مسابقة القصة الفكاهية: تحت الأنقاض

تحت الأنقاض

هرع رجال الإنقاذ بعدتهم غير المعهودة، تبعهم رجال الأمن وعدد من المسؤولين الكبار، وكان الإعلام يصور المشهد ويصف موقفهم غير المسبوق بالعمل البطولي، ويمتدح اهتمام المسؤولين بالمواطنين الذين تهدم عليهم مبنى جراء هشاشة أعمدته التي تهاوت على رؤوس من كان بداخله.

الحادثة لم تكن هي الأولى ولكن ما ميزها هو اهتمام مسؤولين كبار بها! حيث تم إنقاذ البعض، وانتُشلت جثث الموتى من تحت الأنقاض.
تعجب الجميع من موقف رجال الإنقاذ والأمن الذين أصروا على أن هناك رجلاً ما زال تحت الأنقاض ويجب عليهم إنقاذه مهما كلفهم ذلك، وأغرب من ذلك هو بقاء أولئك المسؤولين الكبار لأجل الاطمئنان على هذا الشخص المتبقي، الذي ما زال مصيره مجهولاً حتى هذه اللحظة!
أُعجب البعض من ذلك وازداد حبهم لهذا الموقف الإنساني من أسماء نددوا برحيلها قبل أيام لفسادها! وظل البعض الآخر متشككًا من هذا الموقف المُريب، فقرروا الانتظار حتى تتضح لهم حقيقة الأمر. وعلى الجانب الآخر كان هو ممددًا على الأرض لا يقوى جسمه على الحراك، بعض تلك الجدران المتساقطة اختارت كرشه التي لا تشبع لتكون ملاذًا لها لترمي بثقلها عليها، يحدوه الظلام من كل جانب، كأنه في القبر، أذناه تسمع خطوات أقدام الباحثين عنه، يصرخ بصوته الشاحب: «أنا هنا أنقذوني!» صوته لا يصل إليهم، لم ينفعه منصبه الذي تحرك الجميع لأجله! كلما اقتربوا منه أبعدهم الله عنه، أدرك أنه لن يستطيع الخروج إلا بتوفيق من العزيز الجبار. أحس الموت يقترب منه، تمتم قائلاً: «يبدو أن هذا عقاب من الله لتمريري عمل ذلك المهندس مقابل الرشوة، وها أنا أجني العواقب!».
نظر بعينيه إلى الأعلى، وأردف: «إلهي، أنت تعلم أنني أكثر المسؤولين تعبدًا لك، وأنا أكثرهم استغفارًا وتسبيحًا وتعظيمًا لعظمتك وجلال سلطانك، إلهي لقد أيقنت خطئي وأدعوك بكل اسم هو لك بأن تخرجني من هذا لأصحح ما اقترفته يداي»


وما هي إلا لحظات حتى تم إنقاذه مما كان فيه، وما إن أحس بعودة عافيته وقوته حتى أسرع وهاتف ذلك المهندس قائلاً: «إن كنت أعلم أن تقصيرك سيؤدي إلى قتل كل تلك الأنفس، لطلبت منك ساعتها المزيد، ولهذا إن أردت النجاة من جريمتك، فابسط يديك وقم بدفع عشرة أضعاف ما قبضته منك سابقًا، فكرشي بحاجة للمزيد لتستعيد عافيتها!».

القصص الـ 10 المشاركة في تصويت الجمهور

المحكمة: رحاب الطائي- العراق
- تحت الأنقاض: صلاح طاهر الطوعري- اليمن

- جدتي حفيظة: وسام محمد دبليز- سوريا
- جرعة ثقة: يونس الشرق- المغرب
- سيدويه: أحمد مصطفى- مصر
- فقاعة: أسماء منصور المصري- اليمن
- في حضرة كاتب: سعيدة بوساحة- الجزائز
- كنت سأربح المليون: أحمد مصطفى العز- مصر
- متلازمة الصغر: حمادي أبوبكر - الجزائر
- مشكلة لكل حل: نور البخيت- الولايات المتحدة الأمريكية
 

الرجاء التصويت للقصة الفكاهية القصيرة التي تجدونها الأفضل: