناس عقلانيون يستطيعون التعامل مع الشعور بالغيرة عبر تقصير الفاصل بين ظهور الشعور وتدخل المنطق، ولكن هناك آخرين لا يستطيعون تقصير هذه المدة، وبذلك يبدأ مفعول العاطفة بالسيطرة على الوضع الحالي، تاركة المجال أمام المخيلة لرسم صور ولوحات لا تمت إلى الواقع بصلة.
وأضافت الدراسة أن علماء النفس وكذلك الاجتماع حددوا العديد من الخطوات التي يمكن اتباعها من أجل التعامل مع الشعور بالغيرة، والحد من توسيع آفاق المخيلة التي تبالغ في مفهوم الغيرة وتجعلها كالوحش الهائج. فما هي الخطوات التي يمكنك اتخاذها من أجل التعامل مع الشعور بالغيرة؟

الخطوة الأولى
فهم شعور الغيرة التي يعرفها الأخصائيون بأنها اجتماع بين الخوف والغضب. فالخوف يعني القلق الشديد حول احتمال فقدان شخص عزيز، أما الغضب فهو ناجم عن الشعور بأن طرفاً ثالثاً يعمل على اختطاف هذا الشخص العزيز.
الشعوران المذكوران يتميزان بالصعوبة، أي صعوبة التعامل معهما. فإذا كان التعامل مع أحدهما صعباً فكيف التعامل مع الاثنين مجتمعين؟
كما أن الاجتماع بين الغضب والخوف يكون مدمراً، وهذه هي النقطة الرئيسة التي ينبغي على المرء فهمها.

الخطوة الثانية
ضرورة معرفة الأمور التي تجلب الغيرة إلى المخيلة؛ لمواجهة الموقف.
فمن الضروري تفهم حقيقة تقول إن الغيرة يمكن أن تكون منفساً للتخلص من النتائج السلبية لتجربة مريرة واجهتها، ولكن آثارها مازالت ممتدة حتى الوقت الحاضر. وذلك يعني أن المنطق فشل، ولمدة طويلة، في التدخل من أجل إزالة آثار تلك التجربة. ولابد هنا من التفكير بأن الماضي انتهى ولن يعود. لكن المخيلة تكون نشيطة لتضخيم هذه التجارب التي ربما لا تتكرر أبداً. علّقت الدراسة: «من المهم جداً محاولة إدخال منطقك العقلاني من أجل فهم ما يدور؛ لتخلصي نفسك من الأوهام.

الخطوة الثالثة
ضرورة التفكير بالآثار السلبية التي تتركها غيرتك على الآخرين. فقد يكون من السهل أن تبرري شعورك بالغيرة داخل مخيلتك. لكن هذا الموقف الدفاعي ربما يؤدي إلى تعكير صفو حياة كثير من الناس.
ومن أجل تجنب ذلك ينبغي أن تتأكدي أولاً من الشكوك التي تدور في ذهنك، ومتى استطعت التأكد من ذلك فإن مواقفك الدفاعية ستكون طبيعية. علّقت الدراسة: «إن التأكد من الشكوك يعتبر ضرورياً؛ من أجل التحكم ببعض التصرفات الناجمة عن الغيرة تجاه الآخرين».

الخطوة الرابعة
معرفة أي جزء من جسمك يتأثر أكثر من غيره عندما تشعرين بالغيرة. قالت الدراسة البرازيلية عن هذه الناحية إن الغيرة تتسبب في الشعور بآلام عضوية. يجب هنا أن تعرفي الأوجاع التي تشعرين بها عندما تغزو الغيرة مخيلتك، ومع معرفة ذلك فإنك ستحاولين تفادي تضخيم شعور الغيرة في مخيلتك؛ لكي لا تشعري بهذه الأوجاع. ومن هذه الأوجاع: الصداع الحاد، والشعور بالغثيان، وآلام المعدة؛ بسبب الغضب... وغيرها من الآلام العضوية.

الخطوة الخامسة
التواصل مع المشاعر بلغة معقولة. وهذه الخطوة هامة جداً لابتكار حوار مع الذات، يكون مبنياً على أساس من العقلانية. يمكن أن تسألي نفسك، تُرى هل يستحق هذا التصرف أو ذاك من الزوج أو من الآخرين المرور بمرارة الغيرة؟ وهل هذا التصرف أو ذاك جدير بأن يجلب لك الغيرة وينغص يومك ونشاطاتك؟
علّقت الدراسة: «إيجاد لغة حوار عقلانية مع المشاعر يمكن أن يخفف كثيراً من حدة الغيرة، ويسهل من عملية التعامل معها».

تصرفات للتعامل مع الغيرة

أولاً- تجنبي إلقاء اللوم على الآخرين.

ثانياً- أدركي المواقف وافهميها على حقيقتها.

ثالثاً- فكري في الأضرار النفسية والجسدية التي تعانين منها كلما دخلت الغيرة إلى مخيلتك.

رابعاً- تعلمي أن الشعور بالغيرة يتعلق بك بالدرجة الأولى؛ بسبب تفسيرك الشخصي للأمور.

خامساً- ثقي بنفسك أكثر.