تعرفي على أسباب تأخُّر نمو الجنين

يمرُّ الجنين أثناء وجوده في رحم الأم بمراحل نمو معيَّنة، وبسبب وجود خلل ما يتعرَّض لاضطراب في النّمو، فيختلف عن بقيَّة الأطفال الذين يولدون بحالتهم الطبيعيَّة، فما هي الأسباب، وكيف يتم الكشف عنها؟ هذا ما شرحته لنا بالتفصيل أخصائيَّة الأشعَّة في مستشفى الحمادي الدكتورة «أمل عون».



تختلف أسباب حدوث تأخُّر نمو الجنين داخل رحم الأم، وأهمها ما يلي:
- أسباب خاصَّة بالأم الحامل من ناحية طولها ووزنها، وما إذا كانت مدخِّنة، أو تشرب الكحول، أو تتناول بعض الأدوية والعقاقير العلاجيَّة دون الرجوع للطبيب، أو تعاني من ارتفاع ضغط الدم، أو السكَّر، أو تسمم الحمل، أو أمراض الكلى، أو الأمراض القلبيَّة والرئويَّة، أو بعض أمراض الدَّم الوراثيَّة، أو نقص المناعة.

- أسباب خاصَّة بالجنين؛ من اضطرابات بالكروموسومات التي ينتج عنها عدَّة أمراض مثل: الإنتانات الفيروسيَّة كالحصبة الألمانيَّة، وجدري الماء، والحمل المتعدد، وجنس المولود، إذ غالباً ما تكون الأنثى أقل وزناً من الذكر.

- عوامل خاصَّة بالتَّغذية المشيميَّة، حيث لوحظ وجود تأثير كبير للتَّغذية التي توفِّرها المشيمة على سلامة نمو الجنين، وتتم معرفة ذلك عن طريق دراسة الدوبلر للشرايين الرحميَّة في بداية الثلث الثاني من الحمل، أي الفترة الواقعة بين 20 – 24 أسبوعاً، ثم دراسة أوعية الجنين، مثل: الشريان الأبهر، والشرايين الكلويَّة والدماغيَّة، إضافةً للقناة الوريديَّة.

تشخيص التأخُّر
حيث يتم إجراء ثلاثة كشوفات بالأشعَّة التليفزيونيَّة، وهي:
- في الثلث الأول من الحمل، أي بالفترة الواقعة بين 8 – 12 أسبوعاً، لقياس الطول القمي الأليوي «CRL»، ويعتبر هذا المقياس مرجعاً لتحديد نمو الجنين.
- الكشف الثَّاني، ويتم في الفترة الواقعة بين 18- 22 أسبوعاً.
- الكشف الثَّالث، ويتم في الفترة الواقعة بين 34 – 36 أسبوعاً.
وخلال هذه الكشوفات يتم قياس أعضاء الجنين، وهي: الرأس، ومحيط البطن، وطول الفخذ، وقياس كميَّة السَّائل الأمينوسي، وإجراء الدوبلر لأوعية الحبل السُّري وأوعية الجنين، ودراسة حيويَّته، ويعتبر الأسبوع 34 هو أفضل توقيت للتفريق بين الأجنَّة التي تعاني من تأخُّر النُّمو وصغر الوزن، والأجنَّة ذات النُّمو الطبيعيّ؛ لكون قياسات الرأس والبطن تتباطأ في الأسابيع الأخيرة للحمل.

المخاطر
في حال استمرار النَّقص في وزن الطِّفل، يصبح هناك مخاطر مبكِّرة وأخرى متأخَّرة، وتتمثَّل المبكِّرة بإمكانيَّة إنهاء الحمل، وحدوث ولادة مبكِّرة لوجود النَّقص في السَّائل الأمينوسي، وتغيرات بالدوبلر تدلُّ على وجود نقص تروية المشيمة، وفي حال حدوث ولادة مبكِّرة قبل انتهاء مدَّة الحمل؛ فإنَّ المولود الخداج على الأغلب سيواجه مخاطر عديدة، ومن أبرزها: الوفاة، أو تخثُّر الأمعاء، أو الإنذار بتعذر التنفس.
أمَّا إذا تمت الولادة في موعدها، فهناك مخاطر أخرى من الممكن أن تواجه الطّفل، ومن أبرزها:
الوفاة أو انخفاض درجة حرارة الجسم، أو نقص السكَّر أو احمرار الدم أو زيادة لزوجته أو اصفراره «اليرقان الولادي»، أو نقص أو انعدام المناعة.
أمَّا عن المخاطر المتأخِّرة؛ فتظهر غالباً في عمر 18 عاماً، وهي:
نقص الطُّول والوزن عن أقرانه من الأولاد الأصحّاء، أو اضطرابات نفسيَّة وعصبيَّة، أو انخفاض في معدَّل الذَّكاء، أو اضطرابات سلوكيَّة، أو ارتفاع نسبة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدَّم، أو حدوث سكتة دماغيَّة، أو الإصابة بالسكَّري أو تصلُّب الشَّرايين أو ارتفاع شحوم الدَّم والبدانة.