عقاب النظرة.. رغم صمته إلا أنَّه قاسٍ ومؤلم!

وفاء حمود
عقاب النظرة
رنيم عبدالله
4 صور

تتعدد طرق العقاب وتختلف من أسرة لأخرى وفقاً لثقافتها وما تربت عليه واعتادت، وهناك طرق للعقاب من دون التفوه بكلمة كـ«النظرة»، التي تأتي بمثابة تنبيه أو عقاب من قبل الأب أو الأُم لطفلهما بأنَّه أتى بفعل خطأ.
«سيدتي نت » فتحت باب المناقشة مع بعض شرائح المجتمع ممن تعرضوا لنظرة العقاب .


لا أفهم لغة العيون
بداية تقول رنيم عبدالله، وهي شابة جامعية تبلغ من العمر 22عاماً: للأسف أنا لا أفهم لغة العيون ولا أركز، فقد كانت والدتي عندما تجدني اخطئ في الحديث أو التصرُّف لا أكاد اعرف ماذا تريد لهذا تغضب مني وتوبخني بأن انتبه.


أخشى نظرة والدتي
وأوضحت ريما توفيق (15عاماً): نعم أخشى من نظرة أمي، فهي عندما تنظر إليَّ بقوة معناها أني ارتكبت خطأ لهذا كثيراً ما أخشى النظر إليها أو الجلوس أمامها في المناسبات العامَّة، واذكر في مرة نظرت إليَّ نظرة لم أكن أعرف معناها وقلت لها «ماما لماذا تنظرين إليَّ هكذا)، فكان ردها إني تحدثت أمام خالتي بموضوع لا تريد أحدا أن يعرفه. من وقتها أصبحت أعمل حساباً لكلامي وأتجنَّب النظر إليها.

الجيل اختلف
وفي السياق ذاته تقول وفاء حمود (38 عاماً)، وتعمل معلمة: بحكم أني البنت الكبرى فكل تصرف كان محسوباً عليَّ، فكانت والدتي دائماً ما تنبهني أنا وإخوتي أن نتصرف بأسلوب حسن في وجود الأهل والأقرباء، ولا نتحدَّث كثيراً، وان ننظر في عينها لأنَّها ستنبهنا بالنظر إن أخطأنا، وبالفعل كنت دائماً ما أحاول الجلوس أمام أمي والنظر لها باستمرار طوال الوقت لكي أراقب نظرها هل أخطأت. وكنت أخشى أن اخطئ، فرغم أنَّها لم تكن تضرب، لكن كانت نظراتها قاتلة بالنسبة لي ولإخوتي فعندما نخطئ كان العقاب قاسياً وبه حرمان من الخروج نهاية الأسبوع واللعب عقاباً عمَّا بدر منا، وقد حاولت أن انتهج هذا مع ابني، لكن وجدت أنَّ تربية جيل اليوم عمَّا تربينا عليه متعبة جداً، لأنَّه يقول لي أمام الحاضرين ماذا قلت كلامي صحيح ويجادلني أمام الكل ليقنعني أنَّ ما قاله ليس خطأ أو أنَّ ما فعله ليس أمام أحد غريب، إذا كانوا أقارب، فالجيل اختلف بحكم الزمن وعلاقتنا أصبحت أكثر سلاسة في تعاملنا مع الأبناء.

الطفل لا يعترف بخطئة
المستشارة الأسريَّة، الدكتورة رضوى باحاذق، أوضحت أنَّ الطفل أصبح أذكى ولديه ثقة كبيرة بنفسه عن جيلنا وهو جيل الوسط، لهذا نجده يجادل ولا يخشى من قول رأيه وإقناع الطرف الآخر برأيه، وذلك نابع من عدة أمور منها تطور العصر الذي أدركه طفل اليوم، ومساهمة الإعلام في تكوين شخصيته، كما أنَّ تعامل الأسرة اختلف مع الطفل وأصبح هناك تقبل للمناقشة والجدال. فنحن تربينا على قيم وعادات وعلى الصح والخطأ وكان المجتمع مغلقاً نوعاً ما، بينما الآن أصبح لدينا انفتاح ودخول ثقافات تأثر بها الطفل فكرياً ما صعَّب علينا أن نربيهم بنفس النمطيَّة التي تربينا بها وهذا ما جعل بعض الأبناء عند النظر إليهم عند إصدار أي فعل يغضب الأب أو الأم أن يجادل وألا يعترف بخطئه ليس من باب الوقاحة، بل من باب ثقته بنفسة بأنَّه قد عبَّر برأيه حيال ما طرح أمامه أو أنَّه نسي فلماذا يستحق العقاب، عكسنا تماماً حيث كنَّا نخشى من نظرة الأب أو الأم ولا نجادل خوفاً من أن ينالنا عقاب أكبر.