بالصور.. جولة في معرض «الأرض ومابعد ذلك»

مدخل المعرض
الفنانة علا حجازي وعملها «الحياة والبقاء»
مشروع الفنان زمان جاسم «الآخر»
حمزة صيرفي يستقبل الحضور
القط العسيري والفنانة فاطمة فايع وصالحة يحيى
أحد الأعمال الفنية
معرض الأرض وما بعد ذلك
غادة، ودينا زائرات للمعرض
مجموعة «نيس» للتمثيل الدرامي الصامت
سلات التسوق للفنان صديق واصل
جانب من المعرض
زهراء الغامدي وعملها الفني «نسيج حي»
الفنان التشكيلي مؤيد حكيم
«شجرة الحياة» لمحمد الغامدي
14 صور
للوهلة الأولى يبدو لنا أننا انتقلنا بآلة الزمن إلى بداية التاريخ، لولادة البشرية وتكوين الحضارات، وماهية مكنون الأرض وما قبلها وبعدها، نسير في دهاليز المكان لنرى تنوعاً فكرياً ومادياً وتعبيراً متجرداً ومتفرداً مرتكزاً على مفهوم واحد «الأرض وعلاقتها بالإنسان».
«الأرض وما بعد ذلك» هذا هو مسمى المعرض التشكيلي المنطلق من المجلس الفني السعودي بجدة، ضمن فعاليات فن جدة 39،21 الموسم الثالث، المعرض الذي اكتظ يوم افتتاحه بالعديد من الفنانين ومحبي الفن ومتذوقيه؛ ليستضيف هذا العام فنانين عالميين بجانب الفنانين المحليين للتأكيد على قيمة التنوع والتبادل الثقافي للرؤى بين الحضارات.
وفي حديث خاص لسيدتي مع حمزة صيرفي عضو المجلس الفني السعودي والمشرف على تصميم المعرض هذا العام قال: «معرض «الأرض وما بعد ذلك» ينقسم لعدة أقسام بحسب أوجه وجوانب كوكب الأرض، فالجانب الأول عبر فيه الفنانون عن «عطاء الأرض» وما وهبتنا من خيرات وفنون وجمال، والجانب الثاني عبروا عن «حالة الأرض» بيولوجياً وجغرافياً واجتماعياً من خلال رؤاهم الخاصة، أما الجانب الثالث والأخير فيحكي عن «ما بعد الأرض» وهي قضايا أساسية أهمها تعاملنا السلبي مع الأرض والبيئة وانعكاس ذلك علينا، ومتحف عن عام 5015 ورسالة سلام مبعوثة للعالم».
ويرى أحد زوار المعرض الفنان التشكيلي مؤيد حكيم، أن الفن بمجتمعنا مازال في بدايته ومثل هذه المعارض اليوم سيكون لها بصمتها وصفحتها المهمة في تاريخ الفن السعودي المعاصر، أما الطالبتان دينا خليف، وغادة إسماعيل فأثارت إعجابهما الرؤى المقدمة من الفنانين بعرض فكرة المعرض لتقول غادة: «من الجميل أن نرى الفن يقدم لنا المعلومة بإحساس وليس بكلمة بالذات، إن المعرض بأقسامه المتعددة شمل جميع الجوانب الحياتية والفكرية للإنسان وبيئته».
زوايا من المعرض
في بداية المعرض تستقبلك الجداريات المعبرة عن فكرة «البداية» لنشأة أو حضارة، فالفنانة علا حجازي، قدمت جدارية تشبه المنحوتات البدائية على كهوف الإنسان الأول، بعنوان «الحياة والبقاء» وما ميز رسوماتها رغم أنها بدائية إلا أنها تضمنت رموزاً تكنولوجية كأجهزة المحمول والأجهزة اللوحية، ومواقع التواصل الاجتماعي؛ لتعلل لسيدتي عن سبب المزج في لوحتها وتقول: «هنا أتحدث عن إنسان الكهف البدائي، ونحن مازلنا هذا الإنسان، لكننا نسكن وننعزل داخل كهف تكنولوجي وعالم افتراضي، فالإنسان إنسان بفطرته مهما تقدم وتحور على مر الأزمان».
لتأتي بعد ذلك جدارية جماعية من العبق العسيري، ومن عمل مجموعة من الفنانات التشكيليات من منطقة عسير بقيادة الفنانة فاطمة فايع، التي شرحتها قائلة: «جداريتنا تحكي عن تاريخ القط العسيري، والقط العسيري يستخدم داخل المنزل، ومن أهم الرموز المميزة للمنطقة، فكأننا اليوم في هذا المعرض جلبنا أحد جدران البيوت العسيرية بألوانها ونقوشها، فلكل نقش في هذا القط معنى وحكاية».
كما تحدثت الفنانة زهراء الغامدي، التي صنعت جداريتها من مواد تشبه بطبيعتها خلايا الأرض، ليشعر الواقف أمامها بأن الأرض تنظر إليه وتخاطبه وتشعر به من خلال خلاياها وبناء طبقاتها، التي طالما كانت تمد الإنسان بالعطاء دون توقف، وأثناء تجولك تثير استغرابك بعض المجسمات والأعمال التي تطلق بتكوينها رمزيات عن مفاهيم تدور عن ما حول الإنسان، وتنوعت الأدوات والمواد المستخدمة في الأعمال، وكان أكثرها لفتاً للأنظار ذلك الهرم الذي صنعه الفنان صديق واصل، من سلات التسوق الفارغة، والتي تعطي مدلولاً عن الاستهلاك الذي أصبح بديلاً عن الهرم الخاص باحتياجات الإنسان الأساسية في الحياة.
ويحكي مشروع «الآخر» للفنان زمان جاسم، عن حياتنا المعاصرة والواقع المزدحم بالمعرفة والمعلومات إلى حد الإرباك والتشويش والتشتت، مشيراً إلى العزلة التي وصل إليها الإنسان.
فعاليات 39،21 على مدار 3 أشهر
أوضحت منى خزندار، عضو المجلس الفني السعودي والمشرفة على تصميم المعرض أن فعاليات 39،21 الفنية هذا العام تدعو الجميع إلى التفكر في العلاقة الإنسانية مع كوكب الأرض، واستكشاف تلك العلاقة الحساسة في الأعمال الشخصية التي يشارك بها كل فنان، واستشعار ارتباطهم الوثيق بالبيئة والإحساس المرهف لكلٍ منهم بهويته وجذوره».
ومن المقرر أن تشهد فعاليات فن جدة 21،39 على مدار 3 أشهر طيفاً غنياً من المعارض الفنية وورش العمل التعليمية، والندوات التي تناقش عدداً من القضايا الفنية الهامة.