الـ قرقيعان وشهر رمضان اسمان لا يفترقان

مسابقات في المجمعات احتفالا مع الأطفال
ميسي له نصيب من القرقيعان
فعاليات مستمرة للأطفال في أيام القرقيعان
الزي التقليدي للقرقيعان
البعض يحافظ على القرقيعان التقليدي
الأسواق تقدم أشكالا متنوعة من القرقيعان
6 صور



يبقى دائمًا للشهر الكريم عادات وطقوس تختلف من بلد إلى آخر؛ احتفالاً بقدوم الشهر الفضيل، ولا تمارس إلا به، لتصبح سمة من سماته. 
من هذه العادات مناسبة تسمى «القرقيعان»، التي تحل في منتصف الشهر، والأطفال هم الركن الأساسي بهذه الأجواء الاحتفالية الشعبية، حيث توزع فيها الحلوى والمكسرات عليهم. 
هذه المناسبة أصبحت موروثًا ثقافيًا واجتماعيًا في المجتمع الكويتي يصعب تجاهله من جيل إلى آخر، رغم اختلاف الاستعدادات وتفاصيل الاحتفال بها من جيل إلى آخر. 
وهو موروث شعبي لا يقتصر على الكويت، بل يتعداها إلى الجزيرة العربية كلها، وإحياء هذه الليلة وتسميتها يختلفان من قرية إلى أخرى، ومن مدينة إلى مدينة.
وترجع سبب التسمية بالكويت في اللهجة الكويتية من صوت القرقعة (قرقعة الطبول التي يستخدمها الصغار احتفاء بهذه المناسبة) وهي مناسبة سعيدة للأطفال في منتصف شهر رمضان، وتكون عادة ليلتي 14 و15 من الشهر، وذلك بسبب اكتمال القمر وسهولة المشي ليلاً. 
في السابق، الأطفال من الذكور والبنات يتجمعون على شكل مجموعات، ويكون لكل مجموعة رئيس، وتطوف تلك المجموعات بالحي والأحياء المجاورة، وبعضهم يرتدي ملابس غريبة، ويستخدم الفحم للرسم على الوجوه وكذلك الألوان؛ ليظهروا بمظهر غريب أثناء القرقيعان.
وبعض الأطفال يأتون بطبلة أو صندوق حديدي أو خشبي، ويضربون عليه بعصا لإصدار صوت إيقاعي وسط غناء الأهازيج الخاصة بهذه المناسبة أمام المنازل.
والأمهات يستعددن قديمًا لمناسبة القرقيعان؛ بخياطة الخريطة للأولاد، وهي تشبه الكيس وتعلق في الرقبة وبها خيط تشد به على الصدر، بينما يخاط للبنات لباس خاص لهذه المناسبة يسمى «البخنق»؛ وهو عبارة عن غطاء للرأس لونه أسود ومصنوع من قماش شفاف وبه بعض النقوش الذهبية.
وفي الوقت الحاضر، اختلف القرقيعان تمامًا، وظهر التكلف وأنواع الحلويات باهظة الثمن؛ من خلال إقامة الحفلات الخاصة، وتوزيع أفخم أنواع الحلويات والمكسرات، إلى جانب أصناف حديثة أخرى.
وامتد الأمر إلى الأطفال؛ فأصبح الأهل يهتمون أكثر بتزيين أطفالهم، إذ تطور اللباس الذي يرتديه الأطفال في الوقت الحاضر، حيث ترتدي البنات الفساتين التقليدية، وهي «الدراعة»، والتي تتوافر بأشكال وألوان كثيرة، ويتزين بالحلي التقليدية مثل (الهامة والكف والحيول)، أما الأولاد فيلبسون (الدشداشة) وعليها (السديري) و(الدقلة) و(القحفية)؛ وهي غطاء للرأس. 
ودخل التنافس بين الأسر في التباهي بإحياء هذه المناسبة، وأضحت أيضًا تأخذ شكلاً من أشكال التحدي في الظهور بدلاً من أنها كانت تهدف إلى إدخال الفرحة للأطفال في السابق.