ألم الحوض المزمن قد ينتهي بالجراحة والتوتر مسؤول

ارتفاع مستوى التوتر في الحياة اليومية قد يصيبك بالم الحوض المزمن
الدكتورة أسماء الجداوي
4 صور

ألم الحوض المزمن يلازم المريضة لأكثر من ستة أشهر، في منطقة أسفل البطن. وقد تشكو المصابة من الحالة أثناء التغوّط، أو المعاشرة الزوجية، مع الإشارة إلى أنّ الألم يحول دون الاستمتاع بالحياة اليومية لدى أكثر من 90% من المصابات بالحالة، بحسب "الجمعية الأميركية لصحة المرأة".

يرجح باحثون في كلية الطب بجامعة "هارفارد" الأميركية، أسباب الإصابة بألم الحوض المتكرر، إلى ارتفاع مستوى التوتر في الحياة اليومية. كما تتصل ببعض أمراض الجهاز التناسلي، مثل:

_ بطان الرحم: الحالة تؤشر إلى نمو بطان الرحم الداخلي في الخارج، وتحديدًا في منطقة المبيض أو الطبقة الخارجية للرحم، أو بطانة الحوض. وقد يستمر النسيج البطاني الخارجي للرحم في الاستجابة لهرموني الـ"إستروجين" والـ"بروجسترون"، ما يزيد من سماكته، وبالتالي يتولد نزف شديد. وتعاني نساء مصابات كثيرات أيضًا، تكوّن أكياس من الدم المحتجز، ما يتسبب في ألم شديد أسفل البطن.
• العوارض: تشير دراسات سريرية إلى أنّ بعض النساء المصابات ببطان الرحم، قد لا يشكو من عوارض مصاحبة له، فيما تواجه أخريات ألم الحوض الذي قد يمتد أحيانًا إلى أسفل الظهر ومنطقة البطن، وخصوصًا أثناء التبويض وممارسة العلاقة الزوجية، والتبوّل والتغوّط.

_ الورم الليفي: تبيّن تقارير طبية أنّ الإصابة بالورم الليفي، تبدأ بعد تكاثر خلية منفردة في الرحم بشكل مبالغ فيه، من جرّاء حدوث تغييرات في المعلومات الوراثية للخلية. ويفيد أطباء أنّ هرمون الـ"إستروجين" يعزّز تكوّن هذا الورم.
• العوارض: قد يصاحب تكوّن الورم الليفي، حيض غزير وتقلّصات طمثية كثيرة، ونزف بين الدورات، وألم شديد في الحوض والظهر وكثرة في التبول.

_ داء الحوض الالتهابي المزمن: عدوى تصيب أعضاء المرأة التناسلية، مثل: الرحم أو قناتي "فالوب"، أو المبيضين، ما يتسبّب في تكوّن نسيج ندبي قد يسد قناتي "فالوب" جزئيًّا أو كلّيًّا، فضلًا عن مضاعفات خطيرة قد تستمر مدة الحياة، ومن بينها: العقم، وتلف الأنسجة المحيطة بالرحم، ما يتسبّب بألم الحوض المزمن.
• العوارض: ألم البطن الشديد وإفرازات المهبل ذات الرائحة النفّاذة، وعدم انتظام الحيض والألم أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، وألم الحوض الشديد.


التصوير بالموجات فوق الصوتية
بسؤال الاستشارية في أمراض النساء والتوليد الطبيبة أسماء الجداوي، عن كيفية تشخيص ألم الحوض المتكرّر والمزمن، تجيب عنه قائلةً: إنّ "الطبيب يأخذ عيّنة من عنق الرحم كما المهبل، لاستبعاد أو تأكيد العدوى بالأمراض المنقولة جنسيًّا". وتضيف د. الجداوي: "عندما يتأكد الطبيب من عدم وجود عدوى في جهاز المرأة التناسلي، حينذاك يُخضع رحم المصابة للتصوير بالموجات فوق الصوتية، أو الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي، وذلك لمشاهدة الأنسجة المعتلّة والتعرف على حدّة الألم. كما يساعد في التشخيص التعرّف إلى التاريخ الطبي المفصل للمريضة، عن طريق توجيه بعض الأسئلة إليها، مثل: مستوى شدّة الألم والأحداث المرتبطة به، كموعد الحيض أو أثناء الجماع أو عند التغوّط...".

من مسكّنات الألم حتى الجراحة
توضح د. الجداوي، أنّ "علاج ألم الحوض المزمن يختلف بحسب شدته، وطبيعة كل حالة". وبصفة عامة، يشمل علاج الالتهاب المزمن أو المتكرّر لمنطقة الحوض:
_ العقاقير المسكّنة للألم، ولا سيّما الأسبيرين.
_ المضادات الحيوية، في حال الإصابة بالعدوى، مثل الأمراض المنقولة جنسيًّا، كالسيلان.
_ الجراحة: في بعض الحالات، قد تستوجب الحالة استئصال الرحم، أو إزالة آفات البطان الرحمي أو الأورام الليفية.
_ التمرينات التي تقوّي عضلات الحوض والتدليك، بالإضافة إلى استخدام الكمّادات الساخنة والباردة.
_ الإرشاد النفسي للمرأة في شأن التقليل من مستويات التوتر في الدم، أو تعاطي مضادات الاكتئاب في المراحل المتطورة.
_ الإبر، إذ أظهرت مجموعة من الدراسات أنّ الوخز بالإبر قد يخفف من عوارض ألم الحوض المزمن.