تتجه أصابع الاتهام، عند اضطراب سكر الدم، سواء إلى كمّ السكر المستهلك وكذلك المنبهات، فضلاً عن الضغط النفسي. وتسمّى حالة اضطراب سكر الدم بالـ"ديسغلايسيميا" أو "سرعة التحسس على السكر".
يرى باحثون أن عند نقص الـ"غلوكوز" في الجسم، يشعر المرء بنقص الطاقة والتعب وفقدان التركيز، بجانب سرعة الاستثارة والغضب والاكتئاب. وتزيد حدة هذه الحالة في الأيّام الأولى من الصيام، نتيجة التوقف المفاجئ عن تناول المنبهات، كالقهوة والشاي، والمواد السكّرية المحفزة للطاقة. وفي هذا الإطار، تفيد اختصاصية التغذية العلاجية هيام أحمد القارئات، أن الـ"كربوهيدرات" تنقسم إلى نوعين، هما:
- النوع سريع الاحتراق الذي يرفع سكر الدم بسرعة، وبالتالي يزيد الطاقة بسرعة وينفذ بسرعة. وهو يتوفّر في الحلويات والمعجنات والمنتجات الغذائية المصنعة من السكر المكرّر والدقيق الأبيض.
- النوع بطيء الاحتراق الذي يدخل الدم ببطء، فلا يتسبّب في سرعة نفاذ الطاقة أو بالجوع المفاجئ. وهو يتوفّر في الحبوب الكاملة (المعكرونة والخبز الكاملان) ومعظم أنواع الفاكهة الغنية بسكر الـ"فرُكتوز" الطبيعي (البطيخ والأناناس والشمّام والكيوي والإجاص والكرز والمشمش).
لموازنة السكر في الدم وزيادة الطاقة، تنصح الاختصاصية هيام، بــ:
- زيادة الكمّ المتناول من الـ"كربوهيدرات بطيئة الاحتراق" والمسمّاة "منخفضة المؤشر الغلوكوزي" لعلاج حساسية الجسم على السكر وسرعة نفاذ الطاقة والتقليل من الشعور من الإجهاد اليومي.
- إدراج بعض التمرينات الرياضية المخفّفة للضغط النفسي في البرنامج الرياضي الأسبوعي، مثل: اليوغا أو الـ"بيلاتس" أو الـ"تاي تشي"، مع أخذ قسط واف من النوم كلّ ليلة، بما لا يقل عن سبع ساعات.
- استبدال المشروبات الصحية بتلك الحاوية الـ"كافيين". إشارة إلى أن التوقف عن استهلاك الـ"كافيين" يرفع سكر الدم، من ثم تغادر المرء الرغبة شديدة في تناول هذه المادة، مع ملاحظة الباحثين أن: المرء يحتاج إلى أربعة أيام لتغيير عادة الإفراط في شرب القهوة، مع تكرار الشكوى من ألم الرأس والدوار في الأيام الأولى من الإقلاع عن شربها. بالمقابل، لا يحتاج الإقلاع عن شرب الشاي إلى جهد، وذلك لانخفاض تركّز مادة الـ"كافيين" فيه مقارنة بالقهوة. بدورها، تحوي الشوكولاتة مادتي الشوكولاتة والسكر اللتين تؤثران سلباً على الطاقة وعلى توازن سكر في الدم. وفي هذا الإطار، ينصح الباحثون بتناول الوجبات الخفيفة الخالية من الشوكولاتة كحبوب الإفطار والفاكهة وحلوى الفستق كبدائل عن تناول ألواح الشوكولاتة في الأيام الأولى عن التوقف عن تناولها.
- التأكد من احتواء النظام الغذائي اليومي (الإفطار والسحور) على عناصر الحديد والـ"كالسيوم" والـ"ماغنسيوم" والزنك والـ"كروم"، وكلّها معادن هامّة لاسترخاء العضلات وتقوية المناعة، بجانب فعاليتها في موازنة السكر في الدم. وفي هذا الصدد، تفيد تقارير طبية أنه كلّما تقدم الشخص في العمر، كلّما قلّ احتمال حصوله على قدر واف من المعادن والفيتامينات من الغذاء، الأمر الذي يوجب استشارة الطبيب في شأن تحديد نوع وجرعة المكمّلات الغذائية المناسبة للمرحلة العمرية والحال الصحية.
_________________________________________________
* تابعي تفاصيل الاستبيان بهدف التحقّق من الـ"ديسغلايسيميا" في جسمك، في العدد 1840 من "سيدتي" غداً.
في "سيدتي" غداً: تحكمي باضطراب سكر الدم في رمضان
- رشاقة وتغذية
- سيدتي - هالة أحمد
- 08 يونيو 2016