مسابقة القصة الفكاهية: المحكمة

صورة تعبيرية


المحكمة

وقف الجميع قرب الباب الموصد، والذي أصبح يمثل خط الوسط بالنسبة للفريقين المتنازعين. أخذ كل فريق منهم جانباً قريباً من غرفة القضاء، فالقاضي لم يحضر بعد.
كانت النظرات بينه وبين زوجته، تختلس اختلاساً؟ فلا يكاد أحدهم ينظر إلى الآخر، حتى يهرب بناظريه بعيداً عن صاحبه، ثم ما يلبث أن يعود به كرّة أخرى.
استمرت لعبة القط والفأر هذه زمناً ليس بالقليل، على الأقل بالنسبة للزوج وزوجته دون من حضر معهم، خاصة أن اللعبة استهوتهما، لدرجة أصبحا معها أشبه بمراهقين صغيرين، أعجب أحدهما بالآخر، ولا يجرؤ أحدهما أن يفصح بمشاعره للآخر، إلا بالنظرات. لم يطل هذا الأمر كثيراً، حتى شعر به الحاضرون من الفريقين. وعندها كثر اللغط والهمس، ولم يقطع ذلك كله، سوى وقع أقدام القاضي، وهو يصعد السلم.
فُتح باب الغرفة ودخل القاضي فيها، فيما اندفع أهل الزوجين بعده مباشرة إلى الغرفة؛ وتحلقوا حول مكتبه الصغير، وذلك بعدما قام معاونه بالمناداة على الزوجين لحضور المرافعة أمام القاضي.
كان الجميع في الغرفة يتحدث ويريد من القاضي أن يسمعه. ثم سرعان ما اشتدت نبرة الكلام، وتحولت إلى اتهامات متبادلة بين العائلتين؛ ليصل الأمر في النهاية إلى الشتائم والسباب. في هذه الأثناء كان القاضي يحاول أن يهدئ الطرفين، أو على الأقل يحد من تطور الأمر إلى شجار قد بانت ملامحه، ولكن دون جدوى، عند ذلك لم يجد القاضي من وسيلة أمامه سوى أن يضرب بكلتا يديه على مكتبه، طالباً من الجميع السكوت، ومهدداً إياهم بالطرد خارج الغرفة، بل وبالمحكمة، إن لم ينصاعوا لأمره، خاصة بعد أن بُحّ صوته ومساعده في محاولة تهدئتهم.

سكت الجميع، أمر القاضي ببقاء طرفي النزاع أمامه فقط، الزوج وزوجته لا غير. وهنا كانت المفاجأة والتي أذهلت الجميع، وجعلتهم ينظرون بعضهم لبعض بدهشة واستغراب!! كيف لا، وقد خلت غرفة القاضي إلا منه ومساعده؛ وليكتشفوا متأخراً أن الزوجين أصحاب الشأن غير موجودين معهم، بل ولم يدخلا غرفة القضاء أبداً!

 

القصص الـ 10 المشاركة في تصويت الجمهور

المحكمة: رحاب الطائي- العراق
تحت الأنقاض: صلاح طاهر الطوعري- اليمن

جدتي حفيظة: وسام محمد دبليز- سوريا
جرعة ثقة: يونس الشرق- المغرب
سيدويه: أحمد مصطفى- مصر
فقاعة: أسماء منصور المصري- اليمن
في حضرة كاتب: سعيدة بوساحة- الجزائز
كنت سأربح المليون: أحمد مصطفى العز- مصر
متلازمة الصغر: حمادي أبوبكر - الجزائر
مشكلة لكل حل: نور البخيت- الولايات المتحدة الأمريكية

الرجاء التصويت للقصة الفكاهية القصيرة التي تجدونها الأفضل: