العلاقات الزوجية لا تسير دوماً على وتيرة واحدة، بل يعترضها المد والجزر والخطأ والصواب، وليس من علاقة معصومة من الزلل والزعل، ولكن تصرف أطراف العلاقة مع أخطاء الطرف الآخر هو الذي يفرق في خط سير هذه العلاقة، فالتغاضي والعتاب والهجران كلها ردود أفعال مطروحة.
يحدثنا المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش في الموضوع التالي عن العتاب وإذا كان يزيد المحبة بين الأطراف أم يدمرها:
يرى القراش أن الناس تنقسم مع أخطاء الشريك إلى 4 أقسام على النحو التالي :
القسم الأول: هو الأسوأ على الإطلاق
قسم لا يقبل خطأ أحد ولا يسامح ولا يعاتب، بل يهجر مباشرة عند أول خطأ، وإذا سألناه: لماذا؟
قال: ألزم ما عليه كرامتي، وكأنه مخلوق من النور فيطالب الغير بقبول أخطائه وهو غير ملزم بتقبل أخطائهم.
القسم الثاني :وهو صعب المراس
قسم لا يقبل الخطأ، ولكن لا يسامح إلا بعد سيل كبير من الشتم والسب واللعن، أي يقدم العقاب قبل المسامحة، ويتبع ذلك بالتهديد والوعيد، وإذا سألناه: لماذا؟ قال: يستحق ذلك، وإذا كررها سأفعل وأفعل فقد "قهرني".
القسم الثالث :هو المستبد نفسياً
لديه تقبل للخطأ ولا يعاقب إلا بالهجر والحرمان وممارسة الضغط النفسي على المخطئ حتى يراه في أضعف حالاته، ثم يسامحه بعد ذلك، وإذا سألناه: لماذا؟ قال: أنا لا أحب الصراخ أو الضرب، ولكن عقابي وعتابي له شديد بهذه الطريقة، ويكفيه ما تلقاه، إذ سيتوب بعد ذلك ولن يكرر الخطأ.
القسم الرابع: هو المسامح الكريم
يتقبل الخطأ وعتابه يكون عتاباً تربوياً، بمعنى يجلس مع المخطئ ويسأله: لماذا أقدمت على فعل ذلك؟ ويستمع له، فربما أن خطأه غير مقصود فيوجهه التوجيه السليم ويعلمه الصواب ويحفزه على عدم العودة، وإذا كان الخطأ مقصوداً فيذكره بالله وبعقابه ويأخذ بيده ويحتويه كفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
وينصح القراش لعلاقات سوية قائلاً: يجب أن نحاسب أنفسنا وندرك أن الخطأ وارد من الجميع مهما كان تعليمه أو مكانته، ولنعامل الناس المعاملة الحسنة، وخاصة الزوجين والأبناء والأقارب، فمن عفا وأصلح أجره على الله، ولنجعل العتاب درساً وليس عقاباً نواجه به المخطئ، وندرك أننا ربما نقع فيما وقع فيه في يوم من الأيام، وأن نجعل لأهل البيت والأقارب والأصدقاء مساحة كبيرة في حياتنا ولا نضيق عليهم في أنفسنا فينفروا منا.





